آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 04:29 ص

ثقافة وأدب


عدن تنتصر للثقافة والفن والانفتاح رغم إرهاب الإصلاح والقاعدة

الإثنين - 24 سبتمبر 2018 - 11:20 ص بتوقيت عدن

عدن تنتصر للثقافة والفن والانفتاح رغم إرهاب الإصلاح والقاعدة

عدن تايم - 24 :

أعاد الفيلم العدني "10 أيام قبل الزفة"، إلى الأذهان الحرب الدينية التي شنها تنظيم إخوان اليمن الارهابي على مدينة عدن التي عرفت المسرح قبل نحو قرن من الزمان، حظرت بعدها المسارح ودور السينما التي أغلقت منذ ذلك التاريخ إلى اليوم.
وشهدت مدينة عدن التي كانت عاصمة لليمن الجنوبي قبل الوحدة مع الشمال في مايو (أيار) 1990، أول عرض مسرحي في 1917، حيث تستعد المدينة للاحتفال بالذكرى الـ101 لتأسيس المسرح في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وتعد عدن أول مدينة في الجزيرة العربية تحتضن عرضاً مسرحياً، في 15 ديسمبر (كانون الأول) 1917، بعنوان "القط والفأر"، وكان من تأليف الروائي الهندي "دماندرهم".
وشهد المسرح في عدن منذ ذلك التاريخ تطوراً كبيراً، استمر حتى صيف 1994، حين تعرضت المدينة لحرب شنها تحالف نظام صالح والإخوان المسلمين وانتهت الحرب بتحريم الإخوان للفنون  بأنواعها، وأغلقت المسارح ودور السينما في المدينة.
ويقول مهتمون إن "المسارح في عدن، هيمنت عليها قوىً سياسية ودينية، فحرم الإخوان المسلمين وعناصر من تنظيم القاعدة الذين شاركوا في الحرب الى جانب نظام صنعاء حينها عملها ونشاطها".
واغلقت جميع دور السينما والمسارح وحُرّم الاقتراب منها.
تحدٍ
وتحدى فنانون شباب من عدن الأوضاع والحرب الدائرة في البلاد بعد الانقلاب، بإنتاج أول فيلم جماهيري في اليمن، في أول عمل أعاد للمدينة عراقتها لينتصر على من حاربوا الفن خلال ربع قرن. 
وقال السيناريست مروان علي مفرق، مساعد مخرج فيلم 10 أيام قبل الزفة: "اخترنا صالات أفراح لعرض الفيلم بدل دور السينما المغلقة منذ 25 عاماً".
وأوضح مفرق في حديث خاص لـ24، أن" فكرة فيلم 10 أيام قبل الزفة، كانت مسلسلاً  في البداية بعنوان 30 يوم قبل الزفة، بدأنا العمل عليه في 2014 قبل توقفه بسبب تفاصيل فنية، وأيضاً اندلاع الحرب التي شُنت على عدن، ولكن بعد عام من تحرير المدينة عدنا للعمل عليه، وقررنا إنجاز فيلم انطلاقاً من فكرة المسلسل".
صناعة السينما
وعن صناعة السينما وإعادة الروح لمدينة عدن، قال السيناريست مروان مفرق: "صناعة السينما تحتاج وقتاً، لأن الصناعة تحتاج سوقاً، وفي غياب شركة إنتاج، ودور عرض، فإن ذلك يُشبه الحفر في الصخر، ولكن المهم إقبال الجمهور على الفيلم، بعد تدفق مئات المشاهدين لمتابعة الفيلم، أكثر من 1200 مشاهد يومياً، ما يعني أن الجمهور يُقبل على الأفلام وأن المدينة مفتوحة على السينما".
وقال مشاهدون للفيلم إنه أظهر "مدينة عدن تنتصر على الإرهاب والعنف وتقدم نفسها مدينةً مدنيةً ترفض كل أشكال العنف ومحبة للسلام والتعايش".
ومع انطلاق أول فيلم سينمائي جماهيري، بات سكان عدن يشعرون بنشوة الانتصار بعد حرب سلطت على المدينة التي عرفت بتنوعها الثقافي، وعراقتها المسرحية والفنية، يكشفها عدد النجوم من أبنائها في السابق مثل الموسيقي أحمد بن أحمد قاسم الذي لعب دور البطولة في أول فيلم سينمائي يمني جنوبي، ظهر في القاهرة عام 1963، بعنوان "حبي في القاهرة"، وأغنيته الشهيرة "مش مصدق إنه إنته جنبي".