آخر تحديث :الأحد - 05 مايو 2024 - 05:43 م

اخبار وتقارير


مراسل رويترز بعدن عركته 5 عقود من الصحافة المهنية.. الملهم مخشف( تقرير خاص)

السبت - 03 ديسمبر 2016 - 03:52 م بتوقيت عدن

مراسل رويترز بعدن عركته 5 عقود من الصحافة المهنية.. الملهم مخشف( تقرير خاص)

كتب/ وائل قباطي

- هذه قصتي مع عدنان البيض واستدعائي للبحث الجنائي

- استقرار الأوضاع كفيل بضبط الانفلات الذي تشهده الصحافة حاليا

ليس مستغربا أن يفضل الصحفي الكبير محمد عبد الله مخشف، مراسل وكالة رويترز في عدن منذ 47 عاما، البقاء بعيدا عن الأضواء، فالرجل الذي عركته 5 عقود من الصحافة المهنية، كانت أخر مقابلة أجراها في صحيفة السياسية عام 2010م، يقول معللا ذلك: التركيز على الجانب الإخباري اخذ اهتمامي ووقتي لمتابعة الأحداث وتقصي الحقائق وتفاصيلها.

شغف مبكر
مخشف الذي ولد في مدينة الشيخ عثمان، بعدن مطلع مارس 1947م، ودرس الابتدائية والمتوسطة في المدارس الحكومية في الشيخ عثمان، اضطر للانقطاع عن الدراسة بعد السنة الثانية من الثانوية (نظام التدريس البريطاني القديم في عدن) لظروف قهرية نتيجة فقر والده وعدم قدرته على تحمل مصاريف الأسرة ناهيك عن مصاريف التعليم.
يؤكد الرجل شغفه بالقراءة والإطلاع على الصحف والمجلات المحلية ثم المصرية واللبنانية منذ نعومة أظافرة مما عوضه عن حرمان مواصلة الدراسة المنتظمة، يضيف: كانت القراءة النافذة التي تسلل من خلالها حبي للصحافة وشاء القدر أن يرتبط مصيري بها كمهنة منذ سن الخامسة عشرة.

البدايات الاولى
بدأ مشوار حياته الصحافية بالالتحاق بصحيفة فتاة الجزيرة في 62 م، يواصل: بدياتي كانت من خلال زياراتي المتكررة لصحيفة فتاة الجزيرة، حيث عرضت عليهم إعداد صفحة للشباب أسبوعيا وبعد الموافقة سلمتها لهم، وعندما تم نشرها لم تسعني الفرحة حينها، واستمريت بالتردد على الصحيفة بشكل يومي رغم ان الصفحة التي كنت أتولى إعدادها أسبوعية، وعندما لاحظ رئيس التحرير محمد علي لقمان حضوري الدائم، قام بتكليفي بالاستماع لإذاعات لندن وصوت العرب وصنعاء، حيث كنا نعتمد عليها كمصدر للأخبار، واتذكر حينها: كنا في فتاة الجزيرة أول من نشر خبر اندلاع ثورة سبتمبر وقيام الجمهورية اليمنية ظهر الخميس 26 سبتمبر 1962م.

رحلته مع الأيام
في مطلع عام 1965م التحق بصحيفة الأيام بعدن اليومية الواسعة الانتشار لصاحبها الأستاذ محمد علي باشراحيل بوظيفة مساعد محرر، وبدأ اسمه ينتشر ككاتب عمود ومحرر فني، حيث كان له في الأيام قصب السبق في خوض تجربة جديدة عليه وعلى صحافة ذلك الزمان، هي التحقيق الصحفي المصور الميداني عقب قيامه برحلة جوية لمرافقة معونة غذائية تم نقلها بطائرات الجيش البريطاني إلى منطقة حبروت الصحراوية في سلطنة المهرة آنذاك التي كانت تجتاحها موجة مجاعة.

النزوح القسري
في إبريل 1967م توقفت جريدة الأيام عن الصدور قسرياً فاضطر للنزوح إلى الشمال وهناك التحق بإذاعة صنعاء كمحرر في قسم الأخبار، ثم عاد إلى عدن بعد عدة أشهر مع خروج الاستعمار البريطانية ونيل الاستقلال.
وساهم مخشف لاحقا في تأسيس وكالة أنباء عدن، في مطلع 1970م مع الصحافي البارز محمد ناصر محمد، حيث كان ضمن طاقم محدود إنشىء أول وكالة أنباء وطنية على مستوى منطقة الجزيرة والخليج أطلق عليها اسم وكالة أنباء عدن (ا. ن. ا).

مراسلا لرويترز في عدن
يتذكر: كان محمد ناصر محمد مراسلا لوكالة رويترز في عدن، وكلفنا بالعمل كمراسل لها من الباطن نتيجة انشغاله بإدارة وكالة عدن، ومثلت تلك الفترة تجربة لأتعلم أساليب العمل في تحرير وصياغة الأخبار المحلية ونوعيتها التي تهم العالم الخارجي، ولم يأت عام 70 على نهايته، حتى اخترت مراسلاً معتمداً لوكالة رويترز, ومازلت مراسلاً لها حتى اليوم منذ 47 عاما.
بعدها عام 73م، انتقل إلى صحيفة 14 أكتوبر اليومية الوحيدة في عدن، ثم عاد مطلع 79م مجدداً إلى وكالة أنباء عدن، وفي 83م، انتقل إلى مجلة المسار، وفي 87م مجلة نداء الوطن، كما اختير في 1993م مراسلاً لجريدة الاقتصادية السعودية اليومية واستمر فيها لمدة 13 عاما.

مسيرة متفردة
اختط مخشف مسيرة صحفية استثنائية، توجها بالتزام مهني ندر ان تجد مثيل له، ، يعتقد ان عودة الأوضاع إلى حالتها الطبيعية كفيل بإعادة الاستقامة والانضباط للانفلات الذي تشهده الصحافة وتحديدا الالكترونية، ناصحا الصحفيين الشباب الذين عليهم الاعتماد مستقبلا، بالتحلي والصبر وعدم استعجال النجاح والشهرة وكسب المال، لان ذلك يأتي في وقته المناسب مع تراكم العطاء، فلا يستعجل زيادة الدخل والشهرة وإنما العطاء بكل ما لديه واكتساب المعرفة والمعلومات في مختلف المجالات.
ويشدد على ان الظروف الراهنة محك واختبار تتطلب من الصحفي الصمود لتجاوزها، وعليهم متابعة الحقائق والأحداث كما هي كون الأمانة والصدق هي المعيار للصحفي الحقيقي، فالصحافة مثل الزراعة لا تعطيك الا بمقدار ما تعطيها من جهد، حيث تنطلب الصبر والتحمل والنية المخلصة.

مع عدنان البيض
يتذكر إشكالية واحدة واجهها خلال مسيرته الصحفية الطويل، يقول: استدعيت للتحقيق في 93 عقب نشر قصة خبرية في الأيام عن إلقاء القبض على فتاة في مطار عدن قادمة من الهند تحمل مخدرات ب 10 مليون دولار، ووجدت مقتولة بعدها بأيام، وكان يتولى إدارة البحث الجنائي حينها عدنان البيض، الذي قم باستدعائي للتحقيق، رغم انه ليس جهة اختصاص وكان يفترض الاستدعاء للنيابة المختصة، وحضر معي حينها المحامي/ بدر باسنيد فتمسكنا بحقنا في عدم الكشف عن مصدر المعلومة، ولاحقا استدعيت للنيابة المختصة وتفاهموا حقي بالاحتفاظ بمصدري.

واقع مأساوي
ويصف واقع الصحافة اليوم بانه: لا يمكن تقييمه، مرجعا التداول المحدود للصحف الى ان القارئ أصبح عازفا عن الشراء نتيجة الظروف المأساوية المحيطة، فلا توجد صحافة في ظل أوضاع سليمة لتقييمها، ناهيك عن استمرار بث الإعلام الرسمي من الخارج، فصدور صحف في هذه الظروف جراءة وإقدام كبيران.
ويؤكد: واقع الصحافة اليوم مأساوي فقبل سنوات كان واقع الصحافة والصحفيين أفضل مما هو عنه اليوم، حيث نعيش في غياب كبير للإعلام الذي كان موجودا ونفتقده، فعدن كما هو معروف رائدة ليس في الصحافة الورقية فقط وإنما الإذاعة والتلفزيون على مستوى الجزيرة والوطن العربي، وكان تقدم وتطور هذه الوسائل يمر بشكل تدريجي رغم المصاعب والظروف السياسية التي أثرت بشكل وبأخر على هذه الوسائل، لكن الحرب الأخيرة عصفت بالإعلام واقفت مختلف مجالات الحياة كما نعيشها اليوم.

.