آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


احياء أم احتفال بالهبة

الأحد - 20 ديسمبر 2020 - الساعة 10:10 ص

صلاح مبارك
بقلم: صلاح مبارك - ارشيف الكاتب


ذكرى حدث عظيم في حضرموت يطرق الأبواب .. حدث استثنائي له ما قبله وما بعده، أحدث متغيرات كثيرة نعيش واقعها اليوم.. إنها ذكرى الهبة الشعبية الحضرمية التي بلغت تأثيرها كل المحافل وأعلى المستويات، ووصل صداها إلى أبعد الحدود بل تجاوزت ذلك للاقليم المجاور..

لقد انطلقت الهبة الشعبية الحضرمية من إرادة حرة صلبة، ونوايا صادقة رافضة للضيم والظلم والاستبداد.. وكانت محركها حادثة استهداف الزعيم القبلي ومؤسس حلف حضرموت المقدم سعد بن حبريش في 2 ديسمبر 2013م، التي ايقضت الحضارم جميعا من سبات انكسارهم ورضوخهم للذل والهوان، ووحدتهم حول هدف يضع حدا للاستهتار الذي بلغ مداه من أباحة للدماء جهارا.. نهارا وحرمان من أبسط مقومات الحياة وحقوق المواطنة واستباحة الأرض والثروة، وكانت تلك الصدمة العنيفة التي تعرض لها المجتمع في حضرموت باغتيال مؤسس الحلف صيحة مزلزلة لكسر الباطل وزهقه.. وتقوية الهمم والعزائم، وفي وادي نحب حيث ذلك اللقاء التاريخي في 10 ديسمبر الذي تعاهد فيه مختلف قبائل ومكونات المجتمع الحضرمي على مشروع يجمعهم ولا يفرقهم ويحقق لهم العزة والكرامة ويمكنهم من إدارة شؤونهم والبوح بمطالبة الحقوق المسلوبة.

وما أن لاح فجر الـــ «20» ديسمبر حتي جاءت البشائر محملة بالسرائر بإنطلاق الهبة المباركة وانصهرت الحواضر والبوادي في بوتقة موحدة مؤازرة لأهل الأرض الذين اجترحوا ملاحم بطولية من الثبات والاستبسال هوت بعروش الظالمين وانتصرت للحق واسقطت رهانات التلسط والهيمنة..

تعود الهبة من جديد في أجواء مختلفة وصور متعددة ابرزها هذا التمكين المستحق.. يعود ذكراها وقد قوى عود ما حققته من إنجاز ماثل للعيان في أكثر من مجال ومكان وغدت يوما وطنيا حضرميا خالصا ..

من وادي نحب حيث الانطلاقة إلى صوط بلعبيد ثم بندر المكلا والشحر سعاد الزبينة مرورا بسيئون الطويلة إلى رأس حويرة حيث كار سيبان محطات متجددة لأحياء هذا الحدث الكبير لا الاحتفال به فحسب بل استذكار لتجلياته ودروسه ومآثره الخالدة.. ولهذا فإنه يأتي أحياء هذه المناسبة هذا العام في مستجد داعي للشراكة، لكن في ظروف معقدة وأوضاع متردية من جور للمعيشة وانتكاس للعملة وهواجس مشيطنة حالمة بعودة التبعية والتحكم على رقاب الناس، مما يجعل إرادة الحضارم حاضرة وعازمة على مواصلة المسير وتجديد العهود من أجل الحياة والأمن والسلام والأرض والإنسان.. وهو ما سيجسده اللقاء القادم بعد بضعة أيام، وسيسمع من به صمم.