آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 09:35 م

كتابات واقلام


رهائن عدن

الخميس - 04 مارس 2021 - الساعة 02:58 م

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


أصبح سكان مدينة عدن (رهائن) لكل صنوف المعاناة والتعذيب، هكذا ببساطة، فليس هناك وصف يمكن إطلاقه على سكان المدينة اقل حدة من هذا الوصف.

بالأمس القريب اضرب المعلمون في عدن وحرموا اطفال اهلها من التعليم بحجة أن لهم مطالب، وكلنا نعلم ان التعليم، اساساً، بائس ولا يصنع جيلا مؤهلا للتعامل مع المستقبل، (ويا دوب خريج الثانوية العامة يفك الخط) كما يقول أخوتنا اهل مصر.

الغريب في الأمر أن هؤلاء المعلمون يطلقون على انفسهم (نقابة جنوبية) لكن التعليم كان مستمرا في باقي محافظات الجنوب، وهناك من نقل أسرته إلى خارج عدن ليمكن اطفاله من الحصول على التعليم، فعن أي نقابة جنوب يتحدثون.

وتعيش عدن هذه الأيام مأساة جديدة، وهي أن رأس هرم صفوة المجتمع، وهم القضاة، مضربون عن العمل بدعوة من نادي القضاة الجنوبي، وأصبح الناس يذهبون إلى المحافظات المجاورة لإنجاز معاملاتهم حيث القضاة يمارسون مسؤولياتهم، فعن أي نادٍ للقضاة الجنوبي يتحدثون؟.

القاضي ليس مجرد موظف، انه يمثل ميزان العدل في المجتمع، وإذا غاب هذا الميزان فقد المجتمع توازنه وأصبح الذراع هو الفيصل، وصار الضعيف نهباً للقوي.

لم تعد مقاييس المؤهل والكفاءة هي المعيار الأول في الشركات العالمية، فقد أصبح الشعور بالمسؤولية يسبق المؤهل والكفاءة، وإذا فقد المعلم والقاضي هذا الشعور بالمسؤولية في صناعة جيل المستقبل وفي تثبيت أركان العدل فماذا بقي لدينا لنراهن عليه؟.

صور المعاناة في عدن لا حصر لها، من غياب الخدمات وتدني مستوى المعيشة إلى صور الخلل الأخرى الكثيرة، ومنها تعطيل وتنكيد حياة الناس بأن كل من (سخن راسه) اوقف الحياة وعطل مصالح الناس بحجة الاضراب، في عدن على وجه الخصوص.

كل هذه العوامل حوّلت حياة سكان عدن إلى جحيم واصبحوا، دونا عن باقي محافظات الجنوب، مجرد (رهائن) يجري استخدامهم لتحقيق أهداف ومطالب خاصة، قد تكن مشروعة، لكن سكان عدن هم الضحايا.

عدن
٤ مارس ٢٠٢١م