آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:21 ص

اخبار وتقارير


الاصلاح.. يتغول داخل الشرعية ويهاجمها من الخارج

الثلاثاء - 16 يناير 2018 - 07:13 م بتوقيت عدن

الاصلاح.. يتغول داخل الشرعية ويهاجمها من الخارج

تقرير/ كرم امان

منذ إنطلاق عاصفة الحزم في العام 2015 لدعم الشرعية باليمن ، أبدى حزب الإصلاح موقفاً مترنحاً في تأييد التحالف العربي ، وأمتنع لنحو أسبوعين من إعلان موقفه من ذلك ، قبل أن يصدر بعدها بياناً ركيكاً أيد من خلاله الشرعية وعاصفة الحزم بقيادة المملكة السعودية .
أثار ذلك التململ وقتها شكوكاً في توجه الحزب الذي يعد الجناح السياسي لجماعة الإخوان باليمن ، لاسيما وأن قيادات في الحزب زارت زعيم المتمردين الحوثيين في معقله بصعدة عقب تمكن مليشياته من السيطرة على صنعاء ، ففي الوقت الذي قالت وسائل إعلامهم أن الزيارة كانت في إطار تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول ومعالجات مناسبة للأزمة ، كشفت حينها مصادر إعلامية أخرى عن إتفاق سري أبرم بين الطرفين .
وسعى حزب الإصلاح منذ إعلانه تأييده للشرعية ودول التحالف وإنتقال قياداته الى المملكة السعودية ، الى السيطرة على الحكومة الشرعية والتفرد بالقرار والإستحواذ على المناصب والحقائب الوزارية في الحكومة وإزاحة كافة الأطراف الأخرى منها ، وتدرج في ذلك حتى نجح فعلاً في كسب مناصب عدة لعل أهمها نائب الرئيس فضلاً عن حقائب وزارية عدة تم إختطافها بشكل متدرج حتى تمكن الحزب من إزاحة كافة الأطراف الأخرى والإستئثار بالسلطة.
يقول المحلل السياسي اليمني منصور صالح في حديث خاص لإرم نيوز أن قرار الشرعية بات مصادرا لمصلحة توجهات حزب الاصلاح الذي يستثمر هذه القرارات في اتجاه تعزيز حضوره وسيطرته على الدولة وعلى امكاناتها ومواردها وايضا حتى في اضعاف جهودها في اطار خوض معركة انهاء الانقلاب الى جانب قوات التحالف الداعم للشرعية .

وأضاف أن هناك اختراق وسيطرة ملموسين لقيادات حزب الاصلاح تترجم عبر حزم القرارات المتواصلة التي تصدر عن الرئاسة والتي تعزز وتمكن القيادات المنتمية للحزب في مختلف المجالات واهمها تلك المتعلقة في السلكين الدبلوماسي والعسكري ،وايضا تلك التي تحرص على الدفع بشخصيات مناوئة للتحالف إلى مواقع القرار وفي مواقع سيادية هامة ومنها ماحصل مؤخرا في التعديل الحكومي .


تلكؤ في الحسم

وأظهرت ثلاث سنوات من الحرب تلكؤ واضح لحزب الإصلاح اليمني في حسم المعركة ضد الميليشيات الإنقلابية ، خاصة وأن الجبهات التي يسيطر عليها الحزب في شمال البلاد لم تحقق إي تقدم ملحوظ خلال تلك السنوات ، مقابل إنتصارات وتقدم كبير للقوات الجنوبية التي تمكنت خلال أسبوعين من الوصول الى الأطراف الجنوبية من محافظة الحديدة غربي اليمن .

ويعزو محللون سياسيون ذلك بعدم جدية حزب الإصلاح في حسم الحرب ، بينما ذهب أخرون الى إتهام الحزب بالتواطؤ مع الحوثيين بمباركة قطرية .

ويرى منصور صالح أن قيادات الاصلاح ومنذ الايام الاولى للحرب كانت تعمل في اتجاه الحفاظ على قواتها ولم تدفع بها الى جبهات القتال بل حرصت على بناء جيش ذي ولاء حزبي خاص بالاصلاح في محافظة مأرب ومحافظة اخرى يصل تعداده اليوم الى نحو 420 الف مقاتل.

ويشير أن الحزب يبدو بأنه يستعد لمعركة قادمة في فترة مابعد حسم المعركة الحالية وعودة الشرعية إلى صنعاء ،ناهيك عن استثمار قيادة اخرى في حزب الاصلاح عسكرية واخرى سياسية وفي المقاومة الى استثمار هذه الحرب بهدف الاثراء وكنز الاموال وتحويلها للخارج للاستثمار في مشاريع خاصة .

ويقول المحلل السياسي اليمني صلاح السقلدي في حديث خص به إرم نيوز أن حزب الإصلاح الذي ما زال الجناح السياسي لجماعة الإخوان رغم إعلانه فك إرتباطه بهم ، بعد أن تخلى عن قرار التصدي العسكري للحوثيين وهم يكتسحون معاقله في الشمال في 2014م تحت شعار:" لن ننجر " الذي اطلقه رئيس الحزب حينها ,كان يعتقد أن المسألة مجرد نزهه عابرة يمكن من خلالها ضرب الحوثيين بغيرهم من خصوم الحزب بمن فيها الرئاسة حينها يطلع هو لقطف الثمار, قبل أن يكتشف أنه وقع بورطة تاريخية.

وأضاف : "أن حزب الإصلاح يحاول اليوم ليس فقط الخروج من الحرب باقل خسائر من خلال مماطلة وتسويف العمليات العسكرية ضد الحوثيين بل ان يستغل هذه الحرب ليسمّــن من عضلاته العسكرية والحزبية من خلال تكديس الاسلحة بمختلف انواعها, وتخزين أكبر رصيد من الاموال التي تأتيه من التحالف ومن قطر لقادم الأيام والأعوام" .

موضحاً أن الإصلاح يحاول استغباء التحالف أو هكذا يعتقد, دون أن يعلم انه سيقع في ذات الشِــرك الذي وقع فيه بالماضي, فالتحالف يعلم مكائد الاصلاح من علمه بمكائد حركة الاخوان وحيلها.

وتسائل السقلدي الى متى سيظل التحالف يحتمل كل هذه الخفة بالأساليب المخادعة وكل هذه الفهلوة الإخوانية الاصلاحية ؟,خصوصا وهو يحاول تجيير الشرعية وامكانياتها لمصلحته الحزبية البحتة؟!



إفشال التحالف

وتشن وسائل إعلام حزب الإصلاح الإخواني حملات إعلامية مستمرة ضد دول التحالف العربي ، ويسعى بجهد حثيث الى إفشال دور التحالف باليمن من خلال أخباره وتقاريره وتصريحات مسؤوليه وقياداته ، بل وتعدى ذلك الى تزوير وتزييف المعلومات والتقارير الحقوقية المغلوطة لتشويه دول التحالف ودورها باليمن .

ويؤكد المحلل السياسي منصور صالح أن قرار حزب الإصلاح اليمني مرتهن للارادة القطرية وللاسف ينجح في تمريرها على الشرعية مايتسبب بالاضرار في جهود التحالف يترافق ذلك مع حملات اعلامية واسعة تمولها قطر لاستهداف جهود التحالف وتشويها في محاولة خلق رأي عام محلي ودولي مناوىء للتحالف .

ويضيف أن شخصيات حقوقية اصلاحية إجتهدت للعمل عبر منظمات حقوقية في اتجاه رفع تقارير حقوقية مغلوطة اساءت إلى جهود التحالف واتهمته بارتكاب تجاوزات او ما اسمته تلك المنظمات بالسجون السرية وهو أمر تنفيه الوقائع.


توزيع أدوار

ويرى الأكاديمي والباحث السياسي اليمني الدكتور حسين لقور أن جماعة الاخوان في اليمن إستطاعت من توزيع ادوارها حسب ما تقتضيه اهدافها ، فهناك من ينخر الشرعية من داخلها و هناك من يهاجمها من الخارج ، كما هو الحال مع التحالف فجماعة من الحزب تستفيد من موارد التحالف و أخرى تستثمره و تهاجم التحالف من خلال منابرها الاعلامية و فبركة تقارير عن حقوق الانسان و انتهاكها من قبل التحالف بهدف منع التحالف من تحقيق اهدافه في هذه الحرب.

وحول أداء الشرعية يقول لقور في حديث خاص لإرم نيوز أن المراقب لعمل الشرعية منذ انطلاق عاصفة الحزم في 2015 م يستطيع ان يلحظ الأداء الضعيف سياسيا و دبلوماسيا و عسكريا منذ بدء الحرب و لحظنا أيضا في الاسابيع الأولى ضعف بل و فوضى ادارة المساعدات الانسانية التي كانت تصل في بداية الحرب .

لكنه يرى أن أداء الشرعية قد انتكس اكثر بعد ان تم جلب حكومة بن دغر و تعيين علي محسن نائبا للرئيس و هو الذي مكن جماعة الاخوان المسلمين من احكام قبضتها على قرار الرئاسة و كذلك مجمل العمل الحكومي و الذي رافقه الفشل في كل المستويات سواء في الجبهات العسكرية خصوصا تلك التي تسيطر عليها جماعة الاخوان او تتحكم فيها.

وأضاف لقور : "ها نحن ندخل على مشارف نهاية سنة ثالثة حرب و هذه الجبهات تراوح مكانها ليس ضعف في التسليح و لا الامكانيات و لكن قرار هذه الوحدات تتحكم جماعة الاخوان بمشروعها العابر للحدود. لكن ما يؤسف له حقيقة أنه بعد انكشاف خداع هذه الجماعة من الايام الأولى للحرب ظل التحالف معلقا امالاً عليها في ان تنحاز لمواجهة حقيقية مع الحوثي و هو الامر لم يحتاج إلى عبقرية لاكتشافه" .


حملة ضد المؤتمر

ومنذ مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وفرار معظم أفراد عائلته وقيادات حزب المؤتمر من صنعاء ، شنت وسائل إعلام حزب الإصلاح اليمني حملات إعلامية ممنهجة ضد عائلة صالح وقيادات حزبه ، وهدفت الحملة الى التشكيك في أبناء وأقارب صالح العسكريين لاسيما نجله الأكبر أحمد ونجل شقيقه طارق ، فضلاً عن محاولاتها إجهاض أي محاولة للملمة صفوف الحزب وقياداته العسكرية وتصالحها مع بقية الفرقاء والأطراف اليمنية في سبيل قطع الطريق أمام أي تحالف وطني مع التحالف العربي قد يؤثر على حضورها السياسي والحزبي مستقبلاً .


وبهذا الشأن يقول المحلل السياسي صلاح السقلدي أن حزب الإصلاح يسعى منذ مقتل صالح الى اختطاف حزب المؤتمر لتدجينه تحت عباءته ، وكل من يعترض على ذلك يتلقى سهام التخوين ورماح التشكيك بالوطنية بل ويرفع بعض رموزه الدينيين سلاح الدين والعقيدة بوجه كل من يطالب بوقف هذا العبث.

فيما يقول منصور صالح أن حزب الإصلاح يشعر بالقلق من اعادة انتاج حزب صالح خشية ان يكون هذا الحزب حليف بديل للتحالف وللمجتمع الدولي في مواجهة المليشيات الإيرانية ، كما ان الاصلاح يسعى للانقضاض على أي نصر قد يتحقق للتحالف والشرعية في الشمال تماما كما يحاول ذلك باستماته للالتفاف على الانتصارات المحققة جنوبا.

لكن الباحث والمحلل السياسي حسين لقور يرى بأن طارق صالح ليس حليفا للجنوب حتى يدق حزب الاصلاح اسفينا بين الطرفين ، مشيراً أن طارق حاجة للتحالف لايجاد قوة يمنية (شمالية) أخرى بعد ان ادركوا ان قوات جماعة الاصلاح في مأرب ليست في وارد الذهاب لقتال الحوثي و الصراع بينهم لا دخل للجنوب فيه.

وبشأن الحملات التي تطالب بإخراج طارق من عدن وبقية المحافظات المحررة ، قال لقور أنه إذا كان طارق اعترف بالشرعية لما سمعنا هذه الحملات الاعلامية و لكان مثل باقي ايتام علي صالح مثل بن دغر و الحذيفي و الهتار و غيرهم الذين يعيشون في معاشيق" .

ووجه حديثه في الختام الى دول التحالف العربي بالقول : "على التحالف ان يعي امرا مهما و هو ان لا حلفاء له الا في الجنوب و اذا شاب هذه العلاقة اي سوء فهم فانها ستكون كارثة على الطرفين و بالتالي عليهم ان يضعوا معايير واضحة لهذه العلاقة حتى لا تحصل الخسارة " .