آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

اخبار وتقارير


7 إذاعات في عدن.. تنافس محموم على الأثير

الإثنين - 10 ديسمبر 2018 - 03:45 م بتوقيت عدن

7 إذاعات في عدن.. تنافس محموم على الأثير

تقرير/ سامح عبدالوهاب

هناك أربع اذاعات محلية يستقبل المستمعين بثها في عدن، تعمل اثنان منهما من عدن حيث تقع مقارها الرئيسية في المدينة وهما إذاعة (راديو لنا) وإذاعة (بندر عدن)، وتشغل الاثنتان الأخريان من مقارها الرئيسة خارج اليمن حيث يصل بثها لجمهور المستمعين في عدن وهما (إذاعة الغد المشرق) و(اذاعة بلقيس).
بالإضافة إلى وصول إذاعة �القرآن الكريم�، قناة دينية سعودية، وقناة تابعة للحوثيين تبث من صنعاء، بالإضافة إلى ترقب بدء بث إذاعة المجلس الانتقالي الجنوبي التي بشر بها نائب رئيس المجلس هاني بن بريك في وقت سابق.



يقول إعلامي مهتم في الاستماع للإذاعات إن إذاعة راديو لنا وإذاعة بندر عدن هما اذاعتان خاصتان تعملان حالياً من عدن ولديهما برامج اجتماعية متنوعة، تشمل طائفة متنوعة من الأخبار، وبرامج حوارية تتضمن لقاءات مع مسؤولين ومهتمين، وبرامج مفتوحة للجمهور يشترك فيها المستمعون من خلال المداخلات التلفونية.
أما الإذاعتان الأخريان فهما إذاعة بلقيس وإذاعة الغد المشرق. وتعتبر بلقيس إذاعة إخبارية مهتمة بتقديم الأخبار والبرامج الاخبارية، أما الغد المشرق فهي تتميز بخريطة برامجية شاملة ومنوعة شأنها شأن أي إذاعة اعتيادية متعارف عليها.

تباين في الإهتمامات


ومن حيث طبيعة الاهتمام لكل إذاعة من الاذاعات الأربع، تهتم راديو لنا بالشأن الثقافي ولاجتماعي الفني، تركز بندر عدن على الجانب الاجتماعي والسياسي والثقافي، وتعنى بلقيس بالجانب الإخباري، أما الغد المشرق فهي متنوعة ومتعددة الاهتمامات.
وبخصوص لحجم جمهور السامعين لدى كل الاذاعات، فتحظى الغد المشرق وبندر عدن بجمهور أوسع بسبب استهدافها لجمهور المستمعين في إطار محافظة عدن بشكل أكثر، ومناقشة قضاياه بصورة حيوية أكثر خاصة وأن معظم المستمعين هم من سائقي باصات النقل والمركبات بشكل عام.


كسر احتكار الحوثي

تتبع تلك الإذاعات في ملكيتها رجال أعمال وجهات يمنية وعربية، وتختلف الرسائل التي توجهها كل إذاعة على حدة، بحسب التوجه السياسي والأجندة التي تفرضها على العاملين في الجهات الممولة لتلك الإذاعات.
وتعد هذه الاذاعات مهمة للمتلقي نظراً لحجب عدد من الاذاعات من قبل الحوثيين والسطو عليها وانقطاع عدد آخر جراء ظروف الحرب، وحجب عدد من وسائل الإعلام الأخرى من قبل الحوثيين بينها الصحف.
كانت جماعة الحوثي قد احتلت مقر إذاعة عدن وعبثت بمحتوياتها ونهبت أجهزتها لدى اقتحامها لمدينة عدن مطلع 2015.
وفي حين تعهد وزير الإعلام السابق المعين مطلع 2016 محمد عبدالمجيد قباطي بإعادة بث إذاعة عدن من داخل محافظة عدن العاصمة المؤقتة خلال فترة لا تتجاوز 3 أشهر إلا أنه لم يفي بذلك.


حضور

رغم تطور وسائل الاتصال، ما تزال الاذاعة تحتل صدارة كوسيلة إعلامية فعالة في المجتمع اليمني الحضري والريفي، لأسباب عديدة بينها: تدني استخدام الانترنت وضعفه، أمية القراءة والكتابة، الأمية الرقمية، الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي.
وتعد الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي من المعوقات التي تواجه عمل بعض الإذاعات في عدن وغيرها من المدن، فهذه الانقطاعات تؤثر على عدم انتظام وصول البث الإذاعي إلى جمهور المستمعين. كما يعتبر جانب الدعم المالي أهم المعوقات التي تقف أمام استمرارية البث وتطوير الإذاعة لمواكبة التكنولوجيا العالمية.


تفضيل الجانب الفني

وكانت دراسة أعدها الدكتور مجيب الشميري استاذ الاذاعة والتلفزيون بكلية الاعلام-جامعة صنعاء، توصلت إلى وجود معدل استماع مرتفع للإذاعات المحلية الخاصة لدى الجمهور اليمني ربما كان أكثر مما هو متوقع. حيث بينت نتائج الدراسة أن نسبة (78,8 %) من الجمهور اليمني يستمعون بمستوى أو بآخر للإذاعات المحلية الخاصة بوجه عام.
وكشفت الدراسة عن تفضيل الجمهور اليمني للمواد الفنية والترفيهية كالأغاني وبرامج المنوعات والتي تأتي على رأس قائمة المواد والبرامج التي يتم الاستماع إليها, أكدت على ممارسة أو قيام الإذاعات المحلية الخاصة في اليمن بوظيفة ترفيهية في المقام الأول وذلك ما تكشف عنه تفضيلات الجمهور ومحتواها البرامجي أيضا في حين يقل الاعتماد عليها كمصادر للأخبار أو تلقي الاعلانات .
وترى الدراسة أنه على الرغم من حداثة المجال الاذاعي الخاص في اليمن وعدم نضج تجاربه إلا أنه يحظى بوجود جمهور واسع ومتحفز نحو هذه التجارب الاذاعية مما يرشح ظهور استخدامات أكثر تنوعا لها مستقبلا. كما يتبين أن هناك حاجة ماسة لدى الاذاعات المحلية الخاصة لتطوير وسائل متعددة تسهل طرق الوصول إليها عبر الوسائل التقنية الحديثة ,كما تكشف الدراسة افتقار الاذاعات المحلية إلى أساليب متطورة في البرمجة الاذاعية تلبي احتياجات ومتطلبات الجمهور المتعددة والمتجددة في نفس الوقت وضرورة تجاوز مرحلة قصور أساليب البرمجة المتبعة حاليا بما يساعد معظم هذه المحطات الاذاعية في الانتقال الحقيقي من طور البث التجريبي إلى طور الخدمات الاذاعية المنتظمة والمخطط لها بدقة.

غياب قضايا الناس

فيما كشفت دراسة أخرى سابقة صادرة عن الإعلام الاقتصادي "غياب القضايا المجتمعية و سيطرة المادة الترفيهية و الغنائية و الرياضية و السياسية " على 80% من برامج 44 إذاعة في اليمن . و أفادت الدراسة بأن الإذاعات في اليمن ما زال دورها ضعيف جدا تجاه قضايا الخدمات الاساسية كالكهرباء و المياه ومشاكل الطرقات والمشاكل الأمنية وندرة البرامج الخاصة بالمرأة حيث تشكل نسبة 2.2 % من أوقات البث الخاص بالإذاعة على مدار الاسبوع ، حيث تمثل نسبة 20 % فقط ، بينما تحتل المادة الترفيهية و الغنائية و الرياضية والسياسية ما نسبته 80 % من برامج هذه الاذاعات. وخلصت إلى تدني المستوى المهني و الحرفي للإذاعات في الجوانب الفني و التحريري و المهني بما يعوق روح التجديد و الابتكار وحرية الطرح والتناول.
ومنحت الحكومة اليمنية عام 2012 وزارة الإعلام الحق في منح الإذاعات المحلية غير الحكومية تراخيص مزاولة العمل حتى إقرار قانون الإعلام السمعي والبصري والالكتروني ولائحته التنفيذية.
وعلى مدى الأعوام الماضية، كثفت جماعة الحوثي من حضورها الإعلامي، عبر الموجات الإذاعية في المحافظات التي تسيطر عليها. وتجاوز عدد المحطات الإذاعية، التي تبث برامجها في صنعاء، 27 محطة إذاعية، بينها 13 تجارية وواحدة حكومية، وهي “إذاعة صنعاء”، والبقية تمتلكها شخصيات موالية لجماعة الحوثي وتبث برامج مساندة للجماعة، سطت على عدد منها بالقوة. وأفادت تقارير إعلامية سابقة أن هذه الاذاعات تحظى بدعم كبير من إيران كعموم وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الحوثيون. سام أف أم، صوت الشعب، الهوية، يمن أف أم، يمن الصمود، المسيرة أف أم، الوطن، الحكمة، وغيرها من المحطات، التي تبث عبر موجة أف أم، وباتت تمتلك جمهورا كبيرا من المتابعين.