آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 09:01 ص

شهداء التحرير


مع حلول ذكرى الحرب ..حارات سكنية تحيي ذكرى شهدائها " نماذج حية"

الأحد - 26 مارس 2017 - 08:00 م بتوقيت عدن

مع حلول ذكرى الحرب ..حارات سكنية تحيي ذكرى شهدائها " نماذج حية"

كتب / عيدروس باحشوان

بدأ  الاهالي في الاحياء السكنية في العاصمة عدن ومع حلول الذكرى الثانية للحرب على عدن والجنوب في مارس 2015م التحضير لاقامة عدد من الفعاليات التي تبرز مظاهر الشجاعة والبسالة التي تحلى بها ابناء المدينة شبانا وشيوخا ونساءا في الدفاع عن مدينتهم ..وصور من تلك المظاهر ورموزها ممن ضحوا بارواحهم رخيصة من أجل تحرير عدن من دنس المليشيات وقوى البطش والقتل والنهب  .
واخذ نشطاء في عدد من الاحياء مع حلول المناسبة الاليمة رفع يافطات تختلف عن يافطات العام الماضي حيث استدركوا ان هناك من من سقط من ابناء المدينة بمختلف اعمارهم الأم الحامل والطفل والمسن والمختل نفسيا او من نزحوا وخرجوا من بيوتهم قهرا بفعل الحرب وظلوا يعانون الغربة في أماكن نزوحهم في المدارس او في خيام ايوائية او حتى من سكنوا منازل ليست لهم وكثر منهم ماتوا كمدا خلال أشهر النزوح واذكر احدهم الشخصية الوطنية والرياضية العدنية الفقيد علي قمر الذي كان يردد لمقربين له في حي انماء : أعيدوني الى كريتر اتنفس هوائها .. أحس بضيق هنا .
هذه واحدة من آلام ومواجع كثيرين يستذكرها الاهالي ومنها مثلا الوالدة الفاضلة الحجة فطوم سكاريب والدة الشخصية الاجتماعية العدنية احمد علوان "علواني" التي بلغت من العمر عتيا قرابة 88 عاما بقيت في منزلها بحي العيدروس مع ابنتها حتى 5 مايو ولم يهابهم وابل النيران على الحي لكن عندما افتقدوا الماء والمأكل وانعدام كل وسائل العيش في الحي والمنطقة كلها غادروا نحو انماء .. ونقلت الحجة فطوم على سيارة وسؤالها الى اين ذاهبين بي؟ وكأن لسان حالها يقول لماذا تخرجونني من بيتي ؟
لم تطل اقامة الحجة فطوم أم كل ابناء الشارع والحي رحمها الله وطيب ثراها ..حيث فارقت الحياة مغرب اليوم نفسه من نزوحها لانها فارقت الحياة ومنزلها كمدا .
او ذلك الشاب عدنان عبدالكريم الذي داهمت بيته مليشيات الحوثي وصالح وبينما كان وحيدا في البيت واخذوا يقلبونه راسا على عقب وانتزعوا منه مفتاح سيارة جاره التي وضعها في الحارة وفروا بها وعندما بلغه عن مكانها راح يطالبهم بها فاطلقوا النار عليه غدرا .
اما ياسين ولي ذلك الشاب الذي عانى طويلا من حالة نفسية بعد ان كان أحد الطباعين المهرة في مطابع الجندي التي جرى تدميرها تدمير ممنهج وأقعد عمالها في البيوت وياسين احدهم ولم يحتمل حتى وقع فريسة المرض النفسي .. وأثناء اجتياح الحوثة لكريتر وخلال احتدام المواجهة خرج ياسين بصدر عار معلنا رفضه للاجتياح وعند وصوله على مقربة من نقطة تجمع السرية المحيطة بالبنك المركزي صوب أحد افرادها نيران بندقيته في جسد ياسين الاعزل عن السلاح وسقط مضرجا بدمه .
كل هذه وغيرها من الصور لتضحيات ابناء المدينة لا تقل شانا عن تضحيات رجال المقاومة .. لهذا أخذت هذه التضحيات مكانا في يافطات الذكرى الثانية للحرب .