آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 03:46 م

كتابات واقلام


أخافُ على أثيرِ عدن من التلوث !

الأحد - 29 يناير 2017 - الساعة 06:28 م

أحمد محمود السلامي
بقلم: أحمد محمود السلامي - ارشيف الكاتب


عيب نسميها إذاعة ! عندما تكون أشبه بشخص مخزن يمتلك مسجل ومجموعة أشرطة لأغاني مخادر ، فنانين ومقلدين وطبول وصياح وعويل واصوات رصاص ! وشريط طالع وشريط نازل ، وعندما يشتي يريحك يجلس يحدثك بكلام فاضي لساعات طويلة ، تنساه بمجرد خروجك من باب الغرفة . الإذاعي الحقيقي يجب أن ينتقي كل وصلة بعناية فائقة وتنسيق فني متقن يراعي فيه كافة أذواق الناس .. هذا إذا كان لدى أي إذاعة هدف ورسالة تعرف كيف ومتى تخاطب بها تشكيلة متنوعة من الأمزجة في المجتمع .. أما المخادر فتنتهي بـ " نجِيمْ الصباح , أيْشْ جَلّسَكْ بعدما غبنا , سامِرْ على الورد والحِنّا " وبعدها كل واحد يروح يدوّر له على تهريج جديد .. آسف : مخدرة جديدة . كلامي هذا ليس هجوماً .. لا ابداً ، ولكنه خوف شديد جداً على تراثنا الإذاعي الثري من الاندثار والضياع والسطو .. خوف على أثير عدن النقي من التلوث في ظل غياب الإذاعة الأم ( إذاعة عدن ) وانتشار الفوضى العامة التي تجتاح حياتنا دون رحمة أو شفقة . إذا لم تستفيد الإذاعات الوليدة من تراكم الخبرات في عقول المخضرمين الذين تتلمذوا ولفترة طويلة علي أيدي كبار مؤسسي إذاعة عدن ــ خاصة في مجالي التخطيط والتنسيق الإذاعي ــ فلن يكن لها مستقبل حتى ولو استعانت بعباقرة من هذا الزمن .