آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

قضايا


أثر الخلافات الداخلية في مؤسسة المياه على المشاريع الخدمية _مضخة العيدروس انموذجا

الثلاثاء - 04 يوليه 2017 - 01:35 م بتوقيت عدن

أثر الخلافات الداخلية في مؤسسة المياه على المشاريع الخدمية _مضخة العيدروس انموذجا

تقرير / نزار أنور عبدالكريم

الحمدلله رب العالمين على نعمه كله التي أنعم بها علينا و لعل أكثر تلك النعم التي وجب الشكر عليها هي نعمة الماء لإرتباطها بالحياة فقد قال تعالى : (( وجعلنا من الماء كل شئ حي )) صدق الله العظيم.

بعد مراقبة دامت لأيام قليلة منذ ليلة عيد الفطر المبارك لوصول الماء إلى المناطق التي كانت تشهد أزمة خانقة في المياه في مديرية كريتر و بالذات المرتفعات مثل منطقة العيدروس و شعب العيدروس و غيرها من المناطق و بعد جهد كبير بدل ها نحن اليوم نشهد بفضل الله ثم بفضل تلك الجهود الخيرة التي بذلت و اهتمام الجهات الحكومية المعنية في المديرية و كذلك اهتمام و متابعة من قبل قيادة المؤسسة المحلية للمياه فإن تلك المناطق باتت تشهد تحسنا كبيرا و ملحوظا في عملية وصول المياه إليها مما خفف كثيرا من معاناة سكان تلك المناطق و أزاحت الكثير من المشقة التي كانوا يواجهونها في عملية الحصول على أهم مورد من موارد الحياة .

و لذلك وجب التوضيح حول مسألة مهمة جدا متعلقة بمشروع مضخة العيدروس التي دارت حولها الكثير من الأحاديث و الأقوال تتحدث عن نجاح ذلك المشروع من عدمه ، حقيقة بعد تنفيذ المشروع طلب منا مراقبة عملية الضخ و قد قمنا فعلا بذلك و نزلنا إلى المضخة لمتابعة سير عملية الضخ و ذلك طيلة فترة ما بعد المشروع و لمرات عديدة و ذلك بالتواصل أيضا مع الأستاذ / خالد سيدو مدير عام مديرية صيرة الذي بذل هو كذلك جهدا كبيرا يشكر عليه في عملية المتابعة و الإشراف و مراقبة سير عمل المشروع، و مع أن النتائج الأولية كانت غير مبشرة و مخيبة للآمال المرجوة حيث ان منسوب المياه الواصلة إلى المضخة لم يرتفع و لم تتحسن في المقابل عملية الضخ إلا أن الحكم على نجاح المشروع من عدمه كان مبكرا جدا لذلك آثرنا أن لا نستبق الأمور و أن تستمر عملية التواصل بيننا وبين قيادة المؤسسة و مراقبة العملية من قبلنا جميعا و الوصول إلى الأسباب الحقيقية التي تقف خلف عدم تحسن عملية الضخ و فعلا تمت عملية التواصل تلك و تم النزول الميداني بالشراكة مع المؤسسة التي مثلها المهندس / ظهير زكو مدير المنطقة الأولى و تم التأكد من المحابس الرئيسية و تنخيس بعضها المتواجد على طريق خارطة مرور المياه من الخزان الكبير في العقبة و بعد ذلك النزول تم الاتفاق على أن يجمعنا لقاء قبل العيد مع مدير عام المؤسسة المحلية للمياه و قيادة السلطة المحلية في المديرية و بحضور كلا من مدير المنطقة الأولى و مدير المضخات في المؤسسة للوقوف على الأسباب التي التي حالت دون ارتفاع منسوب المياه و لكن للأسف تأجل اللقاء بسبب عدم توفر الوقت المناسب له و لانشغال البعض خاصة لقرب الفترة من العيد الا أن التواصل ظل مستمرا حتى ثم ملاحظة التحسن الكبير في عملية الضخ و طبعا و للعلم كان الأخ / ظهير مدير المنطقة مصرا على نزولي معه و اطلاعي على المشاكل التي تواجهها الإدارة الجديدة على أرض الواقع و قد تم النزول و حتى نكون منصفين و واقعيين فإن القناعة التي خلصت إليها بعد عملية النزول تلك أن هناك جهود تبذل و هي جهود كبيرة إلا أن تلك الجهود تصطدم بواقع الصراع الذي تشهده المؤسسة المحلية للمياه على مستوى الإدارة و تقليص الإدارة الحالية لكثير من دور و صلاحيات بقية الإدارات و اختزالها فقط بشخص المدير العام و بعض من ينوبه و ذلك لأسباب ترى الإدارة الحالية أنها محقة و مصيبة بالأخذ بها و ذلك أمر يجب مراجعته و تصويبه من وجهة نظري الشخصية لكن الأمر في الأخير يعود إلى قيادة المؤسسة و ما نحن إلا ناصحون لها.

لماذا نقول ذلك ؟

أن ذلك الخلاف و الصراع الذي لا يمكن إخفائه قد انعكس سلبا على تأدية الخدمة للمواطن بالشكل المطلوب و ذلك في محاولة كل طرف إفشال الطرف الآخر دون مراعاة المصلحة العامة للمواطن بل أن الأطراف المتصارعة تحاول أن تقحم المواطن في صراعاتها للاستفادة من ذلك في عملية الضغط التي يمارسه كل طرف على الآخر، و هذا الأمر يجب الوقوف عليه من قبل الجهات المسؤولة و التحقيق فيه و إبعاد الناس و الخدمة عن تلك الامور التي يمكن تصفيتها و معالجتها بعيدا عن الإضرار بالمصلحة العامة .

الأمر الآخر هناك محاولة لإثبات الذات من قبل الإدارة الجديدة التي هي من و جهة نظري نشيطة و مثابرة لكن في نفس الوقت تنقصها الخبرة و والتخصص لكن هذه العيوب يمكن تقويمها متى ما حصلت تلك الإدارة على التأهيل والتدريب المناسب لها و خاصة أنها قيادة شابة تتمتع بالديناميكية في حركتها لإدارة الأمور و في المقابل هناك حالة من عدم المسؤولية لدى بعض القيادات الوسطى التي في الأسفل لشعورهم بالإحباط و عدم الإنصاف لهم و عدم الإهتمام بهم من قيادة المؤسسة بما لا يعطيهم الحافز و الدفع بإتجاه تأدية خدمتهم بالشكل المطلوب و ذلك أمر يجب تصويبه عند تلك القيادات الوسطى لأنه يعيق العمل و يخلق بالتالي المشاكل و يفاقم الأزمات و هذا أمر أيضا يمكن معالجته بالجلوس مع تلك القيادات الوسطى و منحهم الفرصة في تصويب أداء عملهم و إعطائهم حقهم من الإهتمام و الإنصات لهم و تحفيزهم بإتجاه الدفع بهم نحو أداء أفضل لكن في المقابل أيضا مراقبة ذلك الأداء و تقيمه و محاسبة المقصرين بعد ذلك على طريقة مبدأ الثواب والعقاب خاصة مع اطلاعي و علمي أن العديد من تلك القيادات الوسطى جالسة في البيوت و غير راغبة في العمل مع القيادة الحالية و ذلك أمر غير صحيح و لا يمكن معالجته بأسلوب (يا أنا يا أنت) بل هناك طرق أخرى للمعالجة أكثر جدوى إن صلحت النفوس و صدقت النوايا و قدمت مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الذاتية و على طريقة (أنت تفوز و أنا أفوز ) و آخر العلاج الكي كما يقولون .

على الصعيد الشخصي أتمنى أولا من قيادة المؤسسة المحلية للمياه تصويب هذه الأمور في إطارها الداخلي في المؤسسة و أنا على ثقة كبيرة أنها ستفعل ، كما أتمنى ثانيا من الجهات الحكومية العليا أن تنهي حالة الصراع هذه الموجودة ليس فقط في المؤسسة المحلية للمياه بل ربما في أغلب مؤسسات الدولة الحيوية و كذلك متابعة و مراقبة أداء تلك الإدارات خاصة و أن بعضها قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه فاسد و فاشل و غير جدير بتحمل المسؤولية منذ فترة التحرير إلى يومنا هذا.

الجدير بالذكر الإشارة إليه أن مشروع مضخة العيدروس التي أنجز منه فقط هو المرحلة الأولى كما فهمت من قيادة المنطقة الأولى ممثلة بالمهندس / ظهير زكو و تبقى مرحلتين أخريتين هما :

1 - تطوير المضخة ذاتها .
2- إعادة تأهيل شبكة المياه و تنظيمها.

و ستستمر بإذن الله المتابعة لتلك القضايا و العمل على إنجاز ما تبقى حتى تتم المعالجة للمشكلة بشكل نهائي و دائم .

#بقلم / #نزارأنورعبدالكريم