آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 09:52 ص

ثقافة وأدب


متى يا كريتر؟!! جديد الشاعر/ محمد عبدالله بن شيهون

الإثنين - 29 يوليه 2019 - 03:41 م بتوقيت عدن

متى يا كريتر؟!! جديد الشاعر/ محمد عبدالله بن شيهون

علي صالح الخلاقي:

ألم الحنين والشوق للوطن من أصعب الآلام ومن أشدّها،لأن حب الوطن لا بديل يعوضه أو يحل محله..ذلك هو مضمون القصيدة الجديدة التي أبدعتها قريحة شاعرنا الفحل محمد عبدالله بن شيهون، فقد عبَّر في أبياتها عن معاناة الاغتراب بحس فني مرهف يجعلنا نحس ونعيش صدق العواطف التي تنبعث من ثناياها روح الحب للوطن رغم كل الظروف التي يمر بها، إذ يظل للوطن مذاقه ونكهته ، ولا يعرف الوطن ويحن إليه إلا من عرف الغُربة، وقد عرف شاعرنا الغُربة واكتوى بنيران البُعد عن وطنه وعن معشوقته (عدن) التي يناجيها ويخاطب حيّها الشهير (كريتر) وقلعتها التاريخية(صيرة) ويتمنى العودة إلى حضنها الدافئ الذي سيمنحه الشعور بالأمان والسكينة ليبث ويشكو مآسي ومعاناة سنوات الاغتراب.
هذه الكلمات مجرد فاتحة شهية لقصيدة شاعرنا بن شيهون التي تحتاج لدراسة موسعة.. وهاكم أبياتها :

صباح الرّضا يا طير يا أشقر الجناح
مهيِّج شجون الغِيد في نغمة الهديل

مغرد على الأغصان في مطلع الصّباح
وعند الجداول وقت ما يدني الأصيل

نحيل القوادم يا مسافر مع الرياح
إلى الروضة الغنَّاء ذي تشفي العليل

سقاها مطر نيسان من ناتج اللقاح
دموع السّحايب عذب صافي وسلسبيل

وانا ما تحدَّد لي غَدوِّي ولا الرّواح
ذهب كل عمري تاه دربي بلا دليل

مسافر مثيل الطّير طاير على (المَرَاح)
بيجري على رزقه بالأبكار والمقيل

مهاجر أجُوب القفر والوعر والفياح
وأغشى البنادر مثلما البائس الذليل

وما ذلَّني إلاَّ الذي استمرأوا الفِضَاح
عرايا من الأخلاق رعيان هَنذويل

ومِنْ فُقْد داري آح أنا ثم ألف آح
متى يا ديار العز باكُون بك نزيل؟!

متى ينتهي نأيي، متى ينتهي النواح
متى يا عدن بَرْجَع إلى ظلّك الظّليل

متى با أجد في حضنك الدافئ ارتياح
وأشكي الذي عانيت من فرقك الطويل

وأشكي الذي جرّعني المُر بالقِدَاح
وهَوَّن بعنواني وتاريخي الأصيل

متى يا كريتر سوف أشطح على الصّراح
وراسي يناطح (صِيْره) الشامخ الجليل

متى يا بلادي سوف أحظى بما يُتَاح
من الرزق يغنيني عن النأي والرَّحيل

عدن يا عدن حُبِّي لك اليوم قد أزاح
ظنُوني بأنّي سوف غيرك أجد بديل

فلا والذي أوحى إلى النحل بالجِباح
لتَصْنَع شَراب الطّب أقراص بالوَخيل

بأن لا وطن يشفي فؤادي من الجراح
سواكِ عدن يا دُرَّة الشاطئ الجميل

سلامي عَلَيْكِ ما سجى الليل عالبِطَاح
وأخفى سكونه همس لَصْوَات والهَجِيْل

وبأعداد ما سُهَيْل اليماني غَرَب ولاح
وما البدر يسبح في الفلك في ضُحى وليل

25/7/2019م