آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 11:31 ص

كتابات واقلام


مؤتمر أديس ابابا..هواء ساخن!!

الإثنين - 08 مارس 2021 - الساعة 11:20 م

فاروق المفلحي
بقلم: فاروق المفلحي - ارشيف الكاتب


سألني البعض عن سبب الملتقى الجنوبي في مدينة "أديس أبابا" عاصمة بلاد الحبشة؟ فقلت له بعبارة ترجمتها من الانجليزية : إنه ليس سوى هواء ساخن!.
وعن الملتقى فمنهم من أخبرني انهم تلقوا الدعوة لحضوره ، ومنهم من طلب وضع اسمه وتحمل نفقات سفره واقامته.
البعض رأى أن لا يشارك رغم ورود اسمه ، لأن التوقيت والظرف الذي يمر به الوطن لا يسمح بهذا الترف الحواري طالما والوطن لا زال يمر بأدق مرحلة وأخطرها في تاريخه.
على أن اختيار - اديس - لعقد هذا المؤتمر في طياته إجابة وتحمل الإجابات بدورها اسئلة .فعقد المؤتمر في عاصمة غير عربية وفي ظروف قلق وحرب تعيشها الحبشة ، فهذا يعني ان دول التحالف ليست معنية بل ولا ترحب به .
كما أن مصر الشقيقة ربما لم تمنح الضوء الأخضر لعقد هذا المؤتمر في -القاهرة-وبالتالي فان عقده في عاصمة الحبشة - أديس- هو بسبب عدم استعداد دول عربية لعقد مثل هذا المؤتمر المثير للجدل .
وهناك سؤال لماذا انعقاد هذا المؤتمر ؟وما هي الضرورة لانعقاده والجنوب لديه ما يغنيه عن هذا الترف أو الانشغال والحشد؟ وهو -سؤال غريب ما جاوبش عليه-!
توقفت أمام حوارات ووجهات نظر أبداها البعض في أن هذا الملتقى المقرر انعقاده في ٢٥ مايو القادم ، هدفه أن يبعث رسالة إلى -المجلس الانتقالي- في أنه ليس المكون الوحيد الذي يستأثر بالأضواء والمهمة الوطنية وان هناك من المكونات ما تستحق ان يكون لها رأيها وصوتها ومشاركاتها !
واسأل هنا، لماذا لا تدير هذه المكونات او الشخصيات - العاتبة - حوارا مع قيادات المجلس الانتقالي وبالتنسيق مع دول التحالف، فهنا تكون هذه المكونات قد أتت البيوت من ابوابها .

على أن أي مؤتمر يتبنى قضية الجنوب - كما عبر الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي- عليه أن يفي بشروط وأدبيات وقواعد المؤتمرات ومناهجها :
فلكل مؤتمر وطني بدايات وارهاصات وشروط ومنها عقد ندوات تمهيدية تبدأ من المديريات .تُعيِّن هذه المديريات من يمثلها إلى ملتقى على مستوى المحافظة ومن ثم يُرَشَّح الممثلون من المحافظة فتتوافد الوفود من جميع المحافظات إلى مقر المؤتمر الجنوبي العام أو الجامع، بعد ان اكتسب المؤتمر شرعيته ونال شرف تفويضه الشعبي.
وأسأل من دعوا لمؤتمر - أديس- أين العمل التمهيدي، الذي هو أساس عقد أي مؤتمر سياسي أو حتى بيئوي؟
فلا تكفي دعوة الناس دون تمهيدات ومشاورات وقناعات وملتقيات وترشيحات فلسنا في حفلة عرس جماعي، والدعوة عامة !!.
وأقول أن - مسجدنا الجنوبي- له مؤذنه المعروف، والذي يجيد شروط عمله ونعرف سيرته الحسنه وتقواه ويتقن مواعيد رفع الأذان وإقامة الصلاة، فلماذا نعدد المؤذنين لينادي كل من ركنه القصي فنربك المصلين والسامعين؟
على أن المجلس الانتقالي هو اليوم الذي برز على الساحة والمتحدث - الصادع- على منبر الوطن، فلا ترهقونا بهذه المؤتمرات فهي لزوم ما لا يلزم .
ولأن سوء الظن - فطنة- فأنا أتوقع ان هناك من اقترحها ويريد ان يقنعنا ان زيادة أعداد المؤذنين في أي جامع يزيد في الأجر والثواب والتقوى .
من سيولِّد ويستولد هذه الافكار ،وفي أي مستشفى ولادة ستضع الحوامل أوزارهن؟ وهل هناك شهادات ميلاد للمواليد فأنا أخاف أن الحمل سفاح .
أخيراً هناك من سألني وقال: اخبرني عن رأيك عن المؤتمر ؟ فقلت له: أنه - مؤتمرْ -

فاروق المفلحي
8مارس2021م