آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


علاقة الجنوب وشعبه بدول التحالف وحقائق واضحة!!

الأربعاء - 04 يناير 2017 - الساعة 08:01 م

علي محمد السليماني
بقلم: علي محمد السليماني - ارشيف الكاتب


قدر الله ان تكون سواحل جنوب شبه الجزيرة العربية الجنوب العربي ارض مملكة حضرموت الكبرى ' موطن البشرية في طورها اﻻول جنة ابونا ادم وأمنا حواء عليهما السﻻم.. كما كان قدرها ايضا ان تكون مرسى سفينة ابونا نوح عليه السﻻم والوعاء الذي انطلقت منه البشرية في طورها الثاني لاعمار اﻻرض وموطن الساميين اﻻول وموطن العرب اﻻقحاح الوطن الذي يشكل الوعاء الاول الانطلاق الهجرات العربية الى شمال الجزيرة ومصر وغيرها.. وقدرها ان عصر التمكين الرباني الاول لنشر العدل والخير الى مشارق اﻻرض ومغاربها انطلق منها على ايدي تبع ذو القرنين.. ذلكم موجز مختصر عن موطن العرب الجنوبيون - الجنوب العربي- كما ان هذه الرقعة الجغرافيه الصغيرة وشعبها قد كان ومازال وسيظل الدرع الجنوبي للجزيرة العربية والخليج العربي والقوس المتين في حفظ الامن واﻻستقرار لدول وشعوب المنطقة 'وهذا قدر شعب الجنوب العربي عبر مختلف مراحل التاريخ.. وفي عام 1990م دخل قادة الجنوب في شراكة وحدوية بدولة اندماجيه بموجب معاهدات واتفاقيات بدأت عام 1972م حتى تم اعلانها في 22مايو 1990م ومودعة في جامعة الدول العربية واﻻمم المتحدة. وانقلب الطرف الشمالي على هذه اﻻتفاقيات وعلى وثيقة اﻻجماع الوطني الموقعة في اﻻردن في 21 فبراير94م وشن الحرب على الجنوب في 27ابريل94م وبعد مناشدات عربية ودوليه للشمال بوقف حربه الغادرة التي ساندته فيها قوى اﻻرهاب من افغان العرب والجهاد اﻻسﻻمي على الجنوب لكن تمادى الشمال مستغﻻ التراخي الجنوبي المؤمن بالوحدة وتراكم الخلافات والانقسامات الجنوبية المتراكمة منذ فجر اﻻستقﻻل عام 1967م مما اضطر الرئيس الجنوبي الذي شغل منصب نائب الرئيس بعد اعلان الوحدة اليمنية الاستاذ علي سالم البيض الى اﻻنسحاب من شراكة الوحدة اليمنيه من طرف واحد في 21مايو94م .. وصدر قرارين بوقف الحرب من مجلس اﻻمن الدولي وبيان مجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي برفض الوحدة بالحرب دون استجابة قيادة الشمال -التي انقسمت اليوم الى شرعيه والى متمردين- وواصلت حربها حتى احتلت الجنوب في 7/7/94 ومنذ ذلك اليوم وشعبنا يرفض ان تكون بﻻده تحت اﻻحتﻻل العسكري اليمني بوحدة مفروضة بالدبابات والمدفعيه وانطلق حراكه السلمي في 7/7/2007 معلنا مطالبته باستعادة استقﻻله وقيام دولته بهويتها الوطنيه الجنوب العربي.. ولم ياتي منتصف مارس 2015 اﻻ وقد اصبح الجنوب محررا بايدي حراكه الجنوبي ولجانه الشعبية الجنوبية.. لكن الشماليين شنوا حربهم الثانيه بنسخه طائفيه ودعم ايراني وتدخلت دول التحالف العربي بضرباتها الجوية مستشعرة الخطورة على امن دولها وشعوبها 'وهو ماكان يدركه الحراك الوطني الجنوبي انطﻻقا من قدر شعب الجنوب العربي ان يكون مع العرب وتحديدا دول الجوار في الجزيرة والخليج حتى تم تطهير الجنوب وهزيمة الحوثعفاشيين والمشروع الصفوي في المنطقة في 14يوليو من نفس العام بمساعدة فنيه من القوات اﻻماراتية البطلة .. اما وقد مضت على معاناة الجنوب وشعبه سنة ونيف بعد تحريره ولم تقم دولته الامر الذي ادى الى بداية ظهور مﻻمح عودة اﻻحتﻻل اليمني على ايدي فريق الشرعيه التي كانت من ابرز المهاجمين والمتفيدين بفتاوي ظالمة بتكفيرة الجنوب في حرب عام94م وذلك مايجب ان يكون واضحا ومعروفا ان شعب الجنوب لن يقبله مهما كانت الذرائع والحجج والحيل المخاتلة . وكما دعونا سابقا وحذرنا من تتخير اﻻستحابة ﻻماني وطموحات شعب الجنوب العربي حتى ﻻتبقى ساحة الجنوب في فراغ تستغله اطراف الصراع اليمني " الوهم " ولم يستمع لنا احد حتى وصلت المخاطر الى التدخل المباشر بالضربات الجويه وبعد مضي 19 شهرا فاننا من موقع الخبرة والمعرفة بواقع الجنوب العربي والاعيب وحيل اصحاب الشمال نؤكد ان الشرعية لن تحقق لكم هدفا وان جهود جناحها الشمالي يعد عمليا رديفا مساعدا مع المتمردين ' لاستنزافكم وارهاقكم تمهيدا للقادم الذي تعد نفسها له مستفيدة من دعمكم لتكون ضدكم مع العدو المتربص بكم الشرور ' لان ايران تعرف ان الشمال بدون الجنوب معه ﻻحاجة لها به وان وجود دولة مستقلة في الجنوب يعرقل بل يمنع طموحها في استعادة امبراطوريتها الفارسيه ويفقدها القدرة على اللعب مع القوى الدولية حتى وان تبادلت معها السفراء فان ذلك لن يتجاوز مثل وجود سفارة لها في الرياض او في ابو ظبي ..!! ولسنا في حاجة الى التذكير ان امن واستقرار المنطقة يتطلب العدل بين الشمال والجنوب بعودة الدولتين الى ماقبل عام 90م وعلى نفس خط الحدود الدولية بينهما' وكل منهما يعود الى هويته كما فعلت مصر وسوريه بعد فشل مشروعهما الوحدي عام 1961م 'وغير ذلك السراب واستمرار الصراع وعدم الاستقرار في اليمن وفي الجنوب العربي وفي المنطقة برمتها 'ولسنا في حاجة للتذكير ان الوقت يمضي وان الرمال تتحرك بسرعة. صحفي وباحث في تاريخ الجنوب القديم.