آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 05:37 م

اخبار وتقارير


انهيار الريال اليمني يكبد المواطنين معاناة معيشية صعبة .. ( تقرير )

الثلاثاء - 16 يناير 2018 - 07:00 م بتوقيت عدن

انهيار الريال اليمني يكبد المواطنين معاناة معيشية صعبة .. ( تقرير )

عدن تايم / خاص :


انخفض سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار بشكل غير مسبوق،  وتخطت العملة الأميركية مبلغ الخمسمئة ريال يمني بعد ان كان صرفها يساوي 215 ريالا يمنيا فقط عشية حرب 2015 .
وانعكس ارتفاع سعر صرف العملة على مجريات الحياة اليومية لليمنيين بفعل تأثر سعر الواردات من المواد الغذائية والتموينات بسعر الدولار ، كما خسر كل موظف فعليا من قيمة راتبه الشرائية فالموظف الذي كان مرتبه بالريال اليمني يساوي ثلاثمئة دولار صار راتبه يساوي تسعين دولارا .
وتأثر سعر الريال اليمني سلبا بقرار اتخذته قيادة البنك المركزي اليمني في عدن قضى بتعويم العملة وجعل قيمتها تتحدد وفقا لسعر السوق وسياسة العرض والطلب بعد أن كان البنك المركزي يتدخل لضخ مبالغ من الدولار الى السوق المحلية للحفاظ على سعر العملة .
ثمة عامل آخر في انخفاض سعر الريال تحدث عنه صيارفة في عدن وهو انزال الحكومة اليمنية بعض مناقصات شراء الوقود والمشتقات النفطية بالريال اليمني وهو ما يؤدي الى قيام التاجر المستورد بسحب الدولار الامريكي من السوق حتى يغطي التزاماته في الخارج وبالتالي يتم سحب الدولار من السوق المحلية وتحويله للخارج واغراق السوق المحلية بالريال .
 

التبريرات الحكومية
الحكومة الشرعية وعلى لسان الناطق باسمها راجح بادي وجهت أصابع الاتهام نحو الحوثيين الذين اتهمتهم باستنزاف احتياطي البلاد من النقد الاجنبي بشكل كامل قبل قرار نقل البنك المركزي اليمني الى عدن، ونهبهم للإيرادات العامة، وتسببهم في خروج الشركات الاجنبية العاملة في اليمن خاصة في مجال النفط والغاز عقب انقلابهم على السلطة الشرعية، واستمرارهم في نهب الموارد حتى الان بمناطق سيطرتها .. حيث قال ناطق الحكومة ان " كل تلك العوامل سبب اساسي مما نعيشه اليوم من تدهور لسعر العملة الوطنية" .
واوضح راجح بادي في تصريح صحفي بثته وكالة الأنباء الحكومية ( سبأ ) ان ميليشيات الانقلاب نهبت احتياطي اليمن من النقد الاجنبي الذي كان قبل انقلابها على السلطة الشرعية حوالي 5 مليارات دولار، وسيطرت على 2 تريليون ريال من العملة المحلية كانت موجودة في البنك.. مشيرا الى انها تستخدم هذه الكتلة النقدية الكبيرة من العملة المحلية للمضاربة على اسعار الصرف وسحب العملات الصعبة، وهو ما يضاعف حجم الارباك والتدهور في سعر الريال اليمني.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة، وجود معلومات موثوقة لدى الحكومة ولدى مصادر دولية وجود محاولات تزوير مستمرة للعملة المحلية تقوم به اجهزة إيرانية لتعميق حجم المأساة والمعاناة الانسانية التي تسببت بها، من اجل ابتزاز المجتمع الدولي باستخدام الورقة الانسانية لوقف العمليات العسكرية ضدهم.. لافتا الى ان تلك الخطة الايرانية تهدف الى الحفاظ على ادواتها من ميليشيا الحوثي وانقاذ مشروعها الذي شارف على نهايته بعد تصاعد الضربات والهزائم الميدانية الموجعة لها من قبل الجيش اليمني وبدعم اخوي من التحالف العربي بقيادة السعودية. – على حد قوله .
بادي قال ايضا ان رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والبنك المركزي اليمني واجهزة الدولة المختصة، تبذل جهود استثنائية في سبيل وضع حلول ناجعة لوقف التدهور غير المقبول في اسعار صرف العملة الوطنية، والذي ينعكس بآثاره على معيشة وحياة المواطنين اليومية، ويضاعف المعاناة المعيشية القائمة جراء الحرب التي اشعلتها ميليشيا الحوثي الانقلابية.. موضحا ان التحرك الحكومي في هذا الجانب يتم على عدة مسارات، وفق الخيارات المحدودة والمتاحة، وبينها تكثيف التواصل بناءا على توجيهات رئيس الجمهورية في اجتماعه مع وزير المالية ومحافظ البنك المركزي اليمني، للتسريع باستكمال اجراءات الوديعة السعودية التي وجه بها سمو ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في لقائه الأخير برئيس الجمهورية
 

عوامل موضوعية
خبراء مصرفيون يؤكدون وجود مضاربون يتلاعبون بالعملة في ظل توقف عائدات اليمن من العملة الصعبة وانخفاض المعروض النقدي من الدولار في السوق المحلية وهو ما أدى الى انخفاض حاد في قيمة الريال اليمني .
في 2016 وعقب صدور قرار الرئيس هادي بنقل البنك المركزي الى عدن اعلن رئيس  الحكومة الشرعية الدكتور احمد عبيد بن دغر عن نية الحكومة طباعة أربعمئة مليار ريال في روسيا للتغلب على أزمة السيولة ، وقال بن دغر حينها ان الحكومة تغلبت على كل الصعوبات التي وضعت امامها بهدف عرقلتها عن طبع العملة .
كان سعر صرف الدولار يومها قد ارتفع من 214 ريالا يمنيا الى 250 ريالا ، ويومها كان الحديث الحكومي عن ان طباعة العملة في روسيا يتم بغطاء من الدولار هو قيمة نفط الضبة الخام الذي باعته الحكومة ، وتعالت التطمينات من ان طباعة العملة لن تؤثر على قيمتها ، الا ان الانخفاض الحاد في سعر العملة لاحقا لم يكن يتوقعه أسوأ المتشائمين .
تجاوز الدولار بعدها باشهر حاجز الثلاثمئة ريال ثم حاجز الاربعمئة وهاهو اليوم يتجاوز حاجز الخمسمئة ريال ولا يعلم احد اين سيستقر به المقام وعلى أي سعر .
 
 
معاناة معيشية
تأثرت أسعار مختلف المواد الغذائية والتموينات بانخفاض سعر الريال كون اغلب التجار يستوردون هذه المواد من الخارج بالدولار ويضطرون لسحب الدولار من السوق لتغطية فاتورة استيرادهم لهذه المواد .
يقول محمد صالح – مواطن في الخمسينات – أن مرتبه لم يعد يفي بثلث احتياجاته واحتياجات اسرته جراء الارتفاع الحاد في اسعار المواد الغذائية .. مشيرا الى ان القيمة الشرائية لراتبه تضاءلت وانخفضت .
يشير محمد الى ان ارتفاع الاسعار شمل مواد الأرز والسكر والدقيق وكل المواد الغذائية والاستهلاكية .
في حين تشكو أم علي – مريضة بالفشل الكلوي – من تضررها من ارتفاع سعر صرف الدولار حيث قامت برحلة علاجية قبل الحرب تطلبت منها ستمئة الف ريال فقط لتغطية ثلاثة الاف دولار ثمن علاجها في الخارج ، لكنها الان صارت مطالبة بتوفير مليون وخمسمئة الف ريال لكي تتمكن من حيازة ثلاثة آلاف دولار .. في حين راتبها الشهري لا يتجاوز الستون الف ريال .
 

محلات الصرافة تغلق أبوابها
أعلنت عدد من شركات الصرافة في عدن اغلاق ابوابها والتوقف عن بيع وشراء العملات نظرا لتدهور الريال اليمني .
وقالت شركة البسيري للصرافة ان تدهور الريال اليمني أمام العملات الأجنبية  أثر بشكل مباشر على أسعار المواد الغذائية وغيرها  .. لافتة الى ان إيقاف شراء وبيع العملات بدا من يوم الثلاثاء 16/01/2018في كافة فروعهم كوقفة ضد ارتفاع أسعار الصرف  .
كما أعلنت شركة العمقي للصرافة توقفها عن شراء وبيع العملات يوم الثلاثاء 16/01/2018في كافة الفروع وذلك وقفة ضد ارتفاع أسعار الصرف  .. داعية بقية الصرافين والتجار بالتوقف وتأييد هذه  الخطوة عسى أن تكون سببا في توقف الارتفاع وتهدئة السوق .
كما أصدرت شركة عدن للصرافة بيانا مماثلا اعلنت فيه توقفها عن شراء وبيع العملات لذات الاسباب .