آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:02 م

تحقيقات وحوارات


الطاقة الشمسية ملاذُ المواطن لمواجهة الليالي المعتمة في لحج

السبت - 20 أبريل 2019 - 02:42 م بتوقيت عدن

الطاقة الشمسية ملاذُ المواطن لمواجهة الليالي المعتمة في لحج

تقرير / صدام اللحجي

على امتداد شارع مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج تنتشر بكثرة لافتة محال لبيع الألواح الشمسية بمختلف أحجامها وأنواعها لقد انتعشت سوقها وارتفعت مبيعاتها بشكل غير مسبوق بعد أن باتت ملجأ الآلاف للحصول على الكهرباء في ظل أزمة طاقة تسببت فيها الأزمة السياسية المتفاقمة بالبلاد والحرب الدائرة فمنذ أن أعلن فصل الصيف دخوله إلا وقد بدأت تغرق حوطة لحج واريافها في ظلام دامس بعد تزايد الأحمال على المحطة الرئيسية للكهرباء (عباس) ما أدى إلى تفاقم الأزمة ومولدات كهربائية لم تعد ذات جدوى.


إحصائية


في منطقة كوكبان - وادي الخير هي إحدى قرى عزلة الحوطة بمديرية تبن لحج والتي تنتشر العديد من المنازل الطينية بعضها يفتقر لأهم المشاريع الخدمية تتابع أسرة هادي ما يدور في العالم عبر شاشة تلفزيونية (14 بوصة) بالاعتماد على الطاقة التي يولدها لوح شمسي (قوة 150 واط) مرتبط بمنظم وبطارية (120 أمبير) ومنها تتوزع أسلاك صغيرة لتشغيل مصابيح الإضاءة في أرجاء المنزل وأسلاك لشحن الهاتف النقال ولكن مع غروب الشمس قد لا يمكن تشغيل التلفاز سوى لساعات قليلة والسبب تدهور كفاءة البطارية التي تخزن الطاقة الكهربائية وهي المشكلة التي تواجه معظم مستخدمي الطاقة الشمسية ووفقاً لاحصائية أجرتها صحيفة "عدن تايم" فإن 50 % من أبناء مدينة الحوطة والمناطق الريفية يعتمدون على الطاقة المتجددة (الشمسية بالغالب) وأن نحو 34 بالمائة ممن يستخدمون الطاقة الشمية يستخدمونها في الإضاءة وتشغيل الأجهزة المنزلية والكهربائية فيما يستخدمها 16 بالمائة للإضاءة فقط.


تكاليف


تصل تكاليف منظومة الطاقة الشمسية المنزلية التي توفر الحد الأدنى لحاجة الأسر الفقيرة أو محدودة الدخل كما هو الحال بالنسبة لأسرة هادي لما يقرب من 100 ألف ريال يمني (حوالي من 300 دولار أمريكي) وتشمل قيمة (لوح، بطارية ، منظم، وأسلاك) لكن بعد أشهر قليلة تبدأ كفاءة البطارية بالتدهور تدريجياً أما بالنسبة للأسر التي تحتاج لمزيد من الطاقة ولديها القدرة المادية وكذلك بالنسبة للمؤسسات فإن تكاليف المنظومة القادرة على تشغيل أغلب الأجهزة قد تزيد عن ألفي دولار.


الفقر والرفاهية


مع نشوب الحرب التي شنتها مليشيا الانقلاب دخلت البلاد في أزمة خانقة وانهارت الكثير من الخدمات حيث توقفت محطات توليد الكهرباء الحكومية وغرقت مدن كثيرة في ظلام دامس على الجانب الآخر راجت تجارة منظومات الطاقة الشمسية المنزلية في الأسواق وانتشرت ألواح الخلايا الشمسية فوق أسطح البيوت في كل مدينة وقرية تقريباً بما في ذلك المناطق التي لم تكن قد وصلتها الكهرباء أصلاً ورغم أن الكهرباء الحكومية عادت بشكل كلي أو جزئي إلى بعض المدن المحررة سيما بعد طرد جحافل الانقلابيين من الجنوب إلا أن بقية المناطق بما في ذلك مدينة الحوطة وضواحيها بقيت تعتمد بشكل شبه كلي على الطاقة الشمسية لتغطية الاحتياجات الأساسية للبيوت يقول أحد تجار بيع الطاقة الكهربائية في لحج تحفظ عن ذكر اسمه إنه منذ اندلاع الحرب في 2015 وانقطاع التيار الكهربائي لجأت الأسر في المدن وبالذات في مدينة الحوطة ومناطق مختلفة من المحافظة إلى استخدام الطاقة الشمسية والتي مثلت حبل النجاة للحصول على الطاقة ولأن مع دخول فصل الصيف من كل عام فقد كان اللجوء لاستخدام الطاقة الشمسية هو المتاح الوحيد ومثل ذلك نقلة نوعية في اللجوء لاستخدام الطاقة المتجددة رغم تكاليفها المرتفعة على الأسر.


ارتفاع الأسعار


في محافظة لحج كما هو حال مدينة الحوطة أكبر المدن من ناحية الكثافة السكانية تتنوع استخدامات الطاقة الشمسية وهناك الأسر والمؤسسات التي تستطيع شراء منظومات طاقة كبيرة تفي بكل احتياجاتها فيما تكتفي الأسر محدودة الدخل بمنظومة بسيطة لسد الحد الأدنى من الاحتياجات الضرورية لكن هناك أسر فقيرة وهي التي تشكل الغالبية العظمي من سكان لحج عامة والحوطة بشكل خاص اضطرت للاستغناء عن رفاهية الكهرباء وعن الكثير من الاحتياجات الأساسية تحت وقع الفقر الذي تعيشه في ظل ارتفاع الأسعار حيث تقدر ما يقرب من 70 % من أبناء محافظة هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية من قبل المنظمات الداعمة.


سوق رائجة


في الأشهر الأولى لفصل الصيف تصاعدت انقطاعات الكهرباء حيث لم يكن هناك في الأسواق سوى عدد قليل من الألواح الشمسية والبطاريات جرى استهلاكها لترتفع أسعارها بصورة كبيرة قبل أن يلجأ التجار إلى استيراد مستلزمات الطاقة الشمسية وانتشرت محال جديدة في مختلف المدنية متخصصة ببيع وهندسة الطاقة يتولون تركيب وصيانة المنظومات الشمسية في المنازل يقولون: أن الطاقة الشمسية أصبحت مورداً اقتصادياً مهماً للكثيرين سواء كانوا أفرادا أو شركات مع أن المواطنين يشكون من ارتفاع أسعار الألواح الشمسية والبطاريات ورداءتها حيث يقل أداؤها عند الاستخدام مع مرور الأشهر الستة الأولى ويرجع ذلك إلى سوء الاستخدام أو انعدام المنتجات الأصلية التي كانت متوفرة قبل ثلاث سنوات وغرق السوق بالألواح والبطاريات الصينية الرديئة التي لاقت رواجاً كبيراً من قبل المستهلكين نتيجة انخفاض ثمنها بالمقارنة مع الصناعات الأخرى وينصح المقبلين على الشراء المواطنين دائماً باستشارة ذوي الخبرة حتى عند شراء المنتجات الصينية لأنها أنواع.