آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 02:21 م

اخبار وتقارير


“أخدام” اليمن .. من التهميش إلى الثورة

الجمعة - 25 ديسمبر 2015 - 06:43 م بتوقيت عدن

“أخدام” اليمن .. من التهميش إلى الثورة

صنعاء / شبكة إرم :

عايش مهمشو اليمن أو ما يعرفون محلياً بـ”الأخدام”، الحرب المندلعة في البلاد منذ نحو تسعة أشهر، ودفعوا جزءاً من خسائرها، وسط مطالب بتقديم يد العون لهذه الفئة التي عانت الفقر والتشرد طوال الأعوام الماضية.

ويُعتبر “الأخدام” من أشد الفئات فقراً في اليمن، ولم يعمل أي نظام في البلاد، على دمج هذه الفئة وتأهيلها وتعليم أبنائها، لذلك ظلت حبيسة نفسها، وعرضة للاستغلال. ويبلغ عدد أبناء هذه الفئة، قرابة مليون ونصف، ويسكنون في الأكواخ في ضواحي المدن والقرى.

ورغم كل ذلك، التحق “الأخدام” بالصفوف الأمامية للمقاومة في مواجهة الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، خصوصاً في محافظتي مريس والضالع جنوب البلاد، وسُجلت خسائر في الأرواح بين صفوفهم.

ويقول “أخدام” في تصريحات صحافية، إن “مشاركتهم في صفوف المقاومة وتقدم الصفوف الأمامية، جاءت برغبة منهم في مشاركة الناس للتخلص من أدوات الظلم التي عانوا منها خلال حكم الرئيس المخلوع، والأمر الواقع الذي فرضه الحوثيون”.

وأثارت ممارسات الحوثيين وأتباع صالح، غضب ونقمة “الأخدام”، وهو ما دفع بالكثير من شباب المهمشين إلى جبهات القتال.

وعمد الحوثيون الذين كانوا في معسكر الصدرين الواقع في إحدى قرى محافظة مريس، تحمل اسم المعسكر ذاته، إلى مضايقة “الأخدام” والتحرش بنسائهم، كما فقدت هذه الفئة المهمشة كبيرها الشيخ علي العوكزي، الذي قُتل في معركة تحرير “تباب” ومناطق مريس.

وإلى جانب تواجدهم في الجبهات الأمامية، يقود المهمشون أيضاً نقاطاً عسكرية، ويتميزون فيها. وتُعد هذه المرة الأولى التي ينتظم فيها “الأخدام” في صفوف الجماعات أو الفئات الأخرى في هدف واحد، ويشكلون قيادة ميدانية لهم، ويتوزعون في مختلف الجبهات ويحظون بإعجاب ودعم الناس لهم.

هذا الواقع، بدّل الصورة المرسومة في أذهان الكثير عنهم، لناحية أنهم أكثر الفئات التي تثير الفوضى، حيث كانوا في السابق يقومون خلال الأحداث الميدانية، بعمليات نهب وقتل وتخريب وتكسير للمباني وقطع الطرقات، بدعم من أطراف معينة، قد تكون أحزاباً أو شخصيات أو أجهزة أمنية أو منظمات، تستغل أوضاعهم وتجندهم لخدمتها.

ويقول الناشط في المقاومة عادل المريسي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن “شباب المهمشين أثبتوا أنهم يحملون الهم الوطني مع بقية فئات الشعب، وما مشاركتهم مع إخوانهم في الجبهات، إلا خير دليل على ذلك”، مطالباً بـ”العمل على استيعاب هذه الفئة ودمجها في المجتمع والاهتمام بها وحل مشاكلها وتقدير وضعها الإنساني والحقوقي”.

وأشار المريسي إلى أن “أهالي وتجار المنطقة يقدمون للمهمشين مساعدات إنسانية، وفرص عمل للعيش وحرية الحركة والتنقل والشغل وعدم اعتراضهم، بل حتى إشراكهم في كثير من الأعمال والأنشطة وتوفير متطلباتهم بعيداً عن الاستغلال”.

من جانبه، يقول عبادل، وهو أحد المهمشين، إن “ثلاثة من رفاقه جُرحوا فيما يتوزع مع مجموعة منهم في جبهات عدة، ويلقون ترحيباً من الناس، كما يتعايشون مع أبناء الصدرين وفي متراس، ويتقاسمون الطعام مع باقي مجموعات المقاومة”.