آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 03:23 م

الصحافة اليوم


#قطر والدور المتناقض .. تدعي دعمها للتحالف وتشكل طوق نجـــــاة للحوثيين

الإثنين - 29 مايو 2017 - 02:07 م بتوقيت عدن

#قطر والدور المتناقض .. تدعي دعمها للتحالف وتشكل طوق نجـــــاة للحوثيين

عدن تايم - صحف :

بعد انتهاء الجولة الثالثة من الحرب بهزيمة المتمردين الحوثيين في صعدة ومقتل مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي بدأت قطر تتلمس في هذه الجماعة ودورها الفرصة المواتية للدخول إلى اليمن وإيجاد تحالفات سياسية وقبلية تؤيدها وتدعمها لزعزعة الاستقرار في المملكة العربية السعودية.
وفيما كانت الدوحة تفاخر بعلاقتها المتميزة مع طهران كانت تستضيف العديد من قادة التمرد وأضحت محط إشادتهم، وتوّج هذا الغزل باستضافتها يحيى بدر الدين الحوثي الذي كان لاجئاً في ألمانيا وأبرمت معه اتفاقاً ينص على وقف القتال مع السلطات المركزية في صنعاء على أن يخرج هو ووالده وعمه عبد الكريم للإقامة مؤقتاً في قطر مقابل أن توقف صنعاء تقدم قوات الجيش نحو منطقة مطرة مركز قيادة التمرد في شمال محافظة صعدة.
ومع أن هذا الاتفاق كان أول إعلان رسمي للعلاقة الجديدة بين الدوحة والمتمردين ودخولها على خط الوضع السياسي في اليمن، إلا أن المتمردين لم يطبقوا شيئاً منه وسارعوا إلى التنصل من بنوده، لكن قطر التي برزت كحليف يحظى بثقة إيران ومعها المتمردون الحوثيون استمرت في دورها لتخفيف الضغط عليهم.
منفذ الأذى
ولأن الدوحة وجدت منفذاً مهمّاً لإلحاق الأذى بجارتها الكبرى عبر المتمردين الحوثيين وعدد من زعماء القبائل الذين أغدقت عليهم الأموال، فإنها استمرت في ضغطها على الحكومة اليمنية لإبرام اتفاق آخر لوقف الحرب في صعدة واستمرت في مهمة إنقاذ المتمردين كلما شعرت بقرب نهايتهم.
واتكاء على ذلك جاء اتفاق الدوحة الثاني لإنهاء المواجهات بين السلطات اليمنية والمتمردين الحوثيين والذي نص على إطلاق كافة المعتقلين الحوثيين على خلفية الحرب وانسحاب الجيش من القرى والمزارع مقابل أن يقوم المتمردون بالتراجع من مواقعهم وعدم منازعة الدولة في سلطتها غير أنهم لم يلتزموا بالاتفاق واعتبروا الهدنة مجرد فترة زمنية لإعادة ترتيب أوضاعهم والانقضاض من جديد على المناطق والسيطرة عليها.
إلا أن الحكومة اليمنية رفضت هذه الصيغة وظلّت على موقفها القائل بضرورة أن يلقي المتمردون السلاح ويعودوا كمواطنين لهم جميع الحقوق.
زيارة خاطفة
وبسبب الموقف الحكومي طار أمير دولة قطر السابق إلى صنعاء في مايو 2007 لبضع ساعات قبل أن يعود إلى بلاده، وكان واضحاً أن الرجل يضغط في زيارة سريعة لفرض مشروع اتفاق أعدته الدوحة وسبق للحكومة اليمنية أن تحفظت عليه.
وعبر هبات ومساعدات بنصف مليار دولار قدمتها الدوحة، اضطرت صنعاء للقبول بوساطتها لإيقاف الحرب بدلاً عن الحسم العسكري. وتم على إثرها تشكيل لجنة رئاسية بعد أن أعلن المتمردون الحوثيون ظاهرياً القبول ببنود الوساطة القطرية التي نصت في أبرز بنودها على ضمان أن يتحول هؤلاء إلى حزب سياسي من دون أن تشير إلى موضوع إلقاء السلاح وحل المليشيات.
تواصل الدور القطري في اليمن وكُلّف مدير مكتب الأمير بالإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق وحضر الرجل في العاصمة اليمنية برفقة ضباط قطريين واستمر في التنقل بين صعدة وصنعاء دون أن يسمح لأي يمني بمرافقته أو معرفة محتوى الحقائب التي كان يحملها في زياراته إلى صعدة أو مضمون التفاهمات التي كان يجريها مع قائد المتمردين.
ومع الوثوق بأن الجماعة باتت قادرة على السيطرة على معسكرات ومخازن أسلحة الجيش في صعدة، توقّفت الوساطة القطرية وتقدم المتمردون إلى أطراف محافظة عمران واستولوا على معسكرات الجيش وأسلحتهم في محافظة صعدة، ووصلتهم دفعات من الأسلحة المهرّبة عبر البحر، وحضر خبراء من الحرس الثوري وحزب الله إلى المحافظة وتولوا تدريب المتمردين هناك، وتولى الجانب القطري تأمين خروجهم من مدينة صعدة واشترطوا على الجانب الحكومي عدم تفتيش الحافلة التي أقلتهم إلى مناطق سيطرة المتمردين قبل نقلهم خارج البلاد عبر البحر.
مواقف متضاربة
من هنا يتضح أن الأجندة التي تتبعها قطر في اليمن أقل ما توصف إنها �متضاربة� حيث تدعم الرئيس اليمني في مواقفها العلنية، ثم تحاربه بدعم الحوثيين ومؤيديهم في الخفاء. فما يدور في الخفاء يشير إلى أن هناك أدلة واضحة تثبت دعم قطر للحوثيين في اليمن، حيث كشف مستند مسرب دعم الدوحة لجماعة الحوثي وهو عبارة عن خطاب شكر من بدر الدين الحوثي، يشكر فيه حاكم قطر السابق الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، لدعمه الحوثيين ضد القوات السعودية.
وتعهد الحوثي، في الخطاب المتداول، لأمير قطر بمواصلة القتال والزحف نحو الأراضي المقدسة، ورفع رايات الحوثيين فوق مدينة جازان. كما تعهد الحوثي بمفاجآت ضد السعودية، مؤكدين دعم أمير قطر لهم ما أدى لزيادة قوتهم، واختتم الخطاب بتوقيع بدر الدين الحوثي في ربيع الأول عام 1431.
وكشفت مصادر صحافية أن هناك وثائق سعودية قدمت تفاصيل موثقة إلى الوسيط الكويتي، تؤكد أن قطر تدعم الحوثيين في اليمن بالمال والسلاح من خلال أحد شيوخ الأسرة القطرية الحاكمة، فضلاً عن دعم الإخوان داخل اليمن.
نقل إرهابيين
وأكد موقع يمني نقلاً عن مصادر حكومية يمنية، إن دولة قطر مولت سراً عمليات نقل لإرهابيين من سوريا وليبيا إلى اليمن، لاستهداف قوات التحالف العربي والقوات الموالية للحكومة الشرعية.
وقال مصدر حكومي يمني في الرياض إن �قطر بدأت تمول عمليات سرية لنقل إرهابيين من سوريا وليبيا لاستهداف قوات التحالف في اليمن�. ولفت إلى أن هناك تخوفاً من هذا الإجراء الذي قال إنه جاء كردة فعل على التوجه الدولي نحو اجتثاث الإرهاب من اليمن، الذي يشهد حرباً دموية افتعلها الحوثيون والموالون للمخلوع صالح. وقال إن قيادة الجيش والأمن في عدن، سترفع من جاهزيتها خلال رمضان، خشية أن تتعرض لهجمات إرهابية محتملة.
وكانت الدوحة قامت بردة فعل غاضبة عقب التوجه الدولي والعربي لمواجهة الإرهاب، في أعقاب ما خرجت به قمة الرياض قبل أيام. وعبرت قطر عن موقفها الداعم لإيران، والمناهض للتحالف العربي الذي يقاتل حلفاء طهران في اليمن.
غطاء
خلال سنوات ظلت قطر الغطاء الذي من تحته تمر المخططات والدعم الإيراني للمتمردين ومكّنتهم فترات توقف القتال من إعادة ترتيب أوضاعهم وإرسال مقاتلين للتدريب على حرب العصابات في إيران ولبنان واكتساب خبرات في صناعة الألغام والمتفجرات وشراء ولاءات رجال القبائل وضباط في الجيش وشراء مساحات واسعة من الأراضي في ميدي على ساحل البحر الأحمر تحوّلت إلى مخازن للأسلحة التي يجري تهريبها من إيران.