آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 01:25 ص

كتابات واقلام


اللوبي اليمني

الثلاثاء - 17 نوفمبر 2020 - الساعة 12:57 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى - ارشيف الكاتب


هم مجموعة من الاشخاص الغير مرئيين ، لديهم استثمارات ضخمة داخل وخارج البلاد اكثريتها بأسماء الابناء والزوجات ووهمية ، هم ليسوا من النخبة ، لكنهم يحلون القضايا ويشعلون الصراعات ويديروها مع جماعات النخبة الظاهرة في الصورة ، انها جماعات الضغط والمصالح اليمنية " اللوبي " وسطاء بين قطاع الأعمال والحروب والدولة .

رسميًا وظاهريا يبدو أنه لا يوجد لوبي يمني ، و لاوجود لهذا المصطلح في اليمن ، ولا يتم تنظيم النشاط المقابل له بأي شكل من الأشكال قانونيا، ومع ذلك هناك العديد من الأشخاص في اليمن يعملون في دائرة اللوبي المخفي ، يكسبون المال من الحروب وأنشطة الوساطة بين الأعمال التجارية والصراعات والدولة ، ويدافعون عن مصالح جهات داخل وخارج البلاد ، يفرضون القوانين والاتفاقات التي يحتاجون إليها في الغالب من خلال التنسيق مع النخبة و بغطاء رخيص من بعض ما يسمون انفسهم بالمحللين والاعلاميين وكذلك الأموال والتهديد .

" اللوبي اليمني " شبكة غير مرئية و أصدقاء مع الجميع، تعمل بشكل أساسي من "وراء الكواليس" ، لان كل الأشياء والقرارات الجادة للدولة تتم خلف " الأبواب المغلقة بالاتفاق معهم " ، هم شيوخ قبائل ساسة ، عسكر ، رجال اعمال يتجنبون الظهور الاعلامي و لا يتم تعيينهم للعمل المنهجي وغالبًا ما يُشركون جماعات الضغط الخارجية ومن يقف خلفها اقليميا او دوليا في جميع اعمالهم ، هي الشبكة المسؤولة بشكل أساسي عن البيئة التنظيمية للدولة اليمنية وما تبقى منها ، وليس عن العلاقات والاتصالات فقط .

في اليمن ، مصطلح "اللوبي" في (العلاقات الحكومية) يعملون كوسطاء بين مؤسسات الأعمال والدولة ، ويدافعون عن مصالح الأولى ، برزوا ونشطوا بقوة بعد اجتياح الجنوب في 1994 ، حيث نهج هذا اللوبي اساليب قمعية واقصائية مخالفة للمعايير الوطنية و التشريعية والاتفاقات المحلية والاقليمية والدولية تحت مسميات "حججًا سياسية حصرية وضرورية " تحملت نتائجها النخبة الظاهرة ، اودت باليمن الى الهاوية والتمزق والحروب .

بعد الوحدة كان احد اهداف هذا اللوبي ابتلاع الجنوب و تقليص دور البرلمان ، والطريقة الوحيدة لتمرير القانون المطلوب في اليمن هي تقديمه من خلال مكتب الرئاسة واللوبي المرتبط به اولا ، فقد تم تشكيل التحيز تجاه الإدارة الرئاسية بعد حرب 1994 ، عندما كان من الضروري إعادة كتابة القواعد القديمة للشمال من اجل إدارة الجنوب بها ، و تقرر أن يكون مركز الكفاءة والمنسقون في الإدارة الرئاسية اناسا غير مرئيون ، مع ان وفقًا للدستور ، فإن الإدارة الرئاسية ليست مشاركة في العملية التشريعية ولكن معظم أعمال القوانين والضغط تتم هناك في الغالب .

تعمل جماعات الضغط "المتحضرة" على وجه التحديد مع الإجراءات القانونية والسياسية والاقتصادية المعيارية ، فإن تغيير "التنظيم الحكومي " هو مهمة رئيسية لممثلي هذه المهنة وما يجعلهم "جزءًا من السلسلة الرئيسية للعملية التشريعية" ، كلما زادت حصة تنظيم العمل الحكومي ، زادت حاجة الاقتصاد والسياسة والصناعة إلى جماعات الضغط .