آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

تحقيقات وحوارات


ألمنشأة التعليمية في عدن بين أعباء الماضي وتعثر وإخفاقات الحاضر ..رياض الأطفال " انموذجا"

الخميس - 21 سبتمبر 2017 - 10:42 م بتوقيت عدن

ألمنشأة التعليمية في عدن بين أعباء الماضي وتعثر وإخفاقات الحاضر ..رياض الأطفال " انموذجا"

تحقيق/ نزار أنور عبدالكريم

في عدن القديمة تلك المدينة العتيقة التي أطلق عليها الإنجليز مسمى كريتر ((فوهة البركان)) و كما يحب أبنائها أن يسموها أيضا، و منطقة القطيع القريبة جدا من قصر المعاشيق مقر إقامة الحكومة الشرعية و بالذات من أمام مدخل بوابة روضة صيرة للأطفال تبدأ قصتنا .

هناك حيث يتم صناعة الحدث و إعداد النشئ الإعداد الجيد و السليم قبل انتقاله للمرحلة الأساسية التي تلي تلك المرحلة التقطنا أولى تلك الصور لتحقيقنا الذي بدأناه بلقاء المسؤول الأول عن هذا المصنع الذي يتم فيه صناعة المستقبل، مع الأخت مديرة روضة صيرة للأطفال ماما / مريم صالح سالم كما يحب أن يطلق عليها أطفال روضتها التي تديرها و مربياتها .

و بعد أن أخذتنا بجولة حول فصول و شعب و أقسام الروضة بدأنا حوارنا معها في مكتبها :

ماما / مريم بعد هذه الجولة التي قمنا بها حول هذا الصرح التعليمي برفقتك و رفقة الأخ / مدير مكتب التربية والتعليم في مديرية صيرة و لمسنا فيها حقائق لأعباء عديدة تواجهكم نتيجة لضغوط كثيرة أهمها على الإطلاق إستيعاب الأطفال في هذه الروضة و أخرى تتعلق بإحتياجات العملية التعليمية نريد أن نعرف منك ماما / مريم ما هي أهم تلك الاحتياجات و الضغوط التي تواجهكم ؟

ماما/مريم : بسم الله الرحمن الرحيم في البدء نرحب بكم و نشكر لكم تسليط الضوء على هكذا قضايا مهمة .
طبعا هناك من يستهين عند سماعه بمسمى روضة حكومية و نسمع في بعض الأحيان حديث من البعض و تساؤلات حول ماذا بإمكان هذه الروضة الحكومية أن تقدمه ؟
أريد في بداية حديثي معكم ان أقول أننا على سبيل الذكر و ليس الحصر أننا في روضة صيرة بفضل من الله نملك طاقم إداري جيد يعمل بروح الفريق الواحد و هذا ربما أحد أهم أسباب لن نقول نجاحنا و إنما تجاوزنا لتلك المعوقات و الأعباء و المشاكل، حيث نسعى في روضة صيرة بكل جهدنا أن نقدم دوما الشيء الأفضل و الجيد و الجديد لأطفالنا و نعمل على قدر إمكانياتنا البسيطة و المتاحة و طبعا هي لا تقارن بما هو موجود في بقية الدول خاصة في هذا الوقت الراهن و العصر الحالي عصر التكنولوجيا الحديثة و وصول المعلومة السريعة و مع ذلك نحاول هنا جاهدين أن نخرج الطفل و هو معد الإعداد الجيد للمراحل الأساسية التي تلي مرحلة الروضة، و من خلال المنهج التعليمي المقر للمربيات استطعنا أن نخرج فكرة لوسيلة تعليمية جديدة بشكل كتاب يشبه إلى حد ما الكتاب المدرسي من حيث الفكرة لكنه يختلف عنه في المضمون و ذلك بما يتناسب مع كل فئة عمرية من الفئات العمرية الموجودة لدينا و هي كالآتي : فئة كبرى _فئة وسطى_فئة صغرى.

الفضل بعد الله يعود لإخراج تلك الفكرة إلى المربيات الآتي قمنا بإعداد و تصميم تلك الكتب فكل مربية منهن أتت بكتاب تعليمي يتناسب مع الفئة العمرية المسؤولة عنها و كان ذلك خلاصة جهدهن و خبرتهن :

فعن الفئة العمرية الكبرى ماما / سميرة
و عن الفئة العمرية الوسطى ماما / ميرفت
و عن الفئة الصغرى ماما / أسرار

و ذلك لأن تلكن المربيات لديهن الحب و الإخلاص في العمل و كذلك المقدرة على الإبداع و طبعا الأمر بدوره ينعكس إيجابا على الطلاب ، فنرى طلابنا بلا فخر اللذين يتخرجون من روضتنا يتفوقون دوما في المدارس على قرنائهم من الطلاب بعد ذلك . و ما ذلك النجاح الذي يحققه هؤلاء الطلاب إلا نتاج لذلك الجهد الكبير الذي يبذل هنا أفلا يستحق ذلك النجاح و ذلك الجهد النظر إليه من قبل المسؤولين؟

جميل جدا ماما / مريم ما ذكرتيه و تحدثي عنه لذلك اليوم نحن موجودون هنا و لذلك نريد أن نعرف منك أيضا ما هي أهم تلك المشاكل و الاحتياجات التي تواجهونها أنتم هنا لاستمرار هذا النجاح و التي يجب على المسؤولين في الدولة أن يساعدوكم في تجاوزها ؟

ماما / مريم : طبعا أول عائق نواجهه يتمثل في طباعة هذا الكتاب التي ثم إعداده من قبل المربيات للطلاب و الذي إلى اليوم يطبع على حساب الروضة و بجهد ذاتي و مساهمة مجتمعية من قبل أولياء الأمور كرسوم نأخذها صحيح أنها رمزية لكن في ظل الأوضاع الراهنة هناك من لا يستطيع تحملها .

تعنيين ماما /مريم من حديثك أن تقوم وزارة التربية والتعليم أو الإدارة العامة أو إدارة الوسائل التعليمية أو من تقع عليه مسؤولية طباعة الوسائل التعليمية أن يتكفل بالقيام بذلك و أن يقدم بعدها الكتاب للطالب بالمجان أو برسوم أقل بكثير مما يدفع الآن ؟

ماما / مريم : نعم و لما لا .

ماما / مريم خلال جولتي حول شعب الروضة و فصولها لاحظت أمر مهم بأن الروضة غير مزودة بمولد كهربائى و الأطفال في داخل تلكم الشعب و الفصول يتصببون عرقا و يكادون يختنقون من الحر الشديد فكيف لمثل ذلك الطفل الصغير أن يظل جالسا في مقعده و يستمع لمربيته في ظل تلك الأجواء الحارة جدا؟


ماما / مريم : هناك ولي أمر جزاه الله خير قبل فترة الحرب تبرع لنا بمولد كمساهمة مجتمعية منه لكنه أخذ من الروضة أثناء فترة الحرب و ثم استرجاعه بعد ذلك لكنه كان عاطلا و لا يعمل و خسرنا ما يقارب الخمسين ألف ريال لإصلاحه لكن دون جدوى و اليوم ها هو مركون في المستودع، فعلى أقل تقدير نطلب من الجهات المختصة أو المسؤولة توفير مولد آخر لنا كأسثتناء لرياض الأطفال ندرك واقع الوضع الراهن التي تمر به البلاد خاصة ذلك الذي يتعلق بوضع الكهرباء في عدن و لكن بالإمكان لمثل هذه الاحتياجات و المتطلبات أن تلبى من قبل الجهات الحكومية المسؤولة على إعتبار أن رياض الأطفال استثناء بحكم تلك الأعمار الصغيرة ، لا نريدها لمكاتبنا نريدها فقط لشعب الأطفال؛ قبل فترة ثم استبدال المراوح القديمة بمراوح جديدة لكنها لم تلبث أن تسرب لها الماء من الأمطار حتى عطلت عرضنا مثل هكذا قضايا على الأخ / مدير عام مكتب التربية والتعليم عدن الأستاذ / الرقيبي و كذلك على صندوق التنمية الاجتماعية و لكننا إلى يومنا هذا لم نرى استجابة منهم للأسف الشديد المشكلة أنه لابد أن تستجدي و تلح بالسؤال لكي يتم الاستجابة لك ، لا أحد يتحرك من تلقاء نفسه لحل مثل هذه المشكلات.
ألعاب الأطفال كذلك أهلكت و نخن في كل عام نجدد فيها و نلحم بعض القطع التي تنفصل عنها ، لا توجد جهة حكومية أو منظمة دولية زارتنا و قدمت لنا ألعاب للأطفال جديدة بإستثناء منظمة اليونيسيف التي زارتنا مرة واحدة و قدمت لنا الحقائب، الروضة بحاجة إلى ألعاب بلاستيكية آمنة لا تؤدي الأطفال و تحافظ على سلامتهم بدلا من تلك المعدنية الموجودة لدينا اليوم .


ماما / مريم عدن تشهد اليوم عملية نزوح كبيرة إليها من بقية المحافظات الوسطى و الشمالية مثل تعز و الحديدة و تعتبر مديرية صيرة هي إحدى اكبر تلك المديريات المثأثرة بموجة النزوح تلك بالإضافة إلى الكثافة السكانية الكبيرة و المتزايدة فيها كل تلك الأمور تجعل من عملية الإقبال و التسجيل في رياض الأطفال في مديرية صيرة كبيرة جدا و هناك روضتان حكوميتان فقط في المديرية روضة الصهاريج في الطويلة التي هي الأخرى تواجه مشكلة و تعمل بنصف قدرتها و روضتكم روضة صيرة التي يقع عليها العبئ الأكبر في استيعاب الأطفال في هذه المديرية.
طبعا لاحظنا من خلال جولتنا تلك الأعمال الإنشائية التي الغرض منها التطوير و التوسعة و التي كان من المفترض أن تكون منجزة و جاهزة بل من قبل ثلاثة أعوام كما عرفنا لاحقا و التقطنا صورا لها لماذا توقف العمل فيها و لماذا لم تنجز لتصبح اليوم من المشاريع المتعثرة في في مديرية صيرة إضافة إلى بقية المشاريع؟

ماما / مريم : علامة السؤال هذه تطرح على الجهات المعنية، تابعت هذا الموضوع ذهبت إلى الأستاذ / الرقيبي قال لي : حاضر و لا يهمك سنتابع الموضوع، و ذهبت إلى صندوق التنمية الاجتماعية الكائن في المعلا نزلوا و شافوا و قالوا تمام سنبدأ بالعمل قريبا و لكنها تبقى إلى اليوم مجرد وعود لم تنفذ بعد و نحن في كل يوم نتعرض لضغوط من قبل أولياء الأمور لقبول أطفالهم كما شاهدتم أنتم بأنفسكم بالله عليكم فين عاد أوديهم و جميع الفصول ممتلئة من المفروض في كل شعبة أن نقبل خمسة و أربعين حسب لائحة رياض الأطفال و قبلنا إلى حدود سبعة و أربعين و ثمانية و أربعين و ذلك كله يأتي على حساب الجهد المضاعف الذي تبذله المربيات لدينا . لذلك مسألة إستكمال هذه الأعمال الإنشائية و التوسعة أصبحت حاجة ملحة لتوسعة الروضة و زيادة قدرتها الاستيعابية لتشمل المزيد من أطفال المديرية.

طبعا ماما / مريم نحن من هنا نوصل رسالتك تلك إلى كافة المسؤولين عن هذا الموضوع ابتداء من الأخ / مدير عام مكتب التربية والتعليم في عدن الأستاذ / محمد الرقيبي و الأخ / محافظ العاصمة عدن الأستاذ / عبدالعزيز المفلحي مرورا بالأخ / وزير التربية والتعليم و انتهاء بالأخ / دولة رئيس الوزراء الدكتور / أحمد عبيد بن ذغر لسرعة البث في قضايا المشاريع المتعثرة و المتعلقة بالعملية التعليمية و من ضمنها هذا المشروع مشروع روضة صيرة للأطفال و إيجاد الحلول و المعالجات لها و البدء في أعمال تنفيذها.

كلمة أخيرة تحبين أن تقوليها ماما / مريم؟
ماما / مريم : هي كلمة شكر اوجهها لجميع أفراد الطاقم الإداري لروضة صيرة و للمربيات فيها اللذين ساهموا في إعداد تلك الوسائل التعليمية و جميع المربيات اللذين يبذلن قصارى جهدهن في إنجاح عمل هذه الروضة و الذي لولا تكاتفنا و تعاوننا و محبتنا لبعضنا البعض ما كان لهذا العمل أن يستمر أو يخرج بهذا الشكل الجميل و الرائع طيلة الأعوام التي مضت.

لم يكن بوسعنا بعد ما سمعناه من مديرة روضة صيرة للأطفال حول ذلك الجهد و الإبداع للمربيات أن نغادر المكان دون لقائنا بهن فكان لنا ذلك :

ماما / سميرة مقطري أولا دعيني أبدي إعجابي الشديد بهذا الجهد الذي تبذلونه أنتم المربيات و ما لفت انتباهي بالذات هو ذلك النموذج أو الكتاب الذي حسب ما فهمت أو عرفت من ماما / مريم أنه أعد و صمم بهذه الطريقة بجهود ذاتية منكن مربيات هذه الروضة، كيف أستوحيتن هذه الفكرة و من أين جئتن بها و كيف اخرجتموها بهذه الصورة الرائعة؟

ماما / سميرة : طبعا استوحينا الفكرة من الدليل الموجود معنا لرياض الأطفال و من المنهاج الموجود معنا و هناك خطة شهرية أيضا و تنص على أن لكل مفهوم تطبيق و من خلال هذه التطبيقات جمعنا كل التطبيقات في هذا الكتاب الذي بين يديك و عند إعدادنا له أضفنا إليه عصارة خبرة السنوات الماضية.

ماما / سمية نفس السؤال أوجه لك ؟
ماما / سمية : طبعا نحن عندما أتينا إلى الروضة لم نكن نملك اي مفهوم حول طبيعة العمل هنا و لكن مع مرور سنوات العمل و مع التجربة و المراس اكتشفنا العديد من الأمور و المفاهيم المتعلقة بالتعامل مع الأطفال و من خلال هذا العمل أو هذا الكتاب الذي قمنا بإعداده نحاول من خلاله تنمية مهارة الطفل و توسيع مداركه .

ماما / ميرفت كيف تقيمين تفاعل الأطفال مع هذا الكتاب الذي شاركتي في إعداده؟

ماما / ميرفت : إجمالا يتفاعل الأطفال بشكل إيجابي معه ، ربما في البداية يجد الطفل صعوبة لكنه مع مرور الوقت و الإهتمام بتعليمه كيف يمسك بالقلم و أين يضع الألوان المناسبة يصبح الأمر سهلا بعد ذلك.

ماما / شذى ما الهدف الرئيسي من ابتكاركم لمثل هذه الوسائل التعليمية للأطفال؟

ماما / شذى : طبعا الهدف الرئيسي هو تنمية مهارة الطفل و توسيع مداركه التعليمية، عادة الطفل يحب اكتشاف الأشياء و التعرف عليها و الإمساك بها هذه غريزة موجودة لدى جميع الأطفال نحن نعمل على تطويرها و توجيه تلك الطاقة و تلك الغريزة لاكتشاف و المعرفة بشكل جيد و مثمر .

لاحظت أن كل نموذج يختلف عن الآخر ما سبب ذلك الإختلاف؟

ماما / أسرار : طبعا و ذلك بإختلاف الفئات العمرية فكل فئة عمرية لها كتابها الخاص بها و ذلك موجود حتى في دليل المربي .

أنا شاكر لكم ايضاحاتكم تلك و سعيد جدا بإجراء هذه اللقاءات و الحوارات معكن جميعا و التعرف على معاناتكن و ابداعاتكن في نفس الوقت.

غادرنا روضة صيرة للأطفال و نحن نحمل في جعبتنا العديد من الرسائل التي نريد أن نوصلها للمسؤولين المعنيين و كذلك العديد من التساؤلات التي نبحث عن إجابة عليها منهم أيضا، رسائل و أسئلة تتعلق بالمستقبل بالنشئ الصاعد الذي نعول عليهم غذا أن يخرج من بينهم من هم أعمدة لهذا الوطن و حماته و بنائيه .

توجهنا صوب مكتب مدير تربية صيرة نحمل تلك الهموم و المشاكل لنجد الرجل يعمل بهمة و نشاط لمعالجة قضايا من يأتوا إلى مكتبه تطلب منا الأمر الإنتظار برهة من الزمان حتى أنهى الرجل عمله الذي لم ينتهي بعد لنسرق منه دقائق معدودة فكان هذا حوارنا معه :

الأستاذ / رائد طه مدير عام مكتب التربية والتعليم في مديرية صيرة كنا اليوم صباحا و كنت موجود معنا قبل أن تغادرنا بعد ذلك في روضة صيرة للأطفال، هناك العديد من الهموم و القضايا التي اطلعنا عليها من خلال لقائنا هناك بمديرة الروضة و المربيات و لكن قبل حديثي عنها دعني اتطرق إلى موضوع مهم أستاذي العزيز عدن تشهد عملية نزوح كبيرة إليها من بقية المحافظات في المقابل رياض الأطفال و المدارس في عدن أيضا تواجه مشكلة و معضلة حقيقية في عدم مقدرتها على استيعاب عملية الإقبال الكبيرة و التسجيل فيها ما تعليقك حول هذا الموضوع؟

رائد طه : أولا نشكر لكم نزولكم و تسليط الضوء على هكذا قضايا و ذلك لإيضاح الأمور لأولياء الأمور و للمجتمع و كذلك للمسؤولين سواء على مستوى السلطة المحلية في المحافظة أو المعنيين بمثل هكذا قضايا على إعتبار أن أعداد الطلاب في تزايد مستمر عام بعد عام و ذلك داخليا على مستوى المديرية فما بالك و عدن اليوم تشهد هذه الموجة الكبيرة من النزوح إليها من بقية المحافظات كتعز و الحديدة و هي أعداد ليست بالقليلة تسببت في الضغط على المدارس و كذلك رياض الأطفال، فالمعلمين اليوم يشعروا بالضغط عليهم في العملية التعليمية و لا يمكننا الحديث عن عملية تعليمية متكاملة و ناجحة في ظل وجود ما يقارب المئة طالب في الصف أو الفصل الواحد فمن الصعوبة الحديث عن عملية تعليمية ناجحة في ظل هذه الظروف.
نحن في مديرية صيرة هدفنا أن نرتقي بالعملية التعليمية لا أن نعود بها إلى الوراء و كلما نحقق في عام نجاحات نطمح إلى تحقيق المزيد في العام القادم ، لكن في ظل هذه الظروف نرى أنه من الصعب ان نحقق ما نسعى إلى تحقيقه هذا العام . ربما لاحظتم بأنفسكم مثلا في روضة صيرة أن هناك جهد كبير يبذل و هناك طاقم جيد و هناك أيضا أعمال ترميم و صيانة لتلك المنشآت ربما كان آخرها ما قدمه الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة من أعمال صيانة و ترميم عبر الهلال الأحمر الإماراتي و نجدها فرصة لتقديم الشكر لهم ، لكنها ظلت فقط متعلقة بإعادة تجهيز تلك المنشأت للعمل من جديد بعد الحرب في المقابل هناك مشاريع متعثرة منذ سنوات سابقة ربما شاهدتم إحداها في روضة صيرة لم يتم العمل على إعادة العمل فيها ، و لو ثم استكمال العمل في تلك المشاريع و انهائها و تجهيزها لما كنا واجهنا هذه المشكلات في مسألة القبول والتسجيل للأطفال لأن الروضة كبيرة و كذلك مشروع توسعتها كبير و بإمكانه أن يستوعب أبناء كريتر جميعهم .


أستاذ / رائد دعني استوقفك هنا بالذات حول هذا الموضوع و أسألك عن الأسباب التي جعلت من مشروع روضة صيرة مشروعا متعثرا؟

رائد طه : طبعا عزيزي نحن نتابع المعنيين بهذا الموضوع، لكن المشكلة كما فهمنا منهم بأنها فنية ، و في اعتقادي أنها مهما كانت هذه الأمور الفنية معقدة يجب حلها سريعا لأن أبنائنا اليوم تحتضنهم الشوارع عوضا عن المدارس فليس بالإمكان استيعابهم جميعا في ظل تعثر تلك المشاريع و وجود هذا الإقبال الكبير على المدارس ففي ظل وجود مئة طالب داخل الصف الواحد كيف يمكننا الحديث عن محاربة ظاهرة التسرب المدرسي أو حتى الحديث عن خطة لعملية تعليمية ناجحة .

طيب أستاذ / رائد ما هي الحلول ؟

رائد طه : طبعا أنا لا أتحدث عن وجود المشكلة فقط في الرياض أنا أتحدث بشكل عام هناك العديد من المشاريع التوسيعية و التطويرية في العديد من المدارس في المديرية أصبحت مشاريع متعثرة على سبيل المثال : هناك مشروع في ثانوية أبان و هناك مشروع في مدرسة أروى و هناك آخر في مدرسة البيحاني جميعها تعثرت ، هناك أيضا في الروضة الأخرى في المديرية روضة الصهاريج، هناك مشكلة آخذ مبناهم مبنى الروضة لمدرسة الطويلة الذي تعثر أيضا مشروع بناء مدرستهم و هو مشروع قديم أيضا، إذا الحاصل اليوم أننا نضطر أن نعالج مشكلة بأخرى لأن الحلول الجذرية ليست بأيدينا أو متوفرة لنا ، نحن نتمنى حقيقة من الجهات المعنية التي بيدها صناعة الحلول لتلك المشكلات أن تهتم بمعالجتها و أن تنظر قليلا إلى تلك المعاناة التي لا يواجهها الطلاب فقط بل و معهم مدرسيهم و نحن أيضا.

طبعا نشكرك أستاذ / رائد طه على منحنا هذه المساحة من وقتك لتسليط الضوء على هذه القضية و التي من خلال نقلنا للصورة كما هي دون زيادة أو نقصان نأمل ان تصل كاملة إلى الجهات المسؤولة و أن تتحرك سريعا للبث فيها و معالجتها .

بعد الإنتهاء من لقائنا بمدير عام مكتب التربية والتعليم في مديرية صيرة كان لقائنا التالي برئيس قسم التوسع و الإحتياج في المكتب ذاته الأستاذ / عمار جلال .

أستاذ / عمار كما علمت منك أنك تشغل موقع رئيس قسم التوسع و الإحتياج في مكتب التربية والتعليم في المديرية، أستاذي العزيز ربما تابعت حديثنا و لقائنا مع الأستاذ / رائد طه و علمت أننا اليوم كنا في زيارة لروضة صيرة للأطفال من وجهة نظرك أستاذ / عمار ما هي الأسباب التي تقف حائلا دون نجاح هذه المشاريع المتعثرة؟

الأستاذ / عمار جلال : طبعا أولا نشكر لكم هذه الجهود التي تبذلونها لتلمس قضايا العملية التعليمية في مديرية صيرة و أحب هنا الإشارة إلى أن هناك الكثير من القضايا التي لم يتم تناولها سابقا على رأسها أن مديرية صيرة لم تشهد بناء منشآت تعليمية منذ زمن فعلى سبيل المثال أن مديرية صيرة للأسف الشديد تمتلك ثانوية واحدة فقط للأولاد و هي ثانوية الفقيد / لطفي جعفر أمان و من المفروض على أقل تقدير أن مديرية كصيرة يجب أن يكون فيها ثنتين أو ثلاث أو أكثر هذا جانب الجانب الآخر أن المديرية تشهد كثافة سكانية كبيرة و هذا أيضا بدوره ينعكس على مدارس التعليم الأساسي التي لم تشهد أي عمليات توسعة أو تطوير بإستثناء مدرسة بازرعة التي مازالت أعمال البناء فيها لم تنتهي بعد ما عدا ذلك لم تشهد مدارس كريتر أية عمليات توسعة أو تطوير .
كذلك رياض الأطفال التي تعتبر منشآت تعنى بالنشئ و الإعداد الجيد و السليم لهم فلا توجد في كريتر غير روضتان حكوميتان فقط إحداهما تعمل بنصف قدرتها و الأخرى تعمل بقدرة مضاعفة نتيجة زيادة الإقبال و التسجيل فيها، أتذكر أن سيادة الوزير و زير التربية والتعليم في إحدى المناسبات في ثانوية باكثير وعد ببناء مجمع تعليمي في صيرة و لكن هذا الوعد إلى اليوم لم يشهد النور بعد ، طبعا نتمنى من الجهات الحكومية المعنية أن تفي بوعودها في هذا الجانب الجانب التعليمي، الأمر الآخر المهم هناك زيادة في الإقبال على التعليم و هذه الزيادة مطردة بما يعني أنها في كل عام تزداد عن العام السابق هذا في المقابل يجب أن تقابله أعمال بناء و توسعة و تطوير للمنشآت التعليمية كذلك هناك أمر آخر مهم ذات صلة بالموضوع يتعلق بالعجز الموجود في عدد الكادر التعليمي الذي يجب أن يقابل هذه الزيادة في كل عام و نعلم جميعا أنه لم يتم خلال الأعوام التي مضت توضيف معلمين لمواجهة ذلك .

في الأخير أكرر شكري لكم و لنزولكم لتلمس وضعنا في صيرة هذا الوضع الذي قد يكون معمما في جميع مديريات المحافظة.

كانت تلك الكلمات الأخيرة التي سمعناها قبل أن نغادر مكتب التربية والتعليم في مديرية صيرة الذي دخلناه و نحن نحمل رسائل و أسئلة كثيرة في جعبتنا علنا نجد إجابة لها هناك لنخرج منه و نحن نحمل رسائل و أسئلة أخرى تضاف إلى ما كنا قد حملناه سابقا .

توجهنا بعدها صوب مركز القرار في المديرية معتقدين أننا سننهي رحلتنا تلك هناك و نحط رحالنا و متاعنا الذي نحمله عند بوابة مكتب مدير عام مديرية صيرة الأستاذ / خالد سيدو الذي انتظرنا هناك إلى ذلك الوقت من الظهيرة عند تمام الساعة الواحدة ظهرا تقريبا استقبلنا في مكتبه و صادف دخولنا عودة التيار الكهربائي للعمل من جديد .

كعادته بدى الرجل بشوشا و متحمسا و لم يتململ من إنتظاره لنا فبدأنا نلقي برحالنا عليه شيئا فشيئا و سؤال يعقبه سؤال فكان حوارنا معه :

الأستاذ / خالد سيدو مدير عام مديرية صيرة طبعا أستاذي العزيز كنا اليوم في جولة زرنا فيها روضة صيرة للأطفال و من ثم مكتب التربية والتعليم في المديرية قبل أن نصل إليك و ذلك للوقوف على موضوع مهم جدا متعلق بالعملية التعليمية في المديرية و على إعتبار أن رياض الأطفال هي المرحلة التي تسبق مرحلة التعليم الأساسي، و التي يتم فيها تجهيز و إعداد النشئ و هي مرحلة تهيئة مهمة و صيرة للأسف لا تمتلك غير روضتان حكوميتان فقط إحداهما تعمل بنصف قدرتها و الأخرى تواجه ضغوط و مشاكل كبيرة و عديدة.
ما هو تعليقك حول هذا الموضوع أستاذ / خالد؟

خالد سيدو : كما أسلفت أننا في صيرة لدينا روضتين ليست أساسيتين إنما تمهيدية تعتبر و هذه الروضتان لا تفي بالأعداد المتزايدة للأطفال و كما أشرت أن إحداها لا تعمل بطاقتها الكاملة بسبب وجود مشكلة في مدرسة الطويلة التي بجانبها و الذي يوجد جدل حول موضوع إعادة ترميمها لما اضطر الأخوة في مكتب التربية لاتخاذ قرار بنقل الطالبات التي في مدرسة الطويلة إلى الروضة و ذلك بدوره يؤثر سلبا على العملية التعليمية و المنهاج الخاص بالروضة و المدرسة معا و هذه تعتبر معضلة من المعضلات التي نواجهها في المديرية لكنها بالتأكيد ليست وليدة اللحظة بل هي موجودة من قبل الحرب و نحن ورثناها و لكن بإذن الله ستكون هناك حلول قريبة ، نحن رفعنا للأخوة في المحافظة منذ عام و أكثر و لكن الأمور تأخذ مجراها فالأخوة في المحافظة نقلوا الموضوع إلى مكتب الأشغال العامة و الأشغال أعاد الموضوع إلينا مجددا و نحن بدورنا رحلناه إلى وزارة الأشغال و هناك قرار بسرعة إعادة بناء المدرسة و لكن هناك ملاحظات للشؤون القانونية في المحافظة لديهم ملاحظات حول إعادة المناقصة في الوقت الذي رست فيه المناقصة على أحد المقاولين من سابق و المقاول هذا أخذ قدمة من المديرية بما قيمته عشرين في المئة من إجمالي قيمة المشروع لذلك هناك جدل حول هذا الموضوع و نحن في إنتظار عودة الأخ / المحافظ بإذن الله قريبا لحسم هذا الأمر و إتخاذ قرار نهائي على الرغم من ان هناك قرار بالبدء في العمل لكن الملاحظات التي طرحت من قبل الأخوة في الشؤون القانونية أدت إلى إيقاف التنفيذ في ذلك القرار، طبعا حديثي هو روضة الصهاريج أما فيما يتعلق بالروضة الأخرى و هي روضة صيرة هذه الروضة تعمل بشكل كامل لكن لديهم تأخير في مشروع كان قائما أيضا قبل الحرب و هذا المشروع تعثر لأسباب عدة أهمها أن المقاول لهذا المشروع يطالب بالزيادة في الأسعار و في قيمة العقد المبرم معه من سابق و نحن لا نستطيع أن نغير في قيمة العقود التي أبرمت من سابق فهي تأتي خارج اختصاصاتنا و لكن رفعنا للأخوة في المحافظة بكل المشاريع المتعثرة في المديرية من ضمنها هذا المشروع و ننتظر قرار و وفقا للقانون فإن أي تعديل في عقود المشاريع يجب أن يكون وفقا لقرار مجلس الوزراء لإعادة تعديل قيمة هذه العقود .


لاحظت عند زيارتي للروضة أن الأطفال يدرسون في الفصول أو الشعب و هم يتصببون عرقا و حالتهم يرثى لها و قد كانت الأخت / مديرة الروضة قد أشارت في حديث لها أنه إذا كان لبعض الجهات المعنية المقدرة على توفير مولد كهرباء للروضة؟

طبعا ما رأيته و ما ذكرته الأخت هو صحيح لكننا في المديرية نحصل على موازنة تشغيلية بسيطة مقارنة بما كان الحال عليه سابقا قبل الحرب ما نحصل عليه اليوم هو 25 % مما كان موجود سابقا كما ترى حتى هنا في مكتب المديرية لم نشأ أن نشتري مولد لأن هناك العديد من المكاتب التنفيذية و المدارس في المديرية بحاجة لذلك و نحن لا نستطيع توفير ذلك لها جميعها بهذه الموازنة البسيطة نجدها هنا فرصة لنطالب بموازنة ثابتة لكافة المديريات لمواجهة متطلبات المديرية و أعبائها.


أستاذ / خالد مسألة النزوح إلى عدن و ثأثيرها حتى على العملية التعليمية في ظل هذه الأوضاع كيف ستواجهون هذه المشكلة؟

خالد سيدو : مسألة النزوح تعتبر معضلة كبيرة تواجهنا و بالذات في كريتر ليس ثأثيرها يقع فقط على الجانب التعليمي بل على الجوانب الخدماتية بشكل عام، نحن مضطرين أن نقف مع هؤلاء النازحين كجانب إنساني قبل أن يكون أخوي رغم هذه الظروف، فنحن مررنا بهذه التجربة أثناء فترة المعارك في عدن صحيح أن أغلبنا لم يخرج من المحافظة بل إلى مديريات أخرى و لأننا عانينا فيجب ان نشعر بمعاناتهم أيضا رغم ظروف المديرية الصعبة .

كما علمت منك أستاذ خالد بأنه ثم الرفع بجميع المشاريع المتعثرة في المديرية للأخوة في المحافظة و كما أفهم أنه يتم مناقشة مثل هذه القضايا مع المكاتب التنفيذية ثم ترفع بعد ذلك و تناقش في جلسة خاصة بمجلس الوزراء هل ستشهد تلك المشاريع المتعثرة حلولا سريعا خاصة تلك المتعلقة بالعملية التعليمية منها ؟

خالد سيدو : طبعا هناك قرار من الأخ / المحافظ الأستاذ / عبدالعزيز المفلحي بسرعة البث في المشاريع المتعثرة و خاصة تلك المتعلقة بالجانب التعليمي و الخدمي و هناك بعض القرارات التي اتخذت و أجريت بعض التعديلات في الأسعار طبعا بالتنسيق مع المقاولين اللذين أبدوا استعدادهم في البدء بالعمل على أن تكون هناك معالجات لاحقة البعض من المقاولين تفهموا ما تمر به الدولة و الحكومة و أبدوا تعاونهم و استعدادهم للعمل في بعض المشاريع التي كانت متعثرة باتفاق مسبق مع وزارة الأشغال على أن يتم استصدار قرار من قبل رئيس الوزراء و البعض الآخر تحفظ و هذا حق من حقوقه أن يضمن حقه في تعديل الأسعار في العقود المبرمة و لكن نحن نأمل خير و ننتظر عودة الأخ / المحافظ للبدء في تنفيذ تلك المشاريع التي ثم الإتفاق عليها و من ضمنها مشروع مدرسة الطويلة.

ماذا فيما يتعلق بالمقاول المسؤول عن تنفيذ مشروع روضة صيرة أستاذي العزيز؟

خالد سيدو : طبعا المقاول المسؤول عن تنفيذ ذلك المشروع هو من ضمن المقاولين اللذين تحفظوا و أصروا على التمسك في حقهم في التعديل في قيمة العقود ، و لكن إذا أصدر قرار من الأخ / دولة رئيس الوزراء بتعديل كافة العقود التي أبرمت قبل الحرب فسيكون أما ملزما بتنفيذ هذا القرار أو استدعائه و عمل تصفية لهذا المشروع و إنزال مناقصة أخرى و تنفيذ المشروع من جديد بإذن الله تعالى.

بإذن الله تعالى نشكرك أستاذي العزيز أولا على إنتظارك لنا و من ثم على هذا الوقت الذي منحته لنا و على هذه الايضاحات و مساعدتنا في تسليط الضوء حول هذه القضايا التي تمس المجتمع بدرجة رئيسة و تمسكم أنتم أيضا كمسؤولين على قضايا هؤلاء الناس في مديرياتكم .

لم تكن تلك الدقائق القليلة التي قضيناها في مكتب مدير عام مديرية صيرة هي نهاية رحلتنا مع هذه القضية المهمة كما ظننا في بداية دخولنا لمبنى المديرية و لعلها هي بداية لرحلة طويلة مع تلك المشاكل و تلك الهموم و ذلك التعثر الذي تشهده منشآت القطاع التعليمي في المديرية خاصة و المحافظة بشكل عام، هي رحلة استعرضنا من خلالها أعباء ذلك الماضي البائس و تعثر و إخفاقات الحاضر في تجاوز تلك الاعباء ، رحلة لم تكن بالنسبة لنا شاقة و مضنية جسديا برغم ذلك الحر الشديد و مشقة العناء و التنقل بين مكاتب المديرية برغم قربها من بعضها بقدر تلك المعاناة و المشقة النفسية و الهموم و المخاوف من أن لا تجد تلك الأصوات التي تنادي بغذ أفضل و مستقبل واعد لأطفالنا الطريق إلى آذان و قلوب و ضمائر مسؤولينا ذلك المستقبل الذي سقط من أجل أن يرى بزوغ فجره العديد من الشهداء و سالت من أجله دماء العديد من الجرحى هنا في عدن من كانت منارة للعلم و التعليم بات أبنائها اليوم تتخطفهم طيور الجهل و الظلام و هم يتسكعون في الشوارع ليس لشيء لأن التعليم فيها بات يحتضر فلم تعد مدارسها و رياضها تسعهم .

كتب / نزار أنور عبدالكريم.