آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 09:05 م

كتابات واقلام


المنصب

الخميس - 21 يناير 2021 - الساعة 02:46 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى - ارشيف الكاتب


يقال : عندما يكون الشخص اكبر من المنصب تجده خدوماً ومتواضعاً ومنتجاً وحين يكون المنصب اكبر من الشخص تجده مغروراً واجوفاً ومتسلطاَ ، لكن المصيبة عندما لا يفهم شاغل المنصب " المسؤول" التفريق بين بين التكليف ودافع التشريف بين الإخلاص للوظيفة واحترام السلطة كأمانة وتحمل المسؤولية الأخلاقية وبين عدم الوفاء الوظيفي .

الثقافة السائدة في مجتمعنا اليمني حول تعيين الفرد لمنصب كبير او صغير في مؤسسة او وزارة حكومية هو ان هذا المنصب مكافأة لـــ( فلان او علان ) ومعه يبدأ التطبيل والعزف على وتر الذكاء والمهارة لهذا الشخص مرفقة بالهدايا والتهاني من والأصدقاء وزملاء الدراسة والأهل ، وهذه الثقافة مشكلة ومقلقة ، لا نها تسبب احراج لبعض المسؤولين الذين بالفعل كفاءات ويستحقون المنصب بجدارة والكلمة الطيبة ، وفي نفس الوقت يحشر معهم في نفس سلة المديح الفشلة من جماعة النرجسية الذاتية والشهادات المزيفة ، ولهذا لابد للإعلاميين والمثقفين التخفيف من هذه الضجة والهالة " التلميعية " لكل من شغل منصب كبير او صغير .

الكثير من الناس تأمل أن تتمكن القوى السياسية اليمنية وممثلوها ، ممن يشغلون مناصب المسؤولية الكبرى والصغرى من الاتفاق على تحسين الاوضاع الخدماتية �المرقعة والمكسرة � وظروف حياتهم ومواجهة الفساد في المناطق المحررة ، وان يكون اتفاق الرياض مرجعا سياسيا ثابتا واخلاقيا من أجل طمأنة المواطن والقوى المعارضة إلى استمرار الانفتاح السياسي ، بالرغم من وجود ثلاثة ملفات معقدة تشغل الجميع من اصحاب المناصب الكبرى والبسطاء العامة ، أولها ملف المحافظة على الإجماع العام وثانيا تهدئة الاجواء السياسية " التوازنات السياسية للحكومة والفصل بين السلطات والصلاحيات من أكبر التحديات " وثالثا ملف محاربة الفساد .

من المهم عند توزيع المناصب إعطاء الأولوية لمن تتوفر فيهم الكفاءة والنزاهة والاستقامة والبعيدين عن أي شبهة فساد ، اما الدرجات والشهادات العلمية فهي مكمل للشخصية المسؤولة والقيادية وليست شرطاً اساسياً ، لان حالة الاستقرار و التنمية والتطور ليست مجرد مناصب فقط ، بل تتطلب حب الوطن و حرب جدية على الفساد والمفسدين بمشاركة الكل دون استثناء و ضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

المسؤولية صفة في الغالب تنشأ في الطفولة المبكرة ، لا نها من المواقف في اللاوعي لدينا ، لذلك من الصعب تغييره ، فقط عند التأثير على المستوى العميق للنفسية ، والمسؤول الجيد هو الشخص الذي يقود ادارته بتوازن وهدوء لا أن يتكلم بصوت عالٍ " هنجمة " تغطي ضعفة الشخصي وسوء ادارته وعلومه ، فالمسؤول كلما كان أدائه متزن وعقلاني ونظيف ، كان أداء الموظفين أكثر تشابهًا معه.