آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 12:23 ص

كتابات واقلام


الحرب والكابوس الإيراني !

الخميس - 01 أبريل 2021 - الساعة 05:01 م

علي ثابت القضيبي.
بقلم: علي ثابت القضيبي. - ارشيف الكاتب


* لم تجافِ طهران الحقيقة عندما صرحت بأن صنعاء هي العاصمة الرابعة بيدها ، وربما إستخف كثيرون بهذا التصريح ٱنئذٍ ، لكن هذا الطرح لم يسر أحد في خارطتنا العربية ، ولاحتى شعوب الدول التي قصدتها إيران ، وٱخرها الشمال ، ويمكن أن يطرب هذا القول بيادق ٱيران في هذه الدول ، فهي أفردت لهم فيها مساحة للتسلط والفيد من مواردها ، لكن لأجلٍ وحسب ، والعقلية الإيرانية معروفة ، ثم هي تختزن كماً هائلاً من نار الثأر مع رقعتنا الإسلامية السنية ، تحديدا على خلفية سقوط دولتها السّاسانية على يدّ خليفتنا إبن الخطاب ( ر ) .

* تجليات الواقع تقطعُ بأننا ولجنا دهليز كابوس من العيار الثقيل ، هذا ليس تهويلاً من بعبع إيران ، لكن الواقعي أنها ليست بالخصم الهين ، ثم أن غاياتها من تخومنا وحشية شرهة ، كما أن الحديث والمبادرات من طرفنا لإيقاف الحرب ، وبعد أن تفاقم علينا هول الإنفاق وسعير الإنهاك من إستمراريتها ، وٱيران في الظل ، فهي تدخل في سياق التّرف والإبتذال في قاموس خصم من نوعية إيران ، والسبب لأنه لابدّ من عرض صكّ يعكس كلفة صعبة وثقيلة الوطء علينا ، ومهما بلغ الترحيب والإشادة بالمبادرة السعودية الأخيرة وماقبلها .

* يجيدُ الغرب نصب الفخاخ المُحكمة لمن يضعهم في خانة الخصوم ، أو لمن يَفترضُ التعاطي معهم مستقبلاً ، وأشقائنا أسقطوا من ذاكراتهم فخّ الإيقاع بالرئيس صدام حسين ، وكيف دفعوهُ دفعاً لإحتلال الكويت ، ثمّ تكالبوا عليه بمعيتهم ، ودكوا العراق دكاً وشرذموها ، والسلسلة جرّارة حتى اللحظة ، ويبدو أنها لن تقف حتى تأتي علينا جميعاً ، أو يقضي الله أمراً كان مفعولا .

* يصورُ كثيرون الحرب الدائرة هنا بغير صورتها ومفاعيلها الأصل ، وبداية تحدثوا عن الحوثي مجرداً ، أي عن مجاميع شباب متهورين تلبّسوا بالأثناعشرية فجأةً ، وأنها - الإثناعشرية - ليس ذات صلة وثيقة بالزيدية ، أو أنّ مايجري مجرد سحابة عابرة أو ... أو ... ، وأغفل هؤلاء أنّ الحوثية وبدر الدين وبعده إبنه حسين ربائب إيران منذو أمدٍ ، فمنذو أكثر من عشرين عاماً خَلت ، وأفواجاً من المبتعثين اليمنيين تؤشرُ لهم الهجرة والحوازات الرسمية للحجّ الى قُم / طهران وللدرس هناك ، وهم بالالٱف ، أي أن الحوثية ليست ترفاً أو زندقة فكرية طارئة !

* يثيرُ الحنق التّهويم الفكري الذي يثرثر به بعض من نتعاطى معهم ونفترضهم محللين سياسيين ، وذلك عندما يتحدثون عن ٱفاق وتطلعات إيقاف الحرب هنا ، فهم يتحدثون عن الحوثي بصفته طرفا فاعلا ومُقرراً في هذه الحرب ، حتى المبادرة السعودية جاءت مصفوفتها بمثل هكذا توصيف ! هنا يعجزُ اللسان جِدياً عن توصيف وتقييم مثل هكذا طروحات ، وهي تدورُ في نفس فلك وقالب التّغابي والبُعد كثيراً عن الواقع ولاشك .

* ياهؤلاء ، إن أردتم الحديث عن إيقاف الحرب ووضع حداً لها ، فالخصم هناك في طهران ، هكذا هي المسألة مجردةً وبدون رتوش ، فأدرسوا وقيموا كل مافي جعبتكم من خياراتٍ أو من عطاءات ، وانظروا ماذا يمكن تقديمه على مائدة إيران لتقتنع به ، أو يكسرُ شوكتها ، فتُجبرُ على كفّ يدها في هذه الحرب ، أمّا الدروشة السياسية ، أو تلبيس الدمىٰ بغير ثيابها ، أو نَصبُها في عِدادِ الٱنداد والخصوم حقاً أو ... أو ... ، فهذا ليس من الواقع في شيئ أصلاً ، أليس كذلك ؟!

✍️ علي ثابت القضيبي
الخيسه / البريقه / عدن .