آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 08:38 م

ثقافة وأدب


قصة قصيرة.. في محراب الاميرة

الإثنين - 10 سبتمبر 2018 - 10:58 م بتوقيت عدن

قصة قصيرة.. في محراب الاميرة

شمس الدين البكيلي

الصيف الحار اشعل حرارة حبنا .. في ليلة مقمرة كانت الأجمل من أخواتها السابقات .. حيث كنا تحت سماء مبتسمة .. وعلى ارض يداعب جسدها البحر ذو الأمواج المتراخية .. الليلة المقمرة أضاءت روحينا .. وكشفت جمال السموات والبحر.. بهدوء الأفق وجلالة .. النسمات الخفيفة القادمةمن اتجاه الشمال الخليجي
.. كانت قد نثرت أحلامنا .. وايقظت فينا
أحاسيس الحب الجارف بكل تناقضاتة
.. وفي الاتجاه المعاكس كانت اميرة الحوريات واقفة تراقب من بعيد كل ماكان يدور من حولنا .. وقلبها يخفق بشدة .. وفي عينيها حسرة من شدة الوجد والهيام
في هذه الحياة المثخنه بجروح لا تكاد تخفيها .. حتى تكشفها دموعها الدافئة المنسابة على وجنتيها الورديتين .. فتلامس
شفتيها الجميلتين .. لتقبلهما بكل رقة ، وعطف ، وحنان وخشوع .. نظرت الى عينيّ فوجدت بريقا دافئً .. أعاد لها الطمأنينة .. تملكها الرضاء .. فقالت بعتاب ابتغية ..
لاتدع في مهجتي اي دمع
فالليالي مقمرات
والغناء .. أنعش وعدي
وسقاني من لياليك مداماً
وانتشى فرحي ووجدي
قلت وقد أجبت بلا ثواني .. ياميرة الحب ..
حزن العيون باين
والدمع في خدك
يروي رموش العين
يسكب على وردك
ورد الخدود الحمر
والمسك في خدك
ينثر عبير الحب
وينام على نهدك

قالت وقد مزق الأعطاف حزنها .. ياحبيبي
نيران الحب في قلبي
تشتعل حريقا ولا ادري
وعيون تفيض من الدمع
الحب أقوى من الغدر
الحب شعاع من نور
إحساس يطفو على النهر
وربيع يزهو بحلته
مبتسماً أندى من العطري
أهواك حبيبي ياحبيبي
كلمات ارق من الشعر
فانا منهمكة لا أقوى
لا اعرف شيئا من امري
- يا اميرة الحب .. دعي الشوق يطري في سمائي والخيال يرسم طيفاً في ليل سهدي .. فدموع الليالي المقمرات أحرقت فرحي ووجدي .. فدعينا نحلق مع النجوم
ونغني مع البلبل والشحرور .. دعينا نتراشف الرضاب الشهي الندي ونستسمح الشعراء ان نعشق في قصائدهم القوافي .. وندع الحب يشفي الجراح .. وعندها انهمرت دموعها الدافئة على وجنتيها التي حاولت ان تخفي بها حزنها .. ومرارت الحياة .. وبصوت حزين وحنون قالت وهي لاتكاد تسمع صوتها:
.. ياريتك تبقى جنبي .. تحتضن عطفي وحناني .. وتقترب مني اكثر .. انت يا أحلى الاغاني :
قلت اذا :
أعطني شفتيك أقبلها
اعتصرشهدا ورديا
فاذوب حبا وحنينا في
انهار عينيك العسلية
وشعرٌ يخفي ملامحنا
كخيول الشمس السحرية
وشفاة عطشى دافئة
تقبل خديك الوردية
وحرارة عاطفتي المجنونة
تحرق أيامي المنسية
وعيون شبه ناعسة
تكسوها ألوان خمرية
شفتاي تداعب تاجيها
فنذوب وننصهر سويا
أحسست بدفئ يخدرني
فغفوت كنسمة شتوية
عبرات تملئ عينيها
تنساب تقبل شفتيها
فعببت من فمها شهدا
اغرفه من دررٍ قمرية
وعندها بكت بصمت .. وأكملت قصة قدرين وحب عظيم .. واردفت قائلة :-
ياحبيبي ...
امسح الدمع وخذني
يحترق في الحضن وجدي
واحتويني..
لسماء عيدي وسعدي..