آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

اخبار عدن


ابنة الفنان المرشدي ترثي ولدها الذي استشهد في يوم تحرير عدن : نصف عمري !!

الأحد - 03 يوليه 2016 - 01:26 ص بتوقيت عدن

ابنة الفنان المرشدي ترثي ولدها الذي استشهد في يوم تحرير عدن : نصف عمري !!
الراحل الكبير مع حفيده الشهيد يوم تخرجه من الجامعة

كتبت / مايسة المرشدي :

نصف عمري .. شهيد نصر وتحرير عدن (رسالة أم الشهيد):
مرت الساعات الفائتة ونحن مجتمعين على مائدة افطار اليوم السابع والعشرين من رمضان بصعوبة بالغة كأنها مشوار من الدهر يلتف حول أجسادنا حتى دفعتنا الى استعادة شريط ذكريات طويلة لأعمارنا التي بالكاد لا زالت تستطيع تتنفس حتى اليوم.. جلسنا في الزاوية المعتادة التي عرفناها مدى سنين عمرنا وقد تغيب عنها العزيز الغالي فلذة كبدي ونصف عمري ولدي الشهيد علي عبداللطيف اليوسفي.. في احشاءنا غصه آلم عميقة تبدو ملامحه واضحة على وجوه ذبلت وعقول تسرح في هيمان ملكوث ولدنا الغائب الحاضر .. رغم حالة السرور والفرح التي تملئ احاسيسنا تاره ونستشعر بها ايمانا بالمكتوب وقدرة الله الا أن غيابه مؤرق وإن مرت السنون عجاف.
هذا اليوم 27 رمضان .. اليوم الذي خلد ليلة اجمل ايام العمر تسجيلا تاريخا للامة العربية والاسلامية .. عرفناه يوما ضرب عمق حضارتنا الاسلامية منذ مهدها .. لان ليلة 27 رمضان المبارك هي خيرا من ألف شهر .. لا يمكن لا أحد مثلي يصل الى درجة من قمة السعادة والحزن في آن واحد احتفاءا باليوم الاغر والليلة التاريخية .. يوم احتفي مع أهلي ابناء مدينتي (عدن) بالذكرى السنوية الاولى لانتصارها على عدوان الكهوف وعفافيش الظلام الذين شجعتهم مظلة المد الفارسي الجاهلي لاجتياح ديارنا الكبير (عدن) ونشر الدمار والقتل فيها دون أستدعاء عداوتهم واجرامهم ..أنا الام المكلومة بولدها الشاب ذو 27 عاما لكنها الاكثر سرورا بمرقده الان في رياض الخالدين مع رفاقه من ابناء عدن الذين سكبت دمائهم طاهرة لاجل انتزاع حرية اهلها ونصر كرامة مدينتهم .. هو علي نصفي الاخر .. نصف عمري الذي مر من هنا .. هو واحد ممن اختطت دمائهم وسجلت اجسادهم صناعة هذا اليوم العظيم والنصر الكريم بفضل الله تعالى على عدوهم القادم من جبال مران ووديان سنحان.. في ذكرى انتصارك ياعدن .. ابكيك ياولدي فرحا وحزنا .. في مناسبة تسعدني وتألمني في يوم اشرقة تاريخا جديد ساطع بصباح الحرية والعزة والكرامة..
اه مرت سنه على فقدك ياولدي .. شعور لا يزال بين التصديق والتكذيب مستمرا كلما استمرت نبضات قلبية في الحياة تناديني.. ياعلي لازلت مسكون بجوارحي وبكل مكان .. لم تعدم رؤيتك حتى حينما اغفوا وتغمض عيناي لا زلت أراك حتى تلك اللحظة الاولى التي زلفت فيها الى صدري .. عند صحوتي تراك عيناي .. تراك في كل مكان في البيت في كل ركن اتذكرك والمحك بحركاتك ومشيتك ونظراتك وطلباتك واستياءك وحبك واشتياقك لمآكولاتك المفضلة ولبسك البسيط .. لا زالت رائحتك العطره تأنس المكان وقهقهت ضحكاتك الطاهرة تسامر ليالينا ..
علي .. حبيبي ونصف عمري ازداد اشتياق لاحتضانك.. حبك الكبير لاخوانك هو عنوان صبرنا فأنت خالدا بين رحاب ربك من الشهداء الابرار ..
يمكنني رؤيتك موجود ياعلي بهذا المكان عن يميني وشمالي القاءك جالسا في المكان الذي لعبت فيه كثيرا مع صحبتك اطفال الحافه .. اراك ماشيا بجانب هذا الطريق ذاهبا الى المدرسة وعائدا واثقا الى البيت .. لا أغالي فلكما مريت بجانب الاماكن المشهود لها زيارتنا معا لا اتوقف عن الكلام حولك .. إذ مريت بمحل الملابس اتأمل ما تحب ترتديه خلال أيام العيد كبنطلون جينس مع جرم شبابي بسيط يتناسب مع جسدك القوي.. اه ياولدي يا نصف عمري افتقدك في عز احتياجي لك .. افقدتك عند شعوري واحساسي انك نضجت .. فقد علمتك محنة الحرب الكثير وشعرت انك كبرت واصبحت رجلا يعتمد عليك في الحياة..
فقد تركت بيتك وعائلتك واخوانك وابويك لشيء كبير دفعك ووجهك الى حمل السلاح لاجلنا ولاجل مدينتك .. تعلمت في 4 شهور حياة الصمود والثبات .. كلما جئت لزيارتنا اثقل عليك بالاسئلة من فين رجعت قلت مره من جبهة الصولبان ومره الممداره ومرة جبهة دار سعد. كنت تغيب بالايام والاسابيع احمل همك والخوف عليك لكنك تسقطني بكلمتين " إن مت فأنا عريس حب عدن وانتصار اهلها".. علي فينك اليوم قلت أنا بالبريقة .. يأبني بس تعبتني روح بيتكم لا تخافي باموت شهيد.
ياعلي كلمتني يوم 27 رمضان كنت مبسوط كثير قلت يأمي اليوم ستنتصر عدن .. كانت الساعة الخامسة فجرا حينما رن التلفون قلت لي نحن عند المطار ثم قال "أمي احبكم كثير .. احبك واحب أبي واخي محمد وخواتي وجميع اهلي سلمي عليهم جميعا .. اليوم ستفرحون وتزول عنكم غمة الحرب والعدوان الحوثي.. ادعوا لنا.. فأغلق الخط".
الساعه 3 عصرا جائني الخبر الصاعقه الذي قبض على صدري وبتنهيده صرخت ابني ابني علي شهيدك ياعدن.. مر العزاء مثل حلم لم اصحوا منه حتى اللحظة .. حزينه متماسكة لم ابكي .. قلبي يتقطع مليون قطعه .. شردت في ملكوث عالم ثاني .. مرت الايام والشهور قاسية وخبر فقدانك يزداد قساوة حتى فتحت علي باب المرض ولله الحمد والشكر على ما يكتب لنا جميعا.. شوقي لك ياحبيب روحي (ياعلي) لا يتوقف .. صعب نسيانك ياعمري .. يا جزء من كبدي لن انساك ياحياتي..
فارقتني وعمرك (27 عاما) وبلغ عمري (54 عاما) .. يحق لي الفخر والعزة عشت رجلا ومت رجلا .. يحق لي هنا الترحم عليك وازفك شهيد نصر عدن في مناسبة ذكراك السنوية الاولى وهي ذكرى الاولى للنصر ياعدن .. يحق لي هنا قول الله يرحمك يا نصف عمري.....
اخيرا وليس اخرا لا يسعني الا الدعاء لك وجميع شهداءنا الابرار ربي اجعل مثواكم جنة الخلد وللجرحى والمصابين ربي اشفيهم وعافيهم.. ابني علي نم قرير العين روحك تجالسنا في كل الاوقات.. اللهم تقبله برحمتك وغفرانك وعفوك واجعله من الشهداء الابرار يا ارحم الراحمين .. اللهم امين اللهم آمين يارب العالمين..!!
أمك المكلومة مايسة محمد مرشد ناجي - المرشدي