آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 02:30 م

ثقافة وأدب


فريق من هيئة الآثار يزور نفق "الفردة" ومخزن آثار الحد-يافع "صور"

الثلاثاء - 01 أغسطس 2017 - 01:41 ص بتوقيت عدن

فريق من هيئة الآثار يزور نفق "الفردة" ومخزن آثار الحد-يافع "صور"

تقرير خاص :

أنهى فريقٌ من هيئة الآثار في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع ومن قسم الآثار بجامعة عدن زيارة ميدانية استغرقت يومين للمواقع الأثرية ومخزن الآثار في مديرية الحد-يافع، بناء على توجيهات الأخ مروان دماج وزير الثقافة بعد بلاغات عن النفق الأثري المكتشف مؤخرا وكذا عن حالة مخزن الآثار وبعض المواقع الأثرية التي تزخر بها هذه المديرية من مستوطنات ونقوش وسدود وحصون ومقابر.
ضم الفريق من هيئة الآثار كل من: محمد أحمد سالم السقاف مدير عام الآثار في محافظة عدن، وعارف عبدالعزيز مدير عام الآثار في محافظة لحج، وسالم محمد العامري مدير عام الآثار في محافظة أبين، ومحمد أحمد منقوش مدير عام الآثار في محافظة الضالع. ومن قسم الآثار جامعة عدن كل من: د.أحمد ابراهيم حنشور، د.هيفاء مكاوي، د.محمد باعليان، والباحث سامر عبدالباري، وكذا المهندس جمال سالم الحاج من وحدة التراث بالصندوق الإجتماعي للتنمية فرع عدن، وبمشاركة أ.د.علي صالح الخلاقي استاذ التاريخ والحضارة الاسلامية في جامعة عدن والباحث في التراث والتاريخ.
كان في استقبال الفريق الأخ أحمد علي محمد مدير عام مديرية الحد-يافع، والأخ علي محمد صالح البكري مشرف الآثار بالمديرية، والأخ حسين الجنيدي مدير أمن المديرية وعدد من المسئولين والأهالي، وفور وصول الفريق يوم أمس استهل زيارته بالنزول الميداني إلى النفق الأثري الذي أُكتُشِفَ في منطقة الفردة عن طريق الصدفة تحت سطح الأرض، وبعمق يتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أمتار، واطلع الفريق على الأعمال الأولية التي قام بها المواطنون بجهودهم الذاتية في حفر ثمان فتحات في خط مستقيم بطول حوالي مائة متر لتَتَبُّع مدى امتداد النفق دون أن يصلوا بعد إلى نقطة بداية أو نهاية هذا النفق الذي يبدو أنه يمتد إلى مسافة طويلة ستكشف عنها الحفريات التي يجب أن تتم رسمياً من قبل الدولة وتحت إشراف متخصصين وتعاون ومساعدة المواطنين.
ويرى الفريق أن النفق يبدو أنه ساقية لمرور الماء، والغريب أنه ظل مجهولاً ومطموراً تحت الأرض لقرون خلت دون أن يسمع به أو يعرف عنه أحد، ويمثل باكتشافة وهندسة بنائه من الحجارة شاهداً حيا على عراقة وعظمة الحضارة الحِميَرية القديمة قبل الإسلام.
وعبَّر أعضاء الفريق في لقاء عقدوه مع الأهالي في منطقة الفردة بحضور مدير عام المديرية ومشرف الآثار عن تقديرهم للوعي الذي أبداه المواطنون تجاه هذا الاكتشاف الأثري منذ اللحظات الأولى وإدراكهم لقيمته التاريخية النفيسة. وحثوا الأهالي على ضرورة حماية جميع المعالم والمواقع الأثرية في مناطقهم باعتبارها ثروة وطنية لا تقدر بثمن.
وفي صباح اليوم الأحد تفقد الفريق مخزن الآثار في بني بكر ، عاصمة المديرية، واستمع إلى شرح ضافٍ من الأخ علي محمد البكري مشرف الآثار عن الظروف الصعبة التي يعمل فيها ويجاهد للحفاظ على موقع ومحتويات المتحف،واطلع الفريق على الحالة المؤسفة لمخزن الآثار ومحتوياته جراء تسرب مياه الأمطار إلى داخله وعدم وجود حمايات لنوافذه نظراً لعدم وجود أي اعتماد للترميم والصيانته منذ أكثر من عقدين.
ومع ذلك ثمن أعضاء الفريق الجهود المخلصة التي يقوم الأخ علي محمد البكري مشرف الآثار، بجهوده الشخصية سواء في حماية موقع المتحف أو في الحفاظ على الآثار من النهب الذي لم تسلم منه آثار ومتاحف مماثلة أخرى في محافظات عدة، وطالبوا الأخ وزير الثقافة بضرورة تكريمه تقديرا لجهوده ومواقفه المخلصة المتميزة، كما أكدوا على ضرورة الاعتناء بمخزن الآثار وتطويره والتفكير ببناء متحف للآثار في الموقع المخصص له منذ زمن ليستوعب الكم الكبير الموجود من النقوش والقطع الأثرية ونماذج التراث الشعبي.
واختتم أعضاء الفريق زيارتهم لمديرية الحد-يافع ظهر اليوم نفسه برفقة مدير عام المديرية ومدير الأمن بنزول ميداني إلى موقع مستوطنة "هديم" في قطنان –الحد، التي تعد من أهم المواقع الأثرية في بلادنا التي وجدت فيها قطع أثرية عديدة، وهالهم الحالة التي هي عليه اليوم جراء إهمال حراستها وتعرضها للعبث والحفر العشوائي. وأكدوا على أهمية أن تتحمل وزارة الثقافة ممثلة بالهيئة العامة للآثار والمتاحف مسئوليتها في الالتفات السريع لاعتماد مبالغ لتسوير الموقع وتوفير حراسة أمنية دائمة للحفاظ عليه من العبث الذي يطاله باعتباره أحد أهم وأبرز المواقع الأثرية الهامة التي كشفت عنه عن لقايا وقطع اثرية تعود إلى حضارة بلادنا ما قبل الإسلام.
وشكر أعضاء الفريق حسن الاستقبال والتعاون المثمر وكرم الضيافة الذي حظيوا من قبل مدير عام المديرية وأهالي المنطقة، ووعدوا بنقل نتائج زيارتهم وملاحظاتهم للأخ وزير الثقافة والمعنيين في الدولة.