آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:27 ص

تحقيقات وحوارات


باحث اكاديمي : هناك حسابات لبعض القوى المتغلغلة في منظومة الجيش الوطني تجعل المعارك ترواح في أماكن محددة بطريقة "محلّك سر".

الثلاثاء - 13 ديسمبر 2016 - 10:49 م بتوقيت عدن

باحث اكاديمي : هناك حسابات لبعض القوى المتغلغلة في منظومة الجيش الوطني تجعل المعارك ترواح في أماكن محددة بطريقة "محلّك سر".

استماع / خاص :

أستضافت قناة سكاي نيوز مساء اليوم الثلاثاء الموافق 13ديسمبر2016م الكاتب والباحث الأكاديمي الدكتور علي الخلاقي، في برنامج "حوار المساء"، وكان السؤال الأول حول أهمية استعادة جبل كساد بعد ساعات من سيطرة الحوثيين عليه؟، فأجاب د.الخلاقي:
- إن الحدث الهام الذي حققته المقاومة الشعبية بإسناد من طيران التحالف وقوات الشرعية في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء بطردها لفلول وجحافل المليشيات الحوثية التي حاولت أن تتشبث بقمة جبل كساد، وهذه القمة أعرفها جيداً وتطل على ثلاث محافظات، محافظة البيضاء التي تقع فيها ومحافظة لحج ومحافظة أبين، وهي أعلى قمة في مديرية الزاهر ، ومديرية الزاهر وقبائل آل حُميقان هي من أشرس القبائل التي تواجه قوات الحوثيين منذ بداية غزوهم لهذه المناطق بعد استيلائهم على الحكم في صنعاء في سبتمر قبل عامين، ولهذه القبيلة إرثٌ في الصراع مع الأئمة منذ مطلع القرن الماضي حيث كانت وسلطنة الرصاص في البيضاء لم تنضوي في إطار سلطة الأئمة منذ زمن قديم ، لكن بعد حرب شرسة في مطلع القرن تمكنوا من بسط نفوذ الأئمة هناك ولهذا فوجود الحوثيين غير مرحب به في هذه المناطق ولا توجد حاضنة لهم ولذلك نرى اشتداد المعارك رغم شحة الإمكانيات بيد المقاومة الشعبية هناك في منطقة آل حُميقان وآل عُمَر التي تعرض عدد من مشائخها للتصفية الجسدية نظرا لتلك البطولات التي تقوم بها هذه القبائل المعروفة بعزيمتها وهمتها وجَلَدَها العسكري منذ أزمنة قديمة في مواجهة الأئمة عبر التاريخ.
- سؤال: ما دام هناك رفض شعبي للحوثيين تاريخياً ما الذي يجعل من المتمردين يصرون على السيطرة على هذه المنطقة وجبل كساد؟
- جواب: نعرف أن المليشيات الحوثية بتحالفها مع المخلوع تريد أن تتثبت بكل المناطق التي كانت تنضوي في إطار الجمهورية العربية اليمنية أو شمال اليمن سابقا، وللأسف الشديد نقول إن المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء وفي مناطق آل حميقان وآل عُمَر بدرجة رئيسية لا تتلقى الاسناد والدعم الكبير من قوات الشرعية، ونحن نعرف أن هناك قوات بعشرات الآلاف تتكدس الآن في مأرب ولكن لم يُزج بها في معارك البيضاء التي تجاور محافظة مأرب المحررة.
- قاطعة مقدم البرنامج بسؤال لماذا؟..فأستطرد د.الخلاقي:
- هذا السؤال يوجه لرئاسة الأركان العامة المشرفة على إعداد وتدريب تلك القوات لأن الاعتماد بشكل رئيسي، كما نرى في المعارك التي ترواح عند تباب ومواقع معينة في أكثر من محافظة، يعتمد بدرجة رئيسية على الضربات الجوية ونحن نعرف ويعرف الخبراء العسكريون والاستراتيجيون أن طلعات الطيرات تمهد فقط للقوات البرية لحسم المعارك والاستيلاء على الأرض وهذا الأمر كما نرى تجمّد بعد تحرير المحافظات الجنوبية التي أبلت فيها المقاومة الجنوبية بلاءً حسنا رغم إعدادها الضعيف وعتادها البسيط لكنها كانت تدافع بشراسة عن الأرض وتواجه فلول هذه المليشيات، فيما نرى أن هناك ربما حسابات لبعض القوى التي تتغلغل حتى في منظومة الجيش الوطني وهذا ما يجعل هذه المعارك ترواح في أماكن محددة وبطريقة محلّك سر والاعتماد على ضربات الطيران وهي لا يمكن أن تحسم المعركة ولو استمرت حتى لسنوات بهذه الطريقة.
- سؤال: نتحدث دكتور علي الخلاقي عن قضية تعز.. هذه العقدة في الأزمة اليمنية ، يبدو أن هناك هجومين متزامنين، هجوم على مديرية المسراخ وأيضا الصلو، كيف يمكن أن نقرأ المشهد العسكري في تعز؟
- جواب: في تعز نفس هذه المشكلة وتنطبق على تعز ربما أكثر من غيرها نظرا لحساسية وأهمية تعز، ليس فقط بالنسبة للحوثيين ولكن للشرعية وكذلك لكل القوى التي تحاول أن تجعل من قضية تعز هي قضيتها، ولذلك نسمع عن كر وفر في المسراخ، في الصلو، وفي أكثر من جبهة تسيطر عليها المقاومة وقوات الشرعية ثم تنسحب وتارة تعاود السيطرة عليها ولهذا لا بد من وضع استراتيجية لاشراك قوات بعتاد وأعتدة وأعداد كبيرة من تلك القوات التي تتواجد وتتكدس في مناطق بعيدة عن تلك الجبهاتز وفي تقديري أن جبهة تعز هي من أهم التي يراهن عليها المخلوع لأهميتها الاستراتيجية ولكونها تتوسط اليمن وعلى مقربة بسيطة من عدن وأطراف قاعدة العند الجوية ، ولهذا لا بد من الزج بأعداد من القوات المدربة التي يمكن أن تمشي بتناسق مع ضربات الطيران الجوية للسيطرة على مواقع الحوثيين وقوات المخلوع وهذا ربما سيحسم الأمر أكثر مما يظل مرواحاً لحسابات بما سياسية لبعض القوى.