آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 01:02 ص

اخبار وتقارير


تقرير خاص- توقيت اتساع الانشقاقات #الحـوثية وعلاقتها بالجنوب

الإثنين - 19 نوفمبر 2018 - 05:35 م بتوقيت عدن

تقرير خاص- توقيت اتساع الانشقاقات #الحـوثية وعلاقتها بالجنوب

أتى انشقاق وزير إعلام مليشيات الحوثي ، مطلع الأسبوع الجاري ، ليصعد من عمليات الانشقاق ويثيرها بين الأطراف ، وعلى الرغم من ان حادثة رشقه بالحذاء خلال المؤتمر الصحفي قد نالت  الاهتمام الأكبر وكشفت عن فشل الأطراف في التسويق لها وتوظيفها ، إلى أن عمليات الانشقاق عادة للواجهة.
ويرجع سياسيون وكتاب واعلاميون أسباب تصاعد الانشقاقات إلى خلافات تنشب بينهم وبين المليشيات ،ولم تكن ذات دافع أخلاقي سيما وهم لم ينشقوا من سابق ، في حين كشف تحليل سياسي ركز على قراءة ما وراء انشقاق وزير إعلام الحوثيين أن تصاعد الانشقاقات يرجح وجود عن قنوات تواصل بين مليشيات الحوثي والشرعية ، بهدف اقصاء الجنوب ومجلسه الانتقالي.
وانتقدوا سلوك الشرعية المتمثل باستقبال ورعاية المنشقين في حين تتجاهل الأبطال اللذين يضحون في ميادين الشرف والبطولة ، وطالبوا بوضع  رأي قانوني يوضح وضعية المنشقين عن مليشيات الحوثي ، حيث أن الجرائم بحق الشعب والاقليم جراء حرب مليشيات الحوثي لا تسقط دون محاكمة.

تصاعد الانشقاقات

مع تصاعد اعدادهم باتت عدن محطة ترانزيت للمنشقين من مليشيات الحوثي ، واللذين يصلوا إليها قبل أن يتجهوا عبر حضرموت الى الرياض وعواصم عربية واوروبية.
رئيس مركز القيادة والسيطرة للقوات البحرية والدفاع الساحلي في محافظة الحديدة ،العقيد الركن /بهيجي الرمادي ، كان ثاني المنشقين تصريح حسب المستشار بسفارة اليمن في القاهرة ابراهيم الجهمي.
ويعد العقيد الرمادي المنشق الثاني خلال ال24 ساعة من يوم الأحد مطلع الأسبوع الجاري ، حيث سبق إنشقاق وزير الاعلام عبدالسلام جابر في حكومة الانقلابيين وغادر إلى العاصمة السعودية الرياض.
وتصاعدت مؤخراً الانشقاقات في صفوف مليشيات الحوثيين على مستوى وزراء وقادة عسكريين ومشائخ قبائل ، بالتزامن مع انهيارات وهزائم  وخسائر للمليشيات في جبهات القتال سيما جبهات الساحل الغربي.


أسباب الانشقاقات 


واعتبرت الإعلامية السعودية سكينة المشيخص أن المنشقين عن جماعة الحوثي ليسوا اخلاقيين كونهم انشقوا بسبب خلافات نشأت بينهم.
وقالت : "المنشقين عن جماعة الحوثي ليسوا اخلاقيين و لا اعلم سبب الاحتفاء بهم !
واضافت : "انشقوا بسبب خلافات نشأت بينهم و المفترض أن يعاملوا كمجرمي حرب و ليسوا ابطال
لو لم تنشئ بينهم و بين الحوثيين خلافات لما زالوا في صفوفهم ، الأخلاقيين هم الذين انشقوا من بداية الحرب و رفضوا الانضمام".


نحن نشيع الشهداء والشرعية تستقبل المنشقين


رئيس تحرير عدن تايم عيدروس باحشوان علق على عمليات الانشقاق لمسؤولين حوثيين واستقبال الشرعية لهم ، منتقدا سلوك الشرعية في تهافتها على المنشقين ورعايتها لهم في الوقت الذي تهمل وتتجاهل رعاية من يحضروا في مياديين الشرف والبطولة.
وقال : نحن نشيع جثامين الشهداء التي ارتقت في ميادين الشرف والرجولة وننشر الواحد تلو الآخر والشرعية فرحة باستقبال ورعاية المنشقين بدلا من رعاية اسر شهداء وجرحى الجبهات.


المصيبة

وفي تعليقه على الانشقاقات قال الإعلامي عادل اليافعي : "بعد أربع سنوات من الحرب الطاحنة وخسارة مئات الآلاف من القتلى والجرحى،إما والشرعية تصدر قرار الى تاريخ معين لا يزيد عن شهر يمهل الحوثة بالتوبة والعودة عن خيانتهم أو من تأخر فمحاكم الشعب والمصير الأسود في إنتظارهم وكفاكم تدليع وملاس وعاطفة تجاه هؤلاء الفاشيين!".
مضيفاً : "والمصيبة أن كل القيادات الحوثية القاتلة المجرمة الخائنة لله والوطن والشعب سيدخلون بالشرعية بمساعدة أخوانهم وعيال عمهم وخالهم وأولادهم وسنراهم غدا في سدة حكم البلاد يقررون مصير الشعب ويهينون كرامته فمازالت بذرة الشر الإيرانية كامنة بصدورهم ! الله يعين الشمال!".


وضع قانوني للمنشقين


المحلل السياسي والعسكري هاني مسهور دعا الي إيجاد وضع قانوني للمنشقين من الحوثيين ، منتقدا من يحتفلون بالمنشقين ، وقال مسهور : " الى الذين يحتفلون بالمنشقين عن الحوثي احترموا امهات ثكلى وشهداء قتلوا وايتام ضاعوا وبيوت تهدمت وبطون نامت جائعة واطفال ماتوا ولم يجدوا حليبا وشباب تقطعت بهم السبل ، حاكموا المنشقين ففي السماء رب عظيم هو احق بكل الذين ظلموا على يد المجرمين".
واضاف : "‏مطلوب رأي قانوني يوضح وضعية المنشقين عن مليشيات الحوثي فلا يمكن اسقاط الجرائم التي وقعت على الشعب اليمني والاقليم بدون محاكمة عادلة".


الانشقاقات وتوقيتها

ويرى سياسيون أن توقيت تصاعد الانشقاقات في صفوف مليشيات الحوثي هي تاكيد على تصدع المليشيات وأنها باتت تحتضر وعلى وشك الإنهيار.
‏وفي هذا الصدد يقول عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة : " مهما كانت وجهات النظر حول فرار وزير أعلام الانقلابيين عبدالسلام جابر ، الا انه مؤشر كبير على انهيار وشيك لمنظومة الحوثيين السياسية ، متاكد ان جنوبيين مثل أحمد القنع وباقزقوز واخرين يبحثون عن فرصة للفرار من صنعاء والعودة إلى اهلهم وإعلان التوبة ، الحوثي يحتضر".
من جانبه قال هاني مسهور : "حالة التصدع التي تشهدها الكتلة الحوثية وصلت الى تكسرها وتحطمها نتيجة استمرار المعارك في الحديدة وصعدة".


الانشقاقات تكشف عن قنوات تواصل تهدف لإقصاء الجنوب 


ويرى الكاتب وهيب الحاجب في تحليل نشرته صحيفة الأيام أن مغادرة الوزير المنشق الى الرياض بعد أن سبق وقدم استقالته واحتجب عن العمل في صنعاء تثير الكثير من الشكوك قال إنها تكشف : "بأن هناك قنوات اتصال وتواصل مازالت قائمة مفتوحة بين (الشرعية والانقلاب) خصوصا فيما يتعلق بالجنوب والمطالب الشعبية على طريق تقرير المصير وما يسبقه من حلول".
واضاف : "تساؤلات مهمة قد تُطرح عند محاولة تفسير ما وراء الانشقاق من دوافع سياسية ، ومنها: ما الهدف من توجه الوزير المنشق إلى الرياض وإعلانه الانضمام للشرعية؟ ولماذا لم تكن عدن أو أي محافظة جنوبية هي الوجهة ولماذا لم يكن المجلس الانتقالي هو قبلة الوزير المنشق عبدالسلام جابر للانضمام إليه، على اعتبار أن جابر كان في صنعاء كأحد ممثلي قضية الجنوب والمطالبين بحلها؟، فأيهما أقرب للقضية الجنوبية: المجلس الانتقالي أم حكومة الشرعية اليمنية؟".
وزاد : "وهي تساؤلات ترجح سيناريو متوافق عليه بين الشرعية والحوثيين لاستبعاد المجلس الانتقالي (الجنوب) من المفاوضات القادمة ومن التسوية التي تدعمها- بقوة- الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا".