آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:07 م

من تاريخ عدن


نال الميدلية الذهبية من جورج السادس ..صالح الموشجي ذرف دموعه عند قراءة سقوط غرناطة

السبت - 26 ديسمبر 2020 - 10:29 م بتوقيت عدن

نال الميدلية الذهبية من جورج السادس ..صالح الموشجي ذرف دموعه عند قراءة سقوط غرناطة

عدن تايم /اعدها للنشر برهان مانع

الاستاذ القدير صالح محمد عبداللة موشجي من مواليد مدينة عدن 20 يناير 1894م قضى عشرات السنين معلما في مدارس عدن واهمها مدرسة السيلة "المدرسة الحكومية" حيث شغل فيها وظيفة نائب لمدير المدرسة واستطاع إن يخلق جيلا جديدا من المثقفين ويحقق النجاح التربوي مع زملاء المهنة أمثال الاستاذ علي محمد الفقيه والسيد احمد علي وافضل محمد ابراهيم وغيرهم وحظي بحب واهتمام الهامات التربوية الذين تحصلوا على الشهادات العليا من بريطانيا وبغداد ومصر وكانوا لا يبخلون عليها في التأهيل امثال صالح الحريري ومحمود لقمان والماس وهاشم عبدالله وعلي طريح شرف وحسن فريجون وغيرهم .

تحدث الاستاذ جعفر عبده حمزة في صحيفة 14 اكتوبر بتاريخ 16مارس 1995م في مقاله الرائع بعنوان "الوجه الذي لا انساه" فقال : كان الاستاذ صالح موشجي بسيطا في حياته عطوفا شديد الاهتمام بتلاميذه لا يبخل عليهم بما قد ينفعهم وكان دائما يستخدم ذراعه اليمنى كوسيلة من وسائل الايضاح وكان يتغنى دائما بشطر من الموشح الحميني المشهور
فرج الهم ياكاشف الغم.
كان صاحب ابتسامة عريضة وهو يقرأ علينا درس في الفتوحات الاسلامية في ارض الآندلس ويتلوا علينا بحماس خطبة القائد طارق بن زياد المشهورة. وقد رأينا وجهه يكتسي بالحزن والالم وهو يقرأ علينا بصوت متهدج فصول التمزق الذي أصاب الدولة الاسلامية فكانت دموعه تسيل بصمت مع كل عزيمة او انحذار لكن آحرها وأكثرها حرقة كانت تلك الدموع التي ذرفها بغزارة وهو يقرأ علينا سقوط غرناطة. ومع كل كلمة من كلماته حتى خيل لنا نحن التلاميذ اننا كنا نسير في جنازة غرناطة بل وكاننا نحمل نعشها على أكتافنا في ذلك اليوم الحزين فقد تميز الموشجي في عملية ربط دروس التاريخ بالزيارات الميدانية للمواقع الاثرية والتاريخية والمرافق الخدماتية.

كان معلم سريع نشيط الحركة برغم تجاوزه الخمسين عاما وغزا الشيب مفرقه وكان يحدثنا عن أهمية التوفير وفوائده الاجتماعية فقد شكل لنا جمعية توفير داخلي باشتراك رمزي ولن ننساه ذلك الشعور العارم بالفرح ونحن نقبض نصيبنا من صندوق التوفير وبرغم المبالغ البسيطة لكنها كانت تحمل معها كثيرا من المعاني بفضل الاستاذ الموشجي التربوي الفريد . ويختم الاستاذ جعفر قائلا : إن الموشجي كالنهر يتدفق عطاء بدون حدود وكالنجوم تشع وتتلألأ تسامر المسافرين وترعاهم وتدلهم على الطريق وتسهر عليهم حتى مطلع الفجر .

وبعد مشوار تربوي كبير حصل الموشجي على العديد من الشهادات التربوية ومنها ميدالية الذهب المقدمة من ملك بريطانيا جورج السادس في اربعينيات القرن الماضي واستطاع الموشجي في تشجيع اولياء الامور لالحاق بناتهم في مدارس البنات الدراسة ولاقناعهم بذلك فقد أدخل جميع بناته في عدة مدارس ليكونوا قدوة لهم .

تتلمذ على يديه العديد من الاجيال وتخرج من تحت يدية السماء كبيرة لعبت دورا في الوطن منهم الكاتب عبده حسين احمد ومحمد ناصر محمد وسعيد الجريك وسلطان ناجي وعبدالله الاصنج ومحمد سالم باسندوة وامذيب صالح وحسين مهيوب سلطان وعدد هائل من المبدعين تتلمذوا .

وانني لا اغمض عيني واحلم ...إنني افتح عيني وعقلي وارى حياة هامة تربوية واضحة بلا ظلال ولا رتوش من الذين قدموا اروع الرسائل التربوية في ابسط عمليات طرق التدريس ووسائل التعليم وبعد بلوغه سن الستين تقاعد موشجي في عام 1954م .

عاش في القرن الماضي وحب المهنة التربوية وزرع الآمال في تربية وتعليم الاجيال لان الآمال هي مرهم الالم اليوم في التربية والتعليم.

انتقل إلى جوار ربه عام 1956م في جزيرة كمران.