آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 09:01 ص

اخبار عدن


علاقات الاخاء بين الامارات والجنوب ليست وليدة الساعة

الجمعة - 16 فبراير 2018 - 06:30 م بتوقيت عدن

علاقات الاخاء بين الامارات والجنوب ليست وليدة الساعة

كتب / رئيس التحرير

يخطئ من يعتقد ان علاقة الجنوب او لنقل جمهورية اليمن الجنوبية والديمقراطية الشعبية بدولة الامارات العربية المتحدة قد بدأت مع انطلاقة عاصفة الحزم 2015 .. ومن الأهمية بمكان التذكير للمرة الثانية والثالثة والعاشرة ان الشيخ الجليل والقائد العربي زايد بن سلطان رحمه الله وطيب ثراه كان شغوفا بزيارة عدن قبل ان يتولى قيادة البلاد وتجول فيها وارتبط بصداقات مع أهلها ومنها تلك الواقعة سجلت لدى زيارته للعاصمة عدن في العام 1975 عندما اوقف موكبه في شارع أروى بكريتر لزيارة صديق له يملك ورشة صغيرة على مقربة من السينما الاهلية ورتبت بعثة الشرف المرافقة له وأمنت لقاءه بصديقه عبداللطيف ورواها لصحيفة الايام شخصيا وبعض الهدايا التذكارية التي أهداه.

 ان الامارات دولة وحكومة وشعبا كانت ومازالت ملاذا كبيرا للمئات من الكوادر العلمية والادارية والسياسية في مختلف دورات الصراع السياسي في الجنوب وفي اليمن برمتها .. حيث فتحت الامارات ابوابها للكوادر المتخصصة بعضها ممن شملهم القرار السيئ الصيت في مارس ١٩٦٨ بإقالة كبار موظفي الجهاز الحكومي والمصرفي الذين عملوا في عهد الادارة البريطانية ممن كان يشهد لهم بالكفاءة والنزاهة والاقتدار في ادارة شئون الدولة وحطوا رحالهم في الكويت ثم انتقلوا الى الامارات العربية المتحدة ولحقتهم دفع اخرى بعد قرار تأميم المرتفعات الاقتصادية والمالية في عدن في عام ١٩٧٢ الذين أخذوا طريقهم الى مصالح ودوائر واجهزة الدولة الاماراتية الوليدة التي منحت الثقة لهم والملاذ الآمن والأمان والارض والعيش الكريم زد على ذلك تعليم وتأهيل ابنائهم وبناتهم داخل أراضي الدولة وخارجها ومنحهم كل التسهيلات والامتيازات مثلهم مثل مواطني الدولة .

وعندما نزح كبار قادة الحزب الاشتراكي اليمني وبعض اعضاء مكتبه السياسي ولجنته المركزية والقيادات العسكرية وعلى رأسها اللواء هيثم قاسم طاهر وصف طويل من الضباط عدن في عام 1994 الى الإمارات بعد اجتياح القوات الشمالية الجنوب اعتبر الشيخ الحكيم رئيس الدولة زايد بن سلطان رحمه الله وطيب ثراه كل من نزحوا الى بلاده ابناءه واخوته واسرهم في بلدهم الثاني ومنحهم الاقامة الدائمة فيها .. وهنا يتذكر القيادي الاشتراكي انيس حسن يحي ان الرئيس علي عبدالله صالح طلب من الشيخ زايد عودة كل القيادات الى صنعاء فقال له -بحسب انيس-  الشيخ زايد : ان رغبوا في العودة فهذا قرار ملكهم وهم في وطنهم الثاني .

ان دولة الامارات العربية المتحدة التي تقف اليوم الى جانب شعبنا في الجنوب ومازالت لمحو آثار الاجتياح والعدوان وإعادة بناء وتأهيل بنيته التحتية بعد ان وهبت النفيس الغالي من ابنائها لتحريره واختلاط دمهم بدماء ابناء الجنوب انما هو تجسيد حقيقي للعلاقة الازلية بين الشعبين منذ القدم وتمضي اليوم قدما نحو مستقبل يرتضيه ابناء الجنوب ويلبي طموحاته وبناء دولته .