آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 01:31 ص

تحقيقات وحوارات


صيانة الطرق .. بين تشاؤم المواطنين وتفاؤلهم الحذر!!

السبت - 19 يناير 2019 - 12:34 م بتوقيت عدن

صيانة الطرق .. بين تشاؤم المواطنين وتفاؤلهم الحذر!!

تحقيق خاص

تجارب " الترقيع" السابقة تكشف عورات التنفيذ وتفضح عشوائية المنفذين

غياب التنسيق يضع البنية التحتية في مهب الريح


تشهد العديد من مديريات ومناطق العاصمة عدن هذه الأيام حركة ملحوظة للقيام بتحسين الطرق الرئيسية والفرعية التي مثلت لفترة طويلة واحدة من المنغصات بالنسبة للمواطن في عدن، بسبب تهالكها ، وغياب الشفافية في تنفيذ المشاريع الخاصة بها وما يرتبط بتلك المشاريع من ممارسات وأخطاء تشوب أعمال الصيانة التي تحولت إلى (ترقيع) عديم الجدوى، ناهيك عن الفساد المالي الذي تفوح روائحه في أغلب المشاريع، وإتلاف البنية التحتية بسبب عدم التنسيق بين الجهات المعنية وإصرار كل جهة على العمل بمفردها، بل وتعمد بعض الجهات تنفيذ أعمالها بصورة تلحق الضرر بالخدمات الأخرى.
ويتطلع المواطن في عدن أن تكون المشاريع الجاري تنفيذها هذه الأيام مختلفة عن سابقاتها من حيث الجودة ومصداقية التنفيذ ، بالإضافة إلى الاستفادة من الأخطاء السابقة لتفادي الإضرار بالبنى التحتية للخدمات المتواجدة في مناطق الحفريات والرصف والسفلتة.


الشيخ عثمان أنموذجا

دونا عن مديريات أخرى غيرها ، تشهد مديرية الشيخ عثمان حركة نشطة في ترميم وتحسين طرقاتها الفرعية وتلك التي تربطها ببقية المديريات في العاصمة، على غرار الطريق الممتد بين المنطقة التجارية في السيلة ومديرية دارسعد.

ويتفاءل المواطنون في المديرية خيرا برؤية هذه المشاريع، مشيدين بما تبذله السلطة المحلية بقيادة مديرية عام المديرية أحمد المحضار، غير أنهم يخشون أيضا أن يكون مصير هذه المشاريع هو ذات المصير الذي آلت إليه سابقاتها، مشيرين إلى مناطق محددة شهدت أعمالا مشابهة ما لبثت أن تعرّت واتضح حجم التلاعب الحاصل فيها بمجرد سقوط بعض المطر لفترة وجيزة لا تتعدى نصف ساعة أو اقل.

طريق السيلة!

يعد الطريق الرابط بين الشيخ عثمان ودارسعد، وتحديدا من بداية (السيلة) حتى الموقع المعروف بـ( نمبر 6 ) من أكثر المناطق إزعاجا بالنسبة لمستخدمي الطريق بسبب الحفر المنتشرة هناك وعدم نجاعة طرق (الترقيع) المستخدمة في هذا المكان تحديدا.
وخلال الساعات الماضية التي أعد فيها هذا التقرير شهد المكان حركة نشطة لآليات ( الطرق والجسور) برفقة عمال الرصف،حيث وصلت فرق الصيانة إلى أهم المواقع المعروفة بانتشار النتوءات والحفر والمطبات، على أمل أن تكون أعمال الصيانة الحالية هي الأخيرة في هذا المكان، بعد جولات ماضية من الرصف لم تؤت أكلها .

إشكاليات أخرى...!

خلال الأيام القليلة الماضية التقى مدير عام مديرية الشيخ عثمان أحمد المحضار مع مدير عام مكتب الأشغال العامة في عدن المهندس وليد الصراري، حيث ناقشا السبل الكفيلة بإنجاح مشاريع الرصف الجارية في المديرية.

وفي اللقاء تم التركيز بشكل خاص على الإشكاليات التي يمكن أن تعيق الأعمال أو تخل بالتنفيذ، وكان من أهم ما رشح عن الاجتماع هو مناقشة معوقات العمل في طريق ( السيلة ـ دارسعد) الذي يعد من أكثر الطرق حيوية كونه يمر أمام منطقة تجارية (السيلة) لكنه أيضا من أكثر الطرق مدعاة للقلق بسبب عدم وجود المساحة الكافية لتوسعته وتواجد كثير من الخدمات التي ربما تتأثر نتيجة الحفريات القريبة.
ويقول المواطنون في منطقة السيلة إن عشوائية العمل في مرات سابقة تمت فيها أعمال الصيانة و"الترقيع" للطريق لعبت دورا في سرعة تلاشي الطبقة الإسفلتية " السطحية" وعودة النتوءات والحفر المسببة للحوادث، وبالتالي إهدار المال والوقت بلا طائل.
كما يؤكد آخرون أن العشوائية كانت سببا في إعادة الحفر بعد أيام فقط من سفلتة سابقة بسبب مشاكل في خدمات أخرى مثل المجاري والاتصالات نجمت عن غياب التنسيق.

وطالب المواطنون بضرورة توخي الدقة عند تنفيذ المشاريع، واتخاذ التدابير التي تضمن الاستفادة الكاملة من المشروع ومن أبرزها التنسيق المسبق بين الجهات ذات العلاقة.
وعلى الرغم من تحفظهم بشأن النتائج السلبية لمشاريع الصيانة المتعاقبة التي شهدتها الطريق ، إلا أن هناك تفاؤلا بأن يكون المشروع الجاري تنفيذه الآن هو المشروع المنتظر.
وبحسب مصادر في المؤسسة العامة للطرق والجسور فإن كلفة مشروع صيانة الطرقات في مديرية الشيخ عثمان تبلغ 50 مليون ريال .

دارسعد تتخوف!!

ليس بعيدا عن منطقة الشكوى الدائمة من أعمال الصيانة للطريق الرابط بين مديريتي الشيخ عثمان ودارسعد، يتخوف المواطنون القاطنون بالقرب من الطريق ذاته وصولا إلى مدخل السوق القديم في دارسعد من الأعمال الجارية على جانبي الطريق ضمن مشروع التحسين، مشيرين إلى ضرورة مراعاة مواقع الخدمات عند إجراء أي أعمال خاصة بالتوسعة، أو استحداث ملحقات وإضافات جمالية .
ويرى المواطنون أن العمل الجاري الآن هو في صالح الجميع من خلال كونه يخص الطريق المهم لمديريتي دارسعد والشيخ عثمان معا، لكن الأهم بحسب قولهم هو تفادي كل ما من شأنه إفساد الطريق مستقبلا أو الإضرار بالخدمات الأخرى التي ربما تتعرض للضرر من خلال الحفريات والأعمال الجارية، مجددين التأكيد على أهمية التنسيق وضرورته لتفادي كل ما يعكر صفو المواطن المتفائل بمثل هذه المشاريع.