آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 05:04 م

الصحافة اليوم


كيف اثرت مشاكل ايران الداخلية على موافقة #ميليشيا_الحـوثي على محادثات سلام ؟!

الجمعة - 23 نوفمبر 2018 - 01:38 م بتوقيت عدن

كيف اثرت مشاكل ايران الداخلية على  موافقة #ميليشيا_الحـوثي على محادثات سلام ؟!

عدن تايم - 24:

في الأسبوع الماضي، وافقت الحكومة المعترف بها دولياً على المشاركة في محادثات سلام في السويد، بعدما دعا زعيم جماعة الحوثيين المتمردة لوقف عمليات عسكرية.
السبب الرئيسي الذي دفع الحوثيين للإعلان عن وقف هجماتهم ضد قوات التحالف بقيادة سعودية، مرتبط بمشاكل إيران الداخلية، لا باستعداد حقيقي للتوصل إلى سلام في المنطقة ولكن رحمن جافامي، كاتب سياسي ومناصر لحقوق الأكراد، يرى أن تحقيق السلام في المنطقة، يجب أن يسبقه حديث عن الفظائع التي ارتكبها الحوثيون في اليمن، مذكراً في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، بما جرى في سبتمبر( أيلول) 2014، عندما هاجم متمردون حوثيون لا يمثلون سوى أقلية من سكان اليمن، العاصمة صنعاء واستولوا عليها. وقد وصف عدد كبير من اليمنيين ما جرى بأنه كان انقلاباً ضد حكومة منتخبة معترف بها دولياً.
دعم
ويقول كاتب المقال إن الحوثيين تمكنوا من الاستيلاء على العاصمة اليمنية في ظرف أيام بفضل دعم تلقوه من إيران، التي كانت تزودهم بصواريخ استهدفوا بها السعودية، بالرغم من فرض عقوبات أمريكية. ويعتبر الحرب في اليمن حرباً بالوكالة من إيران ضد السعودية، في إطار استراتيجية الهلال الشيعي، الهادفة إلى ربط شبكة من حلفاء طهران تمتد من حدود العراق وصولاً إلى لبنان، وتبدو على الخريطة على شكل هلال.
هلال اقتصادي
ويشير الكاتب لما قاله، في فبراير( شباط) 2104، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني خلال اجتماع مع قادة عسكريين إيرانيين، في شأن الدافع لاستراتيجية إيران في المنطقة، قائلاً إن "الهلال الشيعي ليس سياسياً، بل هو في الواقع هلال اقتصادي، لأن الشيعة متواجدون حيث يوجد 80٪ من نفط العالم".
ومن دون فهم هذا السبب الرئيسي للهجوم الحوثي، يستحيل تحقيق السلام في اليمن. ومن شأن أية خطة لإنهاء الحرب، لا تشمل فرض مزيد من الضغط على إيران لتفكيك قوات القدس أن تفشل، كما حصل منذ بداية الصراع.
وليس الحوثيين، حسب جافاني، سوى قوة تحارب بالوكالة عن فيلق القدس. ولكن، طالما أن إيران تتعرض حالياً لضغط شديد من الإدارة الأمريكية وشعبها، فهي لن تستطيع مواصلة تسليح ورعاية الحوثيين كما من قبل. ونتيجة له، أظهر الحوثيون استعداداً للمشاركة في مفاوضات سلام.
ضرورة مؤقتة
ورغم ذلك، يشير الكاتب إلى ضرورة تذكر أن الحوثيين رفضوا سابقاً الانضمام إلى أية محادثات سلام لإنهاء الحرب في اليمن. ومن وجهة النظر اليمنية، تعتبر هدنة في اليمن مجرد ضرورة مؤقتة لأن طهران بحاجة للتركيز على تحديات داخلية فيما تسعى للتخفيف من آثار عقوبات أمريكية. ومن الصعب تخيل أن الإيرانيين يسعون فعلياً للتوصل إلى حل سلمي للصراع، لأنه يمثل محوراً أساسياً في استراتيجيتهم الأوسع لتوسيع نفوذهم.
ولتأكيد صحة وجهة نظره، يقول الكاتب إنه ليس علينا سوى النظر إلى دول أخرى حاولت إيران فرض نفوذها فيها – وعلى رأسها العراق وسوريا ولبنان وفلسطين- وحيث يسود الانقسام وعدم الاستقرار.
لا نوايا حقيقية
وتبعاً له، يرى كاتب المقال أنه ليس هناك ما يدعو للافتراض بأن نوايا إيران حيال اليمن مختلفة. وهو ما يشير إلى أن السبب الرئيسي الذي دفع الحوثيين للإعلان عن وقف هجماتهم ضد قوات التحالف بقيادة سعودية، مرتبط بمشاكل إيران الداخلية، لا باستعداد حقيقي للتوصل إلى سلام في المنطقة.
وليست اليمن، حسب الكاتب، حالة منعزلة، بل هي مرتبطة جوهرياً باستراتيجية إيران الأوسع في المنطقة. وما لم يتم تسليط الضوء على هذا الجانب من الصراع، من الصعب تحقيق سلام مستدام في اليمن.