آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 05:37 م

كتابات واقلام


افرازات الحرب على التركيب الإجتماعي للمجتمع الجنوبي

الإثنين - 05 أكتوبر 2020 - الساعة 10:34 م

عنتر صالح الردفاني
بقلم: عنتر صالح الردفاني - ارشيف الكاتب


أن الحرب التي شنت على الجنوب، سواء حرب 94 أو حرب 2015م قد أفرزت على الجنوب واقع اجتماعي واقتصادي اخر في التركيب الاجتماعي.

فكل مجتمع من المجتمعات يمتاز باشكال من التركيب الاجتماعي أو التسلسل بين طبقاته سواءا في تمايز الأسر أو العائلات بعضها عن بعض أو في ترتيبها في طبقات متدرجة من الملكية، أو الثروة، أو الهيبة، أو القوة، أو النفوذ.

وينطوي هذا التركيب الاجتماعي على عدم المساواة التي تنجم أما عن الوظائف الحقيقية التي يؤديها الأشخاص أو عن القوة المتفوقة أو القدرة على التحكم في الموارد التي يملكها الأفراد والجماعات بشكل أكثر تحديداً، أي أنه اختلاف السكان وتمايزهم في هرم الترتيب الطبقي حيث يقوم هذا التركيب والتدرج على عدم المساواة في توزيع الحقوق والامتيازات من ناحية والواجبات والمسؤوليات من ناحية أخرى، كما يقوم على تمايز القيم والحاجات ومراكز القوة بين فئات المجتمع.

وهذا التركيب الاجتماعي يشير إلى وجود جماعات أو شرائح اجتماعية تتفاوت فيما بينها على اساس الملكية أو الدخل أو التعليم أو المراكز الاجتماعية ويحمل هذا التركيب والتدرج الاجتماعي غالبأ في أي مجتمع سواء كان بسيطأ أو معقداً معاني تتصل بتباين الأشخاص فيما يتعلق بالهيبة والاحترام وكذلك التباين التنظيمي أو المؤسسي.

أن الحرب الأخيرة التي شنت على الجنوب اوجدت طبقة اجتماعية مسحوقة معدمة لايمتلك بعضهم سوى دخلها من الراتب الذي لايغطي متطلبات المعيشة اليومية وأغلب فئات هذه الطبقة من الموظفين المدنيين والعسكريين المتقاعدين.

أما الطبقة الثانية التي أفرزتها الحرب الأخيرة هي الطبقة النفعية التي استولت على السلطة والثروة ويمثلها كبار موظفي الدولة من الوزراء والقادة العسكريين، هذه الطبقة النفعية هي طبقة تشبع رغباتها على حساب القيم والمعايير في المجتمع ومصالحه، ويمتلكون العقارات والشركات وأماكن الجباية والموارد المالية، حيث تجبر كل قرار أو نظام بما يتوافق مع مصالحها الشخصية وبالتالي تبني قراراتها وتعييناتها للأشخاص بما يتوافق مع تلك المصالح وتدافع عنه، وقد تخالف قرارأ ما لانه لايخدم مصلحتها متناسية مبدأ المصلحة العامة ومصالح الوطن .

وقد يكون من الممكن لمؤسسات المجتمع المدني أو أفراد المجتمع دورا كبيرا في تقليص حجم الطبقة النفعية غير مايطرح في الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة.

أن الطبقة النفعية موجودة في كل المجتمعات غير أنها موجودة بشكل كبير في المجتمعات النامية، بينما في الدول المتقدمة في حالة اكتشافهم يؤدي محاسبة أفرادها وربما يؤدي ذلك إلى عزل بعضهم من مناصبهم.

أن الكثير من الجنوبيين من المناضلين والقادة العسكريين الذي خاضوا الحرب وبعد أن وضعت الحرب أوزارها تحول الكثير من هذه القيادات بين ليلة وأخرى من الطبقة الفقيرة إلى الطبقة النفعية الطفيلية البرجوازية، من خلال الاستحواذ على الكثير من المساحات الشاسعة لعقارات وأراضي الدولة عبر سماسرة شجعوهم على الملكية الخاصة لهذه الأراضي والمساحات.

أن الدافع النضالي وطرد المحتل عند هولاء القادة هو وجود هدفين لاغير:

الهدف الاول هو إحلال أنفسهم محل القادة الشماليين الناهبين للأرض والثروة وتقليد المستعمر بكل اشكاله من الكسب والبسط والنفوذ والسلطة وهناك الكثير من الأسماء التي تورط بعضهم في هذا الجانب "وصولية".

الهدف الثاني لبعض القادة العسكريين والمدنيين هو طرد الاحتلال وتطهير الأرض من فلول الاستعمار ويمثل هذا الاتجاه الاعداد القليلة من القادة العسكريين والمدنيين المعروفة بنزاهتهم واخلاصهم للوطن ويمثل هذا النموذج الشهيد منير محمود ابو اليمامة اليافعي عليه رحمة الله "وطنية".