آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 03:54 م

عرب وعالم


في ذكرى وفاته الـ 12 .. زايد قائد أسّس الإنسان قبل البنيان

الجمعة - 24 يونيو 2016 - 11:04 م بتوقيت عدن

في ذكرى وفاته الـ 12 .. زايد قائد أسّس الإنسان قبل البنيان

أبوظبي / متابعات :

وسط تحولات إقليمية، وفي بيئة صحراوية قاحلة، سادها شظف العيش وصعوبة الحياة، بزغ في منتصف أربعينيات القرن الماضي، فجر أمل جديد، رجل جاء في موعده، ليرسم ملامح صورة مستقبل مشرق معطياً شعبه سنوات عمره كما أعطاهم المجد والعز والكبرياء، وعلى يديه عمّ الخير والرخاء وساد الأمن والأمان بعدما بنى كرامة الإنسان قبل تشييد البنيان، هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كما وصفه المشاركين في مجلس السفير السابق محمد أحمد المحمود في مدينة العين الذين أجمعوا على أنه قائد ملهم استطاع تحقيق الإنجازات ومد يد العون للأشقاء والأصدقاء.


عطاء

وقال السفير محمد المحمود: نحن نعيش هذه الأيام الذكرى السنوية لرحيل القائد المؤسس في 19 من رمضان في كل عام، هذا اليوم الذي لا ينسى في تاريخ دولة الإمارات، يوم بكى فيه الحجر والشجر قبل البشر، يوماً بات موعداً سنوياً نقف فيه بكل إجلال وإكبار للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان.


ملحمة

وأضاف إنه مهما تحدثنا عن المغفور له الشيخ زايد رحمه الله، لن نفيه حقه، بل تتحدث عن إنجازاته في زمن كانت الإنجازات فيه من المستحيلات، فهو ملحمة وتاريخ، رجل بأمة وأمة في رجل، مشيراً إلى أنه من موقعة كدبلوماسي تشرب من فكر زايد وتوجيهاته، وكنجل للسكرتير السابق للشيخ زايد، الوالد أحمد المحمود، أمد الله بعمره، فقد شهد وسمع وعايش أحداثا وقصصاً كثيرة لا يمكن اختزالها في تحقيق أو مقال أو حتى في كتاب، فهو سفر من التكوين.


منهج عمل

وأشار إلى أنه يعتز ويفتخر أنه من جيل ولد وعاش وعمل في عصر الشيخ زايد، فتشرب من فكره وتوجيهاته التي كانت سنداً ومرشداً ومنهاج عمل له خلال عمله الدبلوماسي سفيراً مقيماً في كل من باكستان ومصر وألمانيا وغير مقيم في عدد من الدول، وتمثيل الدولة في عدد من المناسبات الدولية والمؤتمرات العالمية والإقليمية، مبيناً أن رؤية زايد السياسية تجلت عندما خطط وعمل لبناء أنجح تجربة اتحادية في العالم والمنطقة، مبنية على أسس متينة وركائز وطنية مستمدة من الحب والولاء وتعزيز مكانة ودور الوطن والمواطن، واستطاع بخبرته وبرؤيته الحكيمة أن يذلل ويتجاوز العديد من العقبات والصعاب التي واجهته في مرحلة التشاور مع أشقائه حكام الإمارات حينذاك، فتكونت لديه معطيات كانت أساسا في بناء دولة الإمارات، في ظل تحولات دولية وصراعات إقليمية، فبقوة العزم والإرادة التي يمتلكها وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من مكانة ورفعة واستقرار، فما زرعه زايد يجني محصوله أبناؤنا اليوم، فقد سخر حياته كلها من أجل إسعاد المواطن وبناء الوطن.


شاهد عصر

وأوضح أن والده أمد الله بعمره، عمل سكرتيرا خاصاً للشيخ زايد منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي، وحتى قيام دولة الاتحاد، وقد عايش كل هذه التحولات، حيث كان يروي لهم القصص التي عاشها مع الشيخ زايد عن قرب، فقد عمل رحمه الله من أجل شعبه أكثر مما عمل لنفسه، ولم يسخر عمله من أجل حياته الشخصية، كان لا ينام الليل.

وتابع: روى الوالد أنهم كانوا ذات مرة في رحلة صيد في أطراف مدينة العين مع مجموعة من الأصدقاء، حيث كان، رحمه الله، مولعاً بالصيد ويروّح نفسه به، وبعد أن عاد الرجال من الصيد ومعهم صيد وفير فرح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وبعد ذلك غادر الجلسة وجلس وحيداً في مكان خال ولفترة طويلة، فأراد الرجال النوم، فطلبوا أن يقوم أحد الأشخاص بإبلاغ الشيخ زايد بذلك، فتم اختيار الوالد لقربه منه، فعندما اقترب منه واستأذنه وجده يفكر بعمق، وعندما سأله الوالد عن سبب تفكيره رد الشيخ زايد: أنا أفكر كيف نستطيع أن نبني دولة عصرية، وأن يمتد العمران والمزارع من العين إلى أبوظبي«، لقد كان ذلك حلمه الذي تحقق على أرض الواقع ونراه اليوم.


توطيد العلاقات

وقال: أما عن علاقات الشيخ زايد الدبلوماسية، فقد كانت لدية رؤية وحنكة دبلوماسية، ففي الوقت الذي كان يبني فيه الدولة من الداخل، مد جسور التعاون مع الخارج، مشيراً إلى أنه عندما رشحه المغفور له الشيخ زايد للعمل سفيراً في الباكستان في العام 87، أعطى له توجيهات بتوطيد وتعزيز العلاقات فقد كان، رحمه الله، ذا رؤية سياسية مبنية على التعاون والتسامح والتكامل، والوقوف دائما مع مصالح الشعوب والأمم، ومن أجل الأمن والاستقرار، بعيداً عن الصراعات والتدخلات، ونفذ في الباكستان العديد من المشاريع الخيرية.


مواقف وطنية

وأضاف المحمود: في محيطه العربي، كان الشيخ زايد صاحب مواقف وطنية، وحس عروبي، فالكل يذكر موقفه في حرب تشرين واستخدام سلاح النفط حينذاك، وكذلك له مواقف يشهد لها، فبعد تحرير الكويت من غزو صدام، دعا، رحمه الله، إلى مصالحة عربية شاملة وإعادة التضامن العربي، لأنه كان يرى أن الخلافات سوف تكون انعكاساتها وخيمة على المنطقة.

وروى المحمود أنه عندما تم تكليفه سفيراً في مصر قاله له الشيخ زايد: أنت ذاهب إلى مصر ومصر لها قيمتها ومكانتها لديّ، لذلك أعتبر نفسك سفيراً لمصر وليس فقط للإمارات»، وهذا ما أبلغته للرئيس المصري حينذاك، وطلب مني أن أبلغه أولا بأول كل ما تحتاج له مصر من دعم ومشاريع باتت تتحدث عن نفسها ويشهد بها الجميع، مؤكداً أن ما يصيب مصر يصيب الأمة العربية بكاملها، فقد كانت عينه على مصر دائما.

وأوضح أن الشيخ زايد، رحمه الله، كان يسعى إلى تعزيز دور ومكانة دولة الإمارات في كافة المجالات والمحافل الدولية، وشديد الحرص على توطيد علاقات دولة الإمارات بالأشقاء والأصدقاء من كافة دول العالم، وها نحن نرى المكانة الدولية التي تتمتع بها دولة الإمارات في المحافل كافة.

واستذكر المشاركون في المجلس مواقف الشيخ زايد الإنسانية وكيفية تعامله مع القضايا المحلية والعربية وسعيه إلى بناء دولة قوية متحضرة عبر بناء المواطن ورفع كفاءته.

عن ( البيان ) الإماراتية