آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 09:01 ص

الصحافة اليوم


كتائب الموت الحوثية بانتظار ساعة الصفر لتصفية صالح

الجمعة - 08 سبتمبر 2017 - 10:10 ص بتوقيت عدن

 كتائب الموت الحوثية بانتظار ساعة الصفر لتصفية صالح

عدن تايم - صحف :

بملامح مجهدة يرتسم في تقاطيعها خليط من الحزن المشوب بغضب كامن وهيئة بدت رثة تختزل حالة نفسية قلقة، وشعور باقتراب نهاية الرقصة الأخيرة فوق رؤوس الأفاعي في صنعاء، أطل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على أنصاره وخصومه عبر القناة الفضائية المملوكة له، ليكرر الخطاب الانبطاحي ذاته، في مواجهة حالة مغايرة من التصعيد الجامح للحوثيين، الذين لم تكترث أي من قياداتهم للالتفات لدعوات «صالح» المتكررة للتهدئة وتركيز الجهود في دعم جبهات القتال وتعزيز الأخيرة بالمقاتلين.
وفي السياق حرصت«الخليج» الاماراتية على مواصلة تقصي حقيقة المتغيرات القسرية في علاقة التحالف الانقلابي بين جماعة الحوثي والمخلوع، في محاولة للوقوف على التفاصيل الدقيقة التي يتشكل منها المشهد التصعيدي بصنعاء، واستقراء التداعيات الوشيكة التي ستفرض تحولاً غير مسبوق، في موازين القوى القائمة في المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
التقت «الخليج» اثنين من قيادات الحرس الجمهوري الميدانية البارزة واللذين بادرا إلى مغادرة مواقع تمركزهما في محيط صنعاء، والتوجه لمحافظة مأرب بعد إعلان الانشقاق عن الرئيس المخلوع.
واعتبر العقيد «صالح عبدالرحمن حرمل»
أن هناك أسباباً كامنة وغير معلنة وراء التصعيد في صنعاء بين الحوثيين والرئيس السابق، مشيراً إلى أن يوم 24 أغسطس/‏آب المنصرم مثّل نقطة تحول محورية وفارقة في مسار التحالف بين المخلوع وجماعة الحوثي.
وأوضح قائلاً: «هناك تغير سابق لتوقيت يوم 24 أغسطس الماضي طرأ في معادلة القوة بين الحوثيين وصالح، الذي أدرك أن الحوثيين استحوذوا على معظم ترسانة الجيش والأسلحة الثقيلة والنوعية الأكثر أهمية وفاعلية، التي كانت تحتكرها وحدات محددة في قوات الحرس الجمهوري كالقوات الخاصة ووحدات مكافحة الإرهاب والنخبة، الأمر الذي دفعه إلى محاولة توجيه رسالة تحذيرية للحوثيين من مغبة الانقلاب عليه والسعي لاستهدافه، وأنه مازال يمتلك الكثير من القوة والنفوذ».
وأضاف: «صالح لجأ إلى استغلال موعد حلول الذكرى ال 35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس لحشد أنصاره، وقد حرص على الإشراف الشخصي على حملة التحشيد، وكلف قيادات وفروع الحزب في كافة مديريات العاصمة ومحافظة صنعاء، للتحرك المكثف لضمان وصول حشود كبيرة من الأنصار للمشاركة في مهرجان ميدان السبعين، مؤكداً أن الرئيس المخلوع استهدف الاحتماء خلف هذه الحشود من بطش الحوثيين المرتقب وانقلابهم الوشيك عليه، وهو ما دفع الأخيرين إلى تصعيد وتكثيف الانتشار بصنعاء وإغلاق منافذ المدينة بمخيمات اعتصام حاشدة، مثلت جزءاً من حملة مضادة حملت عنوان(مواجهة التصعيد بالتصعيد)، ولاحقاً إلى خرق اتفاقيات أمنية سرية وقعت بعيد اجتياح العاصمة والانتشار في المربعات الأمنية الخاصة بمناطق تمركز وإشراف قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع.
من جهته كشف العميد «عبدالرحمن أحمد ناصر الغيل» أحد قيادات الحرس المنشقة
، عن أحدث عرض قدمه الحوثيون بشكل غير معلن للرئيس المخلوع بتسليم معسكر «ريمة حميد»، الكائن بمنطقة «سنحان»، مسقط رأس الأخير، مقابل وقف التصعيد ضد قواته وقيادات حزبه بصنعاء، وعدم استهدافه.
ولفت إلى أن صالح رفض العرض وبادر بنشر قواته في معسكر «ريمة حميد» للتمركز الطارئ في مواقع متفرقة وحيوية بمناطق الطوق الأمني لصنعاء، معتبراً أن موقف صالح فرضه استشعاره بأن تسليمه للمعسكر سيكون بمثابة إلقاء آخر سلاح فاعل يمتلكه في مواجهة الغدر المتوقع من الحوثيين.
ضابط برتبة عقيد طلب عدم الكشف عن هويته، لكونه لايزال في الخدمة بقوات الحرس الجمهوري، عن أهم الأسلحة التي استحوذ عليها الحوثيون من مخازن قوات الحرس، ولفت إلى أن صالح لايزال يمتلك صواريخ بالستية كورية الصنع تفوق في مداها صواريخ سكود، وأنه رفض تسليمها لما يسمى (وحدة القوة الصاروخية) المشكلة من قوات الحرس والحوثيين، معتبراً أن رغبة الأخيرين في الحصول على هذه الصواريخ، ربما تكون من أبرز أسباب تأجيلهم للصدام المباشر مع صالح وتصفية الأخير أو اغتياله.