آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


المرأة أمام خيارين : انتظار الدعوة للمشاركة ، أو فرض مكونها كشريك

الأحد - 13 ديسمبر 2020 - الساعة 10:00 م

د. ياسين سعيد نعمان
بقلم: د. ياسين سعيد نعمان - ارشيف الكاتب


لم تعد مشاركة المرأة في الحياة السياسية وفي الحكم "معركة" بالمفهوم القديم ، فلم يعد هناك من بين كل من كان يعارض ذلك صوت يستطيع أن يصدح بموقف مناهض لهذا التطور الهام في حياة المجتمع ، انتقلت المعركة إلى مستوىين آخرين :
-المستوى الاول وهو تنظيم المرأة لنفسها كمكون مجتمعي- حقوقي ضاغط ومراقب لتنفيذ هذه الشراكة ، لا سيما وأن مقاومة إشراك المرأة ، بعد هذا التحول ، لن يستند على مرجعيات ثقافية ظلت عقبة أمام تحقيق ذلك ، وإنما سيتأتى من خلال موروث اجتماعي مراوغ ، إذا لم يتم التصدي له عبر نضال هذا المكون النسائي ، فإنه سيأخذ مداه في إضعاف الحافز المجتمعي للتفاعل مع هذه الشراكة باعتبارها القيمة التي ستولد جملة من عناصر النهوض الشامل .
-أما المستوى الثاني فهو المستوى السياسي والذي تتجلى فيه مراكز التأثير في اتخاذ قرارات الإختيار الحزبية ، وهذه المسألة تصبح معركة داخل هذه الأحزاب يتوجب عليها مواجهتها وحسمها . ولن يكون ذلك أمرا سهلا بدون كفاح المرأة المشترك .
في تقديري إن المستوى الأول في اللحظة الراهنة هو أكثر أهمية وتأثيراً ، ذلك أن المستهدف بالشراكة هي المرأة بصورة عامة ، ولذلك فإن نضالها من أجل تثبيت هذا الحق سيحتاج إلى جهد جماعي يتجاوز الحواجز الحزبية ، وكان بالامكان لو أن هذا المستوى من الترابط الكفاحي قد تحقق لكان قد طرح مكون المرأة بصورة مستقلة عن الأحزاب كتعبير عن حضورها المباشر في الشراكة المجتمعية . وبإمكانها عبر هذا "النضال المشترك" أن ترفد معركتها داخل أحزابها بمزيد من عناصر القوة.
وعموماً لا يزال هذا خياراً متاحاً إذا توافقت المرأة على أن تشكل مكونها الكفاحي لتعزيز شراكتها على أكثر من صعيد.