آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


فلنستعد لحرارة وظلمة الصيف القادم في عدن !

الأحد - 29 يناير 2017 - الساعة 01:01 م

محمد كليب أحمد
بقلم: محمد كليب أحمد - ارشيف الكاتب


جميعنا – تقريباً – قد اشتوى الموسم الماضي بحرارة الصيف ولهيب شمسه ، وذقنا الأمرّين من شحة الكهرباء وانقطاعاتها لدرجة لا تٌحتـَمـَل ، حتى أن أدمغتنا قد نشفتْ وتبخرتْ آكالنا في كل شيء وأي شيء نتيجة لذلك . وبعد أن أقبلَ علينا موسم مناخي معتدل وبدأنا نتنفس فيه الصعداء ونلتقط أنفاسنا بعد عناء بالغ ، ومع ذلك رافقتنا الانقطاعات المتكررة في اليوم الواحد ، رغم أنه لم يكن له الوقع الكبير كالذي كان في مستوى قيض الصيف وحرارته .     وفي ظل التصريحات المتتالية والوعود النرجسية لكل المختصين التي كانوا يتشدقون بها طوال الفترة الماضية برفع انتاجية الكهرباء وإدخال مولدات جديدة وتحسين أداء المحطات القديمة ، إلا أننا لم نلمس على أرض الواقع " مايشبع أو يغني من جوع " أو يعطي بعض من الأمل الموعود لحل تلك المعضلة المستعصية التي لم تستطع الحكومة أو دول التحالف الكريمة - بجلالة قدرها – أن تضع حلولاً جذرية لها للخروج من مستنقع التسويف والوعود الكاذبة لصيفٍ أقل معاناة لأبناء عدن الذين فقدوا أبسط مقومات الاستقرار في هذه المدينة الباسلة التي قدمت الغالي والنفيس للشرعية ولدول التحالف العربي المساندة لها . واستبشر البعض خيراً بوصول المولدات التركية المهداة من دولة قطر الشقيقة للمساهمة – ولو جزئياً في حل العجز الكبير لتوليد الكهرباء حيث تظل المعضلة الأخرى والأساس في توفير الوقود للمولدات الفرعية ومحطات التوليد القديمة والحديثة بشكل دائم ودون انقطاع ، في حين تتوالى الاضرابات شهرياً لعمال المصافي للمطالبة برواتبهم الحالية والمتأخرة منذ عدة شهور والذي أسهم سلباً في توفير الوقود بشكل منتظم لتلك المحطات ، مما يقحم الحكومة للولوج في مستنقع استيراد المشتقات النفطية الجاهزة بشكل مستمر والتي تكلف الدولة الشيء الكثير في ظل العجز الكبير والمتواصل للسيولة النقدية .    فهل تلتفت الحكومة – وبشكل بالغ الجدية – لهذه الكارثة التي تزحف علينا مع اقتراب فصل الصيف ؟ وإذا كانت البداية – كما أرى – تبدأ من المصفاة ( شركة مصافي عدن ) المملوكة للدولة 100% وتنتهي بإنشاء محطات فرعية أو مركزية ذات قدرات إنتاجية كبيرة أو معقولة تغطي محتاجات المحافظة أو ما جاورها ، فلما التأخير إذن والانتظار حتى حلول الصيف الذي سيغطي بسعيره على كل التصريحات والوعود ؟ وتبدأ معه معارك التخبط والبحث عن أعذار ومبررات لهذا الوضع المزري الذي يعايشه الجميع ولا يحرك ساكناً لدى الجهات العليا المختصة !      لا زلنا نتعشم خيراً في كل المختصين في الجهات الرسمية وفي الحكومة تحديداً ودول الجدار(عفواً الجوار) للبدء وبشكل عاجل لوضع الحلول الجذرية لمسألة الكهرباء في عدن وتأمين استمرارية تدفق الوقود لتلك المحطات من خلال وضع المعالجات الجادة للمصفاة ايضا والتي تعتبر المصدر الأول والأساس لتوفير المشتقات النفطية والوقود ليس لعدن وحدها بل لبقية محافظات الجمهورية أيضاً بما يسهم في استقرار التموين لكل من الوقود والكهرباء معاً والذي بدوره أيضاً سيساهم بشكل فعال في استقرار الوضع العام في العاصمة عدن للأرض والإنسان معاً .          وذكـــّـر إن الذكـرى تـنـفـع المؤمنين !!