آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

قضايا


عدن: نازحون يبيعون الإغاثة لتوفير العلاج

السبت - 15 يونيو 2019 - 10:21 م بتوقيت عدن

عدن: نازحون يبيعون الإغاثة لتوفير العلاج

عدن : هارون محمد

“أعاني من مرض القلب والسكر والضغط والغدد، وبناتي يعانين من تكسرات في الدم، ولا يوجد لدينا أي مصدر دخل، ومن أجل توفير قيمة العلاج نبيع المواد الغذائية التي نحصل عليها من بعض المنظمات” بهذه الكلمات وبوجه تغزوه علامات المرض والتعب والإرهاق تبدأ مريم إبراهيم حديثها معنا
برفقة بناتها الثلاث، نزحت مريم من محافظة الحديدة الساحلية إلى محافظة لحج جنوب اليمن، واتخذت من مخيم الرباط ملجئا لها ولبناتها.

رغم حرارة الشمس والرياح المتوسطة التي تحمل الأتربة الخفيفة إلا أن مريم تقف كل يوم أمام خيمتها لتحدث أي زائر جديد عن حالتها وحالة بناتها، عله يقدم لها أي مساعدة تبقيها وبناتها على قيد الحياة.

جلست بجوار بناتها في زاوية من زوايا الخيمة تحدثنا عن حالتها قائلة: “أعاني من مرض القلب وبناتي يعانين من تكسرات الدم، ولا يوجد لدينا أي مصدر دخل. كل شهر توزع لنا المساعدات الغذائية الإنسانية ونقوم ببيعها ونشتري بعض الأدوية”.

أخرجت كل العقاقير الطبية التي تستخدمها هي وبناتها، وجلست القرفصاء تشرح لنا وظائف هذه الأدوية، وكيف تستخدمها بالقول: “غالبية هذه الأدوية مسكنات للألم صرفتها لنا العيادة التابعة للمخيم، ونستخدمها وقت الألم، ولكن مفعولها لا يستمر لوقت طويل”.

تقلب أدوية السكر والضغط وتتحدث عن دور العيادة قائلة “العيادة شغالة ولكن لا يوجد بها أدوية متخصصة كأدوية الضغط والسكر والقلب وتكسرات الدم، فأضطر إلى الخروج الى السوق لأشتري الأدوية وإذا ما حالفنا الحظ أجلس مريضة لثلاثة أو أربعة أيام، وبعد ذلك الله الميسر”.

لم تستخدم كل الأدوية التي وصفها لها الأطباء، بدافع اسعارها الغالية وحول ذلك تقول: “هناك دواء خاص بتجلط الدم في الشرايين لم استطيع شراءه، لأن سعر الشريط الواحد الذي يستخدم لعشرة أيام 13 ألف ريال يمني، وحتى لا اتعرض للتجلط أحاول ان أهدء أعصابي وأتناول حبه مهدء بعد الغداء وأحيانا حبتان”.

تكسرات الدم


إحدى بنات مريم، واسمها فردوس ذات ال 28 عاما، تقول بنبرة صوت حزينة “عندما يأتيني المرض، وليس لدي دواء، لا استطيع أن أتحرك، ولا يوجد لديا أحد يستطيع أن يحملني لا أم ولا أب”.

التفتت إلى والدتها وأكدت “لا يوجد لدينا أي مصدر دخل والمواد التي تصلنا لا تكفينا، نذهب إلى العيادة ويصرفون لنا مسكنات للألم فقط”.

وتشير بيدها اليمنى التي عليها كانيولا، إلى العيادة التابعة للمخيم قائلة “هذه العيادة عندما أذهب إليها يحولوني إلى مستشفى آخر وأذهب إليه ويقولون لي عندكم عيادة في المخيم فلماذا لا يصرفون لكم علاج”.

ووجهت مريم وبناتها رسالة إلى وزارة الصحة والمنظمات الإنسانية مطالبة فيها بتوفير أدوية لها ولبناتها ولكل النازحين الذين شردتهم الحرب.



200 مريض في المخيم كل اسبوع

وفقا لكشف اطلعنا عليه تعالج العيادة أكثر من ٢٠٠ شخص مصابين بأمراض مختلفة في أقل من أسبوع، وهناك إحصائيات لبعض الحالات التي ترتفع من وقت إلى آخر وهي كالتالي ٣٠ حالة مصابة بالاسهالات، ٣٩ حالة مصابة بالتهاب الجهاز التنفسي، ٢٣ حالة مصابة بالتهابات المسالك البولية، ناهيك عن ٢٥حالة مصابة بأمراض النساء والتوليد.

يسكن في المخيم قرابة ٢٥٠٠ نازح.

مخيم بلا مختبر .. ونقص في الادوية
قالت الدكتورة شذى عمر ممثلة منظمة رعاية الأطفال في مخيم الرباط إن “العيادة تقوم بالخدمات الإسعافية، وباستقبال المرضى وبصرف بعض الأدوية”.

وأكدت أن هناك صعوبات تعيق عمل العيادة ومن ضمنها انقطاع الكهرباء وضعف المستوى الثقافي للنازحين وايضا طريقه التعامل مع النازحين.

وتابعت “لا يوجد لدينا مختبر في المخيم، وهناك نقص في الادوية، ولا توجد امكانية لعمل الفحوصات للنازحين في المختبرات الاخرى”.

وحول الأمراض الاكثر انتشارا في المخيم، قالت “تنتشر الاسهالات وسوء التغذيه وسوء الهضم وسبب انتشارها عدم وجود النظافة الشخصية، وعدم نظافة الأماكن ناهيك عن الازدحام والقمامه”.

وأكدت أن بعض الادوية المتخصصة غير متوفرة ولكن الادوية العامة متوفرة ونصرفها للنازحين عند الحاجة.

وتابعت “نحن لدينا صلاحية بتحويل الأمراض الطارئة مثل حالة نزيف النساء الحوامل أو أي حالة طارئة أخرى الى اماكن اخرى “.

وردا على سؤالنا عن ذوي الأمراض المزمنة قالت “بالنسبة للأمراض المزمنة نقوم باعطائهم ورقة تعريفية و من خلاله يتجهون إلى أقرب مستشفى حكومي وهم بدورهم يتعاونوا معهم”.



نازحون يعانون امراضا مزمنة

من جانبها تحدثت إلينا الدكتورة أشراق السباعي وكيلة وزارة الصحة إن “الكثير من النازحين يعانون من أمراض مزمنة كمرض القلب والضغط والسكر، وأمراض أخرى كالاسهالات وسوء التغذية، ونحن حاليًا نقوم برصد الحالات التي تعاني من الأمراض”، مضيفة بأن “الوزارة تعمل في الوقت الراهن على عقد اجتماعات مع بعض المنظمات المهتمة بالصحة من أجل تخفيف معاناة النازحين”.

وأكدت أن بعض المنظمات قدمت للوزارة، وعود بالتدخل لإنقاذ النازحين، وبتوفير الأدوية التي يحتاجونها.

* نقلا عن موقع صوت انسان