آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

اخبار عدن


هل ينجح غريفيث في تحريك جمود السلام في اليمن؟( تحليل خاص)

السبت - 17 فبراير 2018 - 10:55 م بتوقيت عدن

هل ينجح غريفيث في تحريك جمود السلام في اليمن؟( تحليل خاص)

كتب/ وائل القباطي

بعد ٣ اعوام من الفشل الأممي في تحقيق أي اختراق في جدار ممانعة مليشيا الحوثي الإيرانية للتواصل الى اتفاق سلام في اليمن، عينت الأمم المتحدة البريطاني مارتن غريفيث مبعوثا جديدا في محاولة لتحريك جمود هذا الملف.
يأتي غريفيث الى اليمن، عقب طلب سلفه الموريتاني ولد الشيخ احمد الذي اعلن في وقت سابق نيته التنحي، عقب اتساع دائرة الاتهامات حوله، وفشله في إحراز أي تقدم يذكر في المحادثات اليمنية، التي دخلت مارثون طويل بدءا من جنيف1 ومرورا بجنيف2 الى الكويت، التي أعقبتها عدة زيارات مكوكية بين صنعاء وعدن والرياض ومسقط وابوظبي.
ويحظى المبعوث الجديد بدعم بريطاني، عبر عنه بيان وزير الخارجية وريس جونسون في بيان نشره موقع الوزارة الخارجية على شبكة الإنترنت، الذي رحب بتعيين غريفيث، مؤكدا انه يمتلك ثروة من الخبرة، خلال توليه مواقع رفيعه في الأمم المتحدة، كما أنه خبير رئيسي في الوساطة الدولية وحل النزاعات، مشددا على أن بلاده في مقدمة الدولة التي تبذل جهود للمساعدة في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في اليمن، مشددا على أنه ليس هناك من حل للأزمة في اليمن إلا بتسوية سياسية شاملة.
الوضع اليمني اليوم أكثر تعقيدا منه خلال فترة ولد الشيخ، فشمالا مليشيا الحوثي تبذل مساعي لإقصاء القيادات المؤتمرية المواليه للرئيس الراحل علي صالح، الذي قتلته المليشيا عقب اعلانه فض الشراكة معها ودعوته الى قتالها، حيث تسعى الى تعيين مواليين لها في قيادة وفد حزب المؤتمر الذي يشارك في المفاوضات مناصفة معها.
وجنوبا.. غادر رئيس الحكومة أحمد بن دغر، العاصمة المؤقتة عدن إلى الرياض بناءً على طلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي؛ وهذه أول مرة يغادر فيها بن دغر عدن عقب عودة الهدوء والاستقرار إلى المدينة بعد المواجهات الدامية التي اندلعت أواخر الشهر الماضي بين القوات الموالية للحكومة وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي، قبل تدخل التحالف العربي لوقف الصدام المسلح وإعادة الاستقرار والهدوء إلى المدينة.
ومؤخرا عقب الاحداث التقى ولد الشيخ وفد من الانتقالي الجنوبي بقيادة الزبيدي، حيث يؤكد محللون سياسيون ان المجتمع الدولي بات مدرك أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الممثل السياسي للجنوب ويجب ان يكون شريك لا ينبغي تجاوزه في اي عملية تسوية قادمة.
وتزامن تعيين غريفيث مستجدات ميدانية متسارعة على الارض، حيث تحرز القوات الموالية للشرعية تقدّما كبيرا في تحرير المناطق من ميليشيا الحوثي، ناهيك عن حالة الانهيار في صفوف المليشيا الحوثية، واقتراب قوات المقاومة الجنوبية والتهامية من ميناء الحديدة الاستراتيجي، اخر المنافذ البحرية للمليشيا والتي تستخدمها لتهريب السلاح، وتجني ايرادات ضخمة من الجمارك على السلع والوقود الذي يتم تفريغه في الميناء.
ما يبعث على التفاؤل في تعيين المبعوث الأممي الجديد هو السجل الحافل الذي يملكه الرجل في مجال الدبلوماسية وعقد الحوارات بين الأطراف المتنازعة، بصفته أول مدير تنفيذي للمعهد الأوروبي للسلام، كما شغل منصب المدير المؤسس لمركز الحوار الإنساني في جنيف، الذي عمل على تطوير الحوار السياسي بين الحكومات والمتمردين في مجموعة من بلدان العالم الثالث، كما أن لغريفيث خبرة واسعة في مجال حل النزاعات والتفاوض وعقد الحوارات، إلى جانب عمله في فترة سابقة في واحد من أكثر الملفات العربية سخونة وتعقيداً، حيث عمل في مكاتب مبعوثي الأمم المتحدة في سوريا، كمستشار للوساطة لكوفي عنان ونائب رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا.