آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 10:50 م

كتابات واقلام


#حافظ_على_الماء_يا_محافظ_على_المدينة

الثلاثاء - 17 نوفمبر 2020 - الساعة 12:12 ص

نزار أنور
بقلم: نزار أنور - ارشيف الكاتب


رحم الله شاعرنا الكبير أبوبكر حسين المحضار الذي إقتبست عنوان مقالي هذا من قصيدته المشهورة (منذ ربع قرن يا ربان السفينة) قصيدة كتب أبياتها الراحل الكبير المحضار و غناها بصوته الشجي راحل آخر كبير هو الفنان كرامة مرسال... تذكرت بعض أبيات هذه القصيدة فدفعتني هذه الذكرى الى الكتابة و لكن ليس عن الأغنية و أبياتها و تاريخها أو من غناها و لكن الى موضوع آخر بات الصمت و غض الطرف عنه يعد جرما لا يغتفر، خاصة و أنا إبن منطقة عانت طويلا من هذا الظلم و العبث، فمنذ ما يقرب العشرة أعوام و الناس في منطقة شعب العيدروس يعانون من أزمة توفر أبسط مقومات الحياة و أحد أهم أسباب استمرارها و هو الماء... أنا هنا بالمناسبة لا أتحدث عن شعب العيدروس فقط فهذه المشكلة و إن كانت بداياتها ظهرت في كريتر و تحديدا في شعب العيدروس إلا أنها لم تتوقف هناك لتمتد و تشمل مناطق و مديريات مختلفة في العاصمة عدن، كم هو من المؤلم أن ترى و تعلم أن عدد من شباب هذه المنطقة و هم في عمر الزهور قد فقدوا حياتهم ليس لشيء و إنما أنهم كانوا يسعون للحصول على الماء لمنازلهم و السبب ماس كهربائي بسبب الإمدادات الكهربائية الممتدة على طول الطريق وصولا إلى مضخات المياه الموصولة بها لتغذيتها بالكهرباء من أجل ضخ الماء الى خزانات منازلهم، لك أن تتصور أخي المحافظ مدى حجم تلك الفاجعة على أهل الشاب الذي قضى نحبه و هو يكافح من أجل الحصول على شيء هو من المفترض أن يكون متوفرا بين يديه بكل يسر و أمان و لك أن تتخيل أيضا مدى الرعب الذي يعيشه سكان و أهالي تلك المنطقة على أطفالهم الصغار و هم يمرون بجوار تلك الإمدادات الكهربائية في الصباح الباكر و هم في طريقهم للذهاب الى مدارسهم ... و كم هو أيضا من المؤسف أن ترى فتيات و صبيان صغار في العمر يحملون على رؤوسهم دبب الماء صباحا بينما ترى أقرانهم متجهون صوب مدارسهم لينالوا نصيبهم من التعليم في مدرسة هي أيضا لا ماء فيها فتخيل كيف هي أوضاع الحمامات فيها أكرم الله مقداركم...

أخي المحافظ ما وصفته كلماتي في الأعلى ما هو إلا غيض من فيض معاناة الساكنين هناك و يبدوا ألا فيض هناك سوى تلك المعاناة أما ما دونها فلا شيء يفيض في ظل استمرار شحة المياه و نذرة وصولها الى منازل أولئك اللذين قطعوا كل أمل و رجاء إلا بالله ثم بكم لتخفيف من معاناتهم و إيجاد حلول لمشكلتهم التي بات عمرها عقد من الزمان.

أخي المحافظ لا تصدق حديث القائمين على تقديم هذه الخدمة و مبرراتهم التي يضعونها دوما في صورة مشكلات ولا يضعون الحلول الناجعة لمعالجتها فقد سمعنا تلك المبررات كثيرا و هي دوما قريبة من بعضها ان لم تكن نفسها و لكن يختلف فقط في كل مرة اللسان الذي يحدثنا بها...

أخي المحافظ لا تدعهم يوهمونك أنهم لا يختلقوا الأزمات ليتاجروا بها فوالله أنهم يخلقونها و يتاجروا بها على حساب راحة الناس و كرامتهم....

أخي المحافظ إسألهم عن عدد الآبار التي تعمل؟ و إن أخبروك أنها لا تستطيع العمل بكامل قدرتها فهم يكذبون و إن أخبروك أنها جميعها تعمل فسألهم أين يذهب الماء؟
إسألهم عن مخصصات الديزل التي تصرف لمولدات تلك الآبار و هل من رقيب عليها؟
إسألهم عن مناطق التحكم و مغالق المياه و عن مواقعها و كيف و متى يتم فتحها و غلقها؟ و من المسؤول عن ذلك؟
إسألهم لماذا الماء لا ينقطع عن الشوارع و المناطق التي توجد فيها المولات و المحلات التجارية الضخمة و مساكن كبار التجار و النافذين؟
إسألهم لماذا المفاتيح (البانات) الخاصة بالمغالق السيادية للمياه متواجدة في منازل بعض الموظفين لاااااا في مخازن المؤسسة و ورشها؟
إسألهم لماذا حين يخرج الناس في تظاهرة حاشدة من أجل الماء يتم إيصال الماء الى داخل منازلهم في أعلى الجبال دون عناء و مشقة و حين تهدأ الأمور تعود حليمة لعادتها القديمة؟
إسألهم أخي المحافظ فهم منذ زمن لم يتعودوا أن أحدا يأتي و يسألهم و يراقب عملهم... و كما قال الأولون :( من أمن السؤال و العقاب أساء السلوك و الأدب) والله يعلم أنهم قد أساءوا كثيرا لهذه المدينة و أهلها......

عذرا أخي المحافظ أطلت و لم أوجز لكنني ما فعلت الا لأن الكيل فاض و أخشى أن يبلغ السيل الزبى......


#كتب / نزار أنور