آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

اخبار وتقارير


بعد الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي بعدن .. الأهالي يلجئون للشمس لإنارة منازلهم

الثلاثاء - 27 يونيو 2017 - 09:38 م بتوقيت عدن

بعد الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي بعدن .. الأهالي يلجئون للشمس لإنارة منازلهم

عدن تايم / عمر محمد حسن


تعد محافظة عدن من المحافظات اليمنية التي تعتمد بشكل رئيسي على التيار الكهربائي في مختلف مناحي الحياة إلا أن تردي خدمة الكهرباء أضحت جلية وذلك بسبب العجز الذي يصل إلى 50% وخاصة في فصل الصيف الذي يزيد م4 استهلاك الناس للكهرباء.

وباتت أمور نقص التوليد وتهالك الشبكة والربط العشوائي وتهاون المشتركين بسداد الفواتير ونقص الوقود وعدم الصيانة وغيرها من العراقيل، تشكل خطراً مُحدقاً على ديمومة عمل المؤسسة العامة للكهرباء بمواصلة التوليد في ظل صمت مطبق من قبل الجهات المعنية بحل هذه المشكلة حسب الأهالي.

وفي خضم هذه المشاكل وخاصة هذه الأيام تتزاحم محلات بيع الألواح الشمسية في معظم مديريات محافظة عدن مما شهد هذا السوق الجديد إقبالاً منقطع النظير وتلقفت معه أيادي الزبائن ؛ هذا المنتج الجديد بشغف علها تفوز بحيازة كهرباء بديلة تقيهم من حر الصيف وظلام الليل الدامس.

الكهرباء .. مشاكل بلا نهاية

مع تزايد ساعات الإنطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي بعدن يشعر المواطن بغصة تعتصره جرّاء هذه المشكلة فلجئ إلى شراء الألواح الشمسية لإنتاج الطاقة عوضاً عن الكهرباء التي تنقطع في اليوم والليلة من (12) إلى (17) ساعة بالرغم من رفد المؤسسة بمولدات بـقوة (60) ميجا وات.

إدارة التحكم بالمؤسسة العامة لكهرباء عدن ومن خلال بيانها اليومي قالت ؛ ‘‘إن إجمالي التوليد للكهرباء بلغ مع ساعات الصباح الأولى ليوم السبت الماضي (222.8) ميجا فيما سجلت المؤسسة مقدار العجز (200) ميجا، فيما يبلغ حمل عدن أي متطلب التوليد (409.3)ميجا وات’’.

وفي البيان ؛ أكدت إدارة التحكم في المؤسسة أن محطة الحسوة أنتجت (5) ميجا بينما الحسوة (2) أنتجت (48) ميجا، والمنصورة (2) ولدت (62) ميجا والمنصورة (1) (10) ميجا، وخور مكسر (5) ميجا، والملعب (26.4) ميجا، بينما محطة حجيف قديم (4.8) ميجا وحجيف جديد (9.5)، ومحطة شهناز (33.5) ميجا لتأتي خور مكسر مستأجرة (18.6) ميجا وات’’.

مظاهرات واحتجاجات شهدتها مديريات مختلفة نددت جميعها بانقطاع التيار الكهربائي بالتزامن مع الإعلان عن وفاة (5) أشخاص من كبار السن وأصحاب السكر والقلب والربو، مؤخراً، ماتوا بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، وهو ما حمل معه الحكومة على الإعلان عن استقدام (100) ميجا وات مستأجرة على هيئة دفعتين الأولى (25) ميجا والثانية (75) ميجا من شركتي السعدي وباجرش إلا أنه ومنذُ الإعلان عنها ووصولها ما يزال وضع الكهرباء على ما هو عليه وسط تذمر المواطنين.

الطاقة الشمسية الحل البديل

يتفق المهندس الكهربائي ‘‘سعيد عبد’’ مع كثير من المواطنين بأن الطاقة الشمسية هي الحل الأمثل خاصة في هذا التوقيت الحرج فلا سبيل للمواطن إذاً إلا باقتناء لوح شمسي بقوة (150) وات على أقل تقدير للحيلولة دون تفاقم أزمة الإضاءة وانطفاء المراوح والذي يصبح المواطن بأمس الحاجة إليهما.

‘‘سعيد عبد’’ يضيف ؛ ‘‘صحيح بأن الكهرباء العمومي لا تضاهيها أي حلول أخرى إلا أن الحاجة أضحت مُلحة للكثيرين باقتناء منظومة شمسية للوقاية من حر الصيف فتتناثر محلات بيع الألواح الشمسية هنا وهناك مما يجعل من مرتاديها يتهافتون لشراء أكبر قدر ممكن من الألواح وتوليد طاقة أكبر’’.

ومع انقطاع التيار الكهربائي على كثير من المحافظات اليمنية، تشير الكثير من التقارير الصحفية أن أغلب السكان بمحافظات عدة لجئوا إلى الطاقة الشمسية كحل أمثل لمواجهة مشكلة الانقطاع كصنعاء وإب وتعز فلوح واحد بقوة (100) وات كفيل بإضاءة منزل في المحافظات الباردة على خلاف تماماً للمحافظات الساحلية كعدن والحديدة واللتين تحتاجان (300) وات للأسرة الواحدة بالمتوسط كون الحاجة إلى المراوح والعصارة والكاوية والثلاجة وبقية الأدوات الكهربائية من الضروريات.

ومن ناحية سعر اللوح الشمسي الواحد يصف المهندس ‘‘سعيد عبد’’ بأن سعر الوات الواحد يتراوح ما بين (200) إلى (280) ريال يمني أي بما يعادل (25) ألف ريال بالمتوسط ويختلف من سعر إلى آخر حسب اعتبارات الجودة والصناعة وتجلب الألواح الشمسية عادة إلى اليمن من ألمانيا وأستراليا والهند والصين وأمريكا إلا أن الألواح الألمانية تعتبر من أفخم الصناعات الشمسية على الإطلاق.

آلية عمل المنظومة الشمسية

عن مبدأ عمل المنظومة الشمسية يشير المهندس ‘‘ياسر عويضان’’ أحد مهندسي ‘‘شركة العيدروس للطاقة الشمسية’’ إلى أنه يعتمد على الشمس فتنصب الألواح الشمسية على الأسطح لتنقل معها التيار الكهربائي إلى البطارية التي بدورها تخزن التيار في جوفها ليسري بعدها إلى المصابيح والمراوح والثلاجات وغيرها.

ويكمن مبدأ عمل الألواء الشمسية بتحويل الشمس إلى طاقة كهربائية أي تحويل الضوء إلى كهرباء وهي طريقة سهلة للحصول على الكهرباء كونها صديقة البيئة ؛ فالأسر بحاجة إلى (300) وات بالمتوسط العام لتشغيل مروحتين كون المروحة الواحدة تستهلك من (80) إلى (100) وات بالإضافة إلى تلفزيون (شاشة) وعدد من المصابيح أما الأدوات الأخرى بحاجة إلى زيادة الألواح والبطاريات.

وتتعدد قوة الفولتية بالنسبة لنظام الألواح الشمسية والبطاريات المعروفة بنظام (dc) التيار المستمر (12) ؛ (24) ؛ (36) ؛ (48) فولت وعند تركيب منظومة طاقة شمسية يتصل اللوح الشمسي بألواح بالبطارية يتوسطهما محول فمنظم وتزداد كمية الكهرباء مع زيادة قوة اللوح فتتفاوت قوة الألواح من (100) و (150) و(200) و(300) وغيرها وزيادة هذه الألواح تزيد معها قوة توليد الكهرباء بالتزامن مع زيادة أعداد البطاريات فباستطاعة (400) وات من المنظومة الشمسية أن تشغل الأدوات الكهربائية كالثلاجة والمراوح والكاوية والمصابيح فيما تحتاج لضعف هذا العدد كي تستكمل تشغيل بقية الأدوات الكهربائية في المنزل بما فيه المكيف’’.

ومع تزايد الإقبال على المنظومة الشمسية وجدت شركة العيدروس نفسها أمام طلب كبير فعمدت على إنشاء شركة كبيرة بمدينة المعلا تعنى ببيع المنظومة وتأهيل الزبائن وفق أكاديمية تعليمية في الشركة نفسها كي يستطيعوا التعامل مع المنظومة ناهيك عن تركيب ونقل المعدات من الشركة إلى المنازل.

الأدوات المنزلية التي تستهلك التيار الكهربائي حسب مختصين (1200) وات يسحبه المكيف ذو حجم الطن الواحد في الساعة الواحدة مقابل الثلاجات سحبها يتراوح ما بين الـ (120) إلى ( 200) وات بينما الغسالات تسحب ما نسبته (60) إلى ( 180) وات؛ كما أن المصباح الواحد يسحب ما قدره (20) وات.

الألواح الشمسية بعدن

تتسابق السفن التجارية إلى ميناء عدن كما هو الحال لبقية الموانئ اليمنية كالحديدة والمكلا من خلال إغداق الأسواق بالألواح الشمسية والبطاريات لما له من رواج كبير فزادت معه محلات البيع بشكل كبير مقارنة بالخمس السنوات الماضية وتعتبر الطاقة الشمسية الحل البديل لمشاكل الكهرباء ومشاكل التلوث البيئي بالإضافة إلى أن موارد الطاقة الشمسية دائمة لا تنضب.

ورغم هذا الاكتشاف الجديد الذي عرفته اليمن قبل أكثر من عشر سنوات تقريباً إلا أن منظومة الطاقة الشمسية ما تزال صعبة المنال لدى شريحة الفقراء والتي زادت بدرجة رئيسية بعد الحرب الأخيرة فليس بمقدور الأسرة شراء ثلاثة ألواح شمسية بقوة (300) وات الذي تبلغ قيمته (75) ألف ريال وبطاريتين قوة (200) أمبير بقيمة (110) ألف ريال وبقية مستلزمات المنظومة من أسلاك ومصابيح لتصبح القيمة الإجمالية بالمتوسط القيمة الإجمالية (200) ألف ريال يمني إلا أن ارتفاع درجة الحرارة لمقدار الـ‘‘40’’ درجة يجعل من الأهالي كيف يفكرون باقتناء حتى ولو لوح شمسي واحد وبطارية تنير لهم عتمة الظلام وتقيمهم من شر الحمى.

كما أن من سلبيات المنظومة الشمسية أيضاً انتهاء العمر الافتراضي للوح الشمسي حسب الجودة تنحصر بين (10) إلى (20) عاماً أما عمر البطارية من (2) إلى (4) أعوام فالبطارية أيضاً لها أحجاماً مختلفة وعادة ما ينصح المهندسين باستخدام البطاريات السائلة الأسيد بمحافظة عدن لاعتبارات الحر المرتفع فيما يفضل استخدام البطاريات الجافة بالمناطق الباردة كي تتلاءم مع الجو.

فمن تحت مكيف مقداره (طن) واحد يتحدث مدير شركة ‘‘العيدروس’’ عن أن شركته تعمل بمنظومة الطاقة الشمسية، كما أن الشركة عمدت إلى تركيب منظومات الطاقة في عدد من النوادي والملاعب العدنية، كما يفضل مهندسو المياه استخدام الألواح الشمسية باستخراج المياه الجوفية.