آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


(البعبع ) وتربص ( الطاغوت )

الخميس - 16 فبراير 2017 - الساعة 09:49 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


سنوات ونحن نساهم بقدر ما في طرح رؤانا وأفكارنا لمعالجة الواقع لرأب الصدع ومعالجة الجروح , طرحنا قد يجد قبولا وقد يجد نفورا , المهم أن نمارس واجبنا الوطني والإنساني في التنوير من أي نافذة متاحة , لا نلتفت للإساءة ولا للمواقع التي تسمح بها والفتن ومن يبثها , يجب أن نستمر مؤمنين بقضيتنا مدافعين عن أفكارنا ورؤانا بعقلانية ونظرة عميقة لواقع الأمور ,نظرة سليمة وصادقة تداوي الجروح , تمنح النفس مناعة ضد الدناءة , نرى الوجه المشرق , ونشير للجانب المظلم , نحقق توازن سليم للنفس والضمير . لن يتعافى وطن ومجتمع وهو مشحون ومحتقن , والتعافي هو تجاوز هذا الاحتقان ويبدأ بالفرد البنية الأساسية للمجتمع الذي يمكن تقسيمه حسب السلوك إلى أربعة أشخاص شخص تنتج أفعاله المنفعة له ولغيره انه العاقل ( مفيد ) وشخص تنتج أفعاله المنفعة له والمضرة لغيرة هو الشرير( خبيث ) وشخص تنتج أفعاله المضرة لنفسه والمنفعة لغيرة انه الغبي ( عبد وأسير ) وشخص تنتج أفعاله المضرة له ولغيره انه الأحمق ( معتوه وسلبي ) الشارع اليوم محتقن , وأمراض اجتماعية طفت للسطح , وجدت البيئة الحاضنة لها ,هو امتداد لفترة خصومة وشحن وتحريض , وسنوات من الحرب الإعلامية والإشاعة وعملية البرمجة التي قام ولازال يقوم بها أرباب الاستبداد في وسائل إعلامهم ليعيدوا تشكيل وعي وقناعات الناس للتحريض والشحن لنبقى متناحرين مشتتين موتى تحت الطلب . الخطورة في الاصطفاف المناطقي والعرقي أو الطائفي أو الأيدلوجي , الذي يرفض الأخر والتعايش , ويعيش وهم اجتثاث المختلف عنه وإفراغ المجتمع من التنوع , هذا النوع يبقى أسير أوهامه فأما أن يكون شريرا أو غبي أو أحمق في سلوكياته , , لا نكران أن هناك مخطئ وأخطاء , هناك فشل وعجز , هناك مؤامرة وخذلان , لكن هناك غياب للحقيقة وهناك ضبابية , ترك الأمر للتفسير والإشاعة والشعوذة السياسية , ولكلا حسب قناعاته يحدد رأي وموقف , غير محسوب لخدمة القضية والمصالح العليا , واذا به يخدم الطاغوت بتعصب أعمى . حاجتنا اليوم ماسه جدا للوعي المجتمعي والثقافة الإنسانية والوطنية ؟، إذاً لا بد أن يتوفر للإنسان ولو الحد الأدنى من الخصال الحميدة التي أوصت بها الأديان السماوية والقوانين الوضعية والأعراف , قيم ومبادئ يجب أن تكون متأصلة في الوعي وقوة العزيمة ليتعافى الفرد ثم المجتمع من كل تلك الأمراض , لنكن قادرين على التعايش والعيش بسلام و وئام . من المعيب ان نظل نعيش رهاب النافذين والفاسدين والمستبدين , كل خطواتنا واختياراتنا ومواقفنا مبنية على خوف ورعب من هولا , فننجر للمضرة دون المنفعة , وكلما انهارت قواهم وانفض الناس من حولهم رعبنا يدفع بسلوك يخدمهم , ننجر لاصطفاف يغذيهم ويدب في كيانهم العفن حياة . كم نحن في حاجة ماسة اليوم لمحاسبة النفس لأنها أسس النجاح والفلاح , كم نحن بحاجة لعقل متفتح وضمير يقظ لنكن سعداء متحابين نتعايش معا بسلام , كم نحن بحاجة للنفض من على كاهلنا تلك الأمراض المحقونة فينا لنبقى بظلمة معتمه , متى نتخلص من ثقل الماضي لنندفع للمستقبل بصفاء الباطن ومحاسبة الذات ووضوح الرؤى لنحيا بهناء ورضا تام وراحة دائمة . رهاننا على المدن المدنية كعدن وتعز وحضرموت , لنحافظ عليها كمصدر تنوير , أن سقطت في وحل المناطقية والطائفية سقطنا , لابد أن تكون مناطق أمنه معافاة من تلك البذاءة والسذاجة في السلوك لتبقى بوادر تشع نور وتنوير تحد من التمادي والانجرار إلى ما لا يحمد عقباه , المزعج اليوم فيما يحدث فيهما من تشويه متعمد ليسقط الوطن منهار سقيم غير قادر على مواجهة التحديات القادمة من المستبد والطاغية والتخلف والجهل الطاغوت الذي يخطط لانهيار الكل لابتلاعنا جميعا , فهل نتعظ يا أوليا الألباب .