آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 10:50 م

ثقافة وأدب


شاعر الغزل صالح نصيب في منتدى (فانوسة)

الجمعة - 09 نوفمبر 2018 - 03:52 م بتوقيت عدن

شاعر الغزل صالح نصيب في منتدى (فانوسة)

عياش علي محمد

الشاعرة الجميلة صفية علي فانوس ولقبها (فانوسة) فتحت في دارها بالشيخ عثمان (منتدى أدبي ) على غرار منتدى (مي زيادة) بالقاهرة (جمهورية مصر العربية) يؤمه أرقى الشعار والأدباء في عدن ويحضر هذا المنتدى أيضا كبار الأمراء والتجار يتبارون حول نتائج قرائحهم الشعرية ويتنافسون حول من يكسب أذواق الجمهور ويحتل الصدارة.
ذات يوم طلبت السيدة الفاضلة (فانوسه) حضور شاعر الغزل اللحجي الأستاذ صالح نصيب لتعرض عليه بعض من أشعارها الأدبية وكانت (فانوسة) اشد المعجبات باللون الغزلي الذي كان يمثله الأستاذ صالح نصيب كما كانت تحب صوت الفنان الكبير عبد الكريم توفيق الذي غنى لها واحدة من قصائدها الفنائية بعنوان (تحدى الحب يا ويله).
ذهب الفنان محمود علي السلامي لينقل طلب فانوسة للشاعر صالح نصيب الذي كان يعمل مدرسا في مدرسة بلقيس الأهلية واستجاب صالح نصيب لهذا الطلب ورافقه السلامي إلى دار الشاعرة (فانوسة).
وبعد استئذانهما بالدخول وجد صالح نصيب الشاعرة فانوسة تمارس هوايتها في السباحة .. وانتظر ومعه الشغالة الحبشية حتى تنتهي فانوسة من سباحتها المعتادة.

واستقبلت فانوسة صالح نصيب استقبالا طيبا وأكرمت ضيافته بتقديم الأكل الفاخر والمقيل الحسن حيث عرضت عليه وقت المقيل عدد من قصائدها الشعرية واستحسنها في منطقتها وبلاغتها وحسن وصفها ونقلاتها الشعرية.
لكن ما لفت انتباه الشاعر صالح نصيب ذلك الجمال الأخاذ الذي وصفها في أحدى أبياته الشعرية بأنه حسن جميل وفاتن وان مثله قليل يحوز هذه المحاسن.
ولما طلبت فانوسة من الشاعر صالح نصيب بالمبيت في دارها لان الساعة قد وصلت إلى منتصف الليل رفض صالح نصيب وقال انه لا ينام الأعلى (السلقه) واللحاف.
فشغلت فانوسة سيارتها (الفاكسواجن) ومعها خادمتها وقامتا بتوصيل الشاعر نصيب إلى داره في حوطه لحج وعندما نزل نصيب في سيارتها ناولته فانوسة (1000شلن) جنوبي وقالت له أثناء مغادرتها قول في قصيدة وا مخفي بعض من أبياتك الغزلية.
تقلب نصيب في فراشه (اسلقوي ) ووسادته من أشجار (الرأ) وحاول أن يطلع بأول بيت شعري لهذه (الغادة) الجميلة فلم يطلع بشيء حتى جاءه أذان الفجر الأول يقول (الله اكبر.. الله اكبر) من المسجد القريب من داره فطلع عليه أول مطلع شعري للقصيدة(أخاف) والخوف منك أخاف منك عليك.

وفي اليوم التالي أكمل القصيدة ولم يسلمها للسيدة الفاضلة (فانوسه) إلا بعد أن لحنها الأستاذ فضل محمد اللحجي وغناها الفنان عبد الكريم توفيق .. وعندما سمعتها نالت إعجابها بل ونالت إعجاب الجميع..

كان خوف (نصيب) أن جمال هذه السيدة سيذوي عندما (يحين خريف العمر) وهذه القصيدة التي بعنوان (أخاف) 
أخاف والخوف منك 
أخاف منك عليك
أخاف يغريك حسنك
تحسب انك مليك
..........................
على ذوات الحسن ربات الخصال
أو انته معبود عشق الجمال
..............................
صحيح انك جميل 
حالي جمالك وفاتن 
وان مثلك قليل
يحوز هذه المحاسن
....................................
انته من جيدك صنع جيد الغزال 
انته من لحنك تقاطيع الهزار
والمها عيناه من بعض عينيك
........................
مادام زي كساك هذي الصفات الجميلة
وفضلك عن سواك ، أرعى لربي جميله
أرعاه في العاشقين 
الذي سحرهم جمالك 
واللا من الصابرين اللي مناهم وصالك
ارحم قلوبا ذوبتها مقلتيك
.......................
انته مهما كان حسنك يا ظلوم 
شوق هذا الحسن حالي في ربيعه 
إنما لابد ما يظهر قبيحه 
يوم يبلغ خريف العمر فيك 
أخاف
...........
ومن ناحية أخرى!
كانت السيدة فانوسة  في أوقات (الكرفيو) وتعني ممنوع التجول في عدن كانت تخرج الوسائد والفرشان والعشاء لأي شخص تعثرت به السبل فيأتي إلى أمام فنزل فانوسة ليجد العشاء والفراش (وطنية) صدرت من شاعره وأديبه ليس لها فقط حس جمالي بل أيضا حس وطني.. يعتز بها تاريخها..

لقد كان منتدى فانوسة الأدبي أول منتدى على خارطة شبه الجزيرة وكانت هذه (اللحجية) السباقة في توسع الأدب الشعري وانتشار على مستوى البلاد وخارجها.