آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 09:01 ص

كتابات واقلام


ملاحظات مقدمة إلى لجنة احتفال 14 أكتوبر القادم !

الأربعاء - 28 سبتمبر 2016 - الساعة 02:22 ص

د.فضل الربيعي
بقلم: د.فضل الربيعي - ارشيف الكاتب


1. كنت في الأمس قد طرحت ملاحظة لماذا تكرار نمطية الاحتفالات السابقة التي كانت تجري في زمن القمع والملاحقة من قبل قوات الاحتلال ؟ فذلك يظهر عجزنا من ناحية ، وعدم استيعابنا للمتغيرات التي جرت على أرض الجنوب من ناحية أخرى . لذا تقتضي الضرورة أن يكون الاحتفال بهذه المناسبة غير الاحتفالات السابقة ، واقصد ان يكون اكثر تنظيما ورسميا، وأن تتبناه مجموعة القوى الفاعلة على الأرض، السلطات المحلية والمقاومة وقوى الحراك بالتنسيق مع القوى العسكرية الأمن والجيش والحزام الامني وليس عملية مسابقة على إطلاق الدعوات وتشكيل اللجان على نمطية الاحتفالات السابقة الذي كان يشوبها كثيرا من الخلل الفني والتنظيمي رغم حشود الناس الكبيرة في حضورها . 2. احتفالات هذا العام في تقديري لم تصل إلى مستوى الحشود السابقة لاسباب ان البعض لا يرى أهمية لها بعد تحقيق النصر العسكري على الأرض ، وبعد ان اقترب حل قضيتنا وتعرف عليها الاقليم عن قرب .. صحيح ان الوضع الراهن ليس استقلالا ولا احتلال ، وربما اوضاع الناس قد استاءت أكثر بسبب ظروف الحرب وما لحقها من اشكال ناتج عن سوء تقديرات التحالف للنصر الذي حققه مع المقاومة الجنوبية على الأرض . 3. ان ظروف ما بعد الحرب هي أهم معطى تتعامل معها القوى السياسية والثورية ، ومن هنا فالفعالية لابد ان تركز على ذلك لتجيب على جملة من التساؤات عند التحالف ، وعند الداخل الوطني الجنوبي بعامة ، اهمها التالي: أ. ان تثبت أن الجنوب وحده سياسية واجتماعية واحده جسدها ذلك التلاحم في معركة الشرف الذي التحم فيها الكل وقالوا لا حاضن لقوات الحوثي وجيش صالح في أرض الجنوب ، وقد اقترب الكل من مشروع استقلال الجنوب بل ربما أن نتائج الحرب هي الأخرى قربت التحالف وفهمه لحقيقة وابعاد الخلاف بين الشمال والجنوب ... ب. ان تعكس هذه الفعالية طبيعة فهمنا للتقارب الجنوبي الذي كان ينبغي ان يتشاور الكل حول ذلك والتحضير الجيد للفعالية بعيدا عن تكرار الاسلوب السابق بداء بالدعوة وتشكيل اللجان ومسمياتها وانتهاء في طبيعة اخرج هذه الفعالية بالصورة الأكثر تعبيرا عن قدرات الجنوب في التنظيم بعد رحيل قوات نظام صنعاء القمعية . ج. تاتي هذه المناسبه متزامنه من دعوات عدة تنادي بانتظام العملية السياسية في الجنوب والذي ربما ادرك الخارج اهمية ذلك واصبحت قضية ملحة اليوم امام الجنوبيين.. وهنا لابد من التفكير الابداعي في استغلال هذه الفعالية لخدمة هذه المهمة . 4. ان تعكس هذه الفعالية في اخراجها ودقت الترتيب لها الذي يظهر عمل دولة اكثر تنظم يبهر العالم ، فذلك يشير إلى أن الجنوب قادر اليوم على إعادة بناء أسس ومقومات الدولة، فاختيار فقرات وبرنامج الاحتفال التي تحاكي الخارج من واقع الحالة الراهنة، وتزيل أي فرضيات خاطئة لديه من سابق. فاذا حصل مثل ذلك انا متاكد ان صداها سيصل أكثر تاثيرا وتجاوبا مع استحقاق شعب الجنوب . 5. هناك ما زالت فرصة لمراجعة ذلك. اما اذا كررنا نمط الاحتفالات السابقة مثل : عبثية وعشوائية التحرك والتواجد في الحفل أو مضغ القات ، التسابق على تعليق الصور بذلك المنظر المعتاد على منصة الاحتفالات ، أو التزاحم على المنصه وامامها ، وسوء مكبرات الصوت ، وضعف المعلقين ومقدمي الاحتفال ، وعدم تنظيم الهتافات واعداد اليافطات ومدلولاتها التعبيرية واطالة الخطابات الانشائية العائمة وغيرها ..... فذلك لم يترك في الداخل الا مزيدا من الياس والتناثر والفوضى، والتذمر والحسرة. اما في الخارج فذلك ربما لا يغير شي عندهم، بل ويزيد من إشكالية استيعابهم لقضية شعب الجنوب . مع محبتي وتفهمي لكل من تحمس وبادر لذلك العمل ، افيدكم بانني لست ضد اشخاص مطلقا ، بل اردت سرد تلك الملاحظات بناء على طلب كثيرين من الزملاء الذين علقوا على منشوري السابق وطلبوا ملاحظاتي . لهم ولكم جميعا مني ألف تحية .... د. الربيعي