آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 07:13 م

كتابات واقلام


يا آلة الحرب توقفي ثورة الشعب لن تنكسر

الجمعة - 03 مارس 2017 - الساعة 02:14 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


يا آلة الحرب توقفي , يا آلة المال تمهلي ,يا آلة الاستبداد والموت أكتفي بما حصدتِ وجنيتِ من رؤوس !, لم ترتوي دماء وتشبعي انتهاكات و موت وخراب , فهل تطلبون المزيد , كل ذلك محسوب في ميزان سيئاتكم في الدنيا والآخرة . كنتم واقع أسي , فثرنا لتغييره , وقبلنا أن تكونوا جزءا من التغيير ,) إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) صدق الله العظيم , وأنفسكم قد تعفنت لا تقبل التغيير , وللأسف جذبت أليها بعض النفوس المتعفنة بيننا وصارت أدواتكم الإعلامية والسياسية والاجتماعية , وما أقذر من يعمل ضد مصالحه ومصالح أمته ومجتمعه وأحلامهم وطموحاتهم في مستقبل يلبي تطلعاتهم وأمالهم , وعبر الشاعر أبي قاسم ألشابي في قصيدته إرادة حياة (وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر) تلك هي حقيقة عبيد الزعيم والسيد , من يحمدون بنعمتهم ويتمسكون بحبلهم ويقتلون وينهبون ويستبيحون بأمرهم , وتحت طاعتهم , وكما قالها الزعيم كثيرا تحت أحذيتي , هذه هي الفئة الوضيعة التي بددت أحلامنا , وفرضت بمواقفها واختياراتها واقع الحرب الجهنمية , فئة انطلى عليها شعار العدوان , وهي تعلم جيدا , أن الحرب التي أعلنها تحالف الانقلاب من دماج حتى عمران ثم صنعاء ومرورا بذمار وأب والحديدة وصمود وتصدي تعزلهم وهزيمتهم في عدن والجنوب ,كانت هي بداية عدوان فرض الاستعانة بالإخوة العرب , ولولا دعمهم لكنا تحت رحمتكم وتسلطكم وتخلفكم وطائفيتكم وفسادكم وقذارتكم , والحمد لله الذي وفقنا في هزيمة هذه الفئة الباغية وتمريغ أنوفها في تراب الوطن الطاهر وتطهيره من عفنها , والواقع المر اليوم هو صورة تعكس حقيقتها . ثورتنا ثورة شعب , وان أردوا تشويهها كثورة حزب أو نُخب , ثورتنا لكل الطوائف والعقائد والقبائل والعشائر , ثورة الجميع لكل من يؤمن بأهدافها وقيمها وروحها النبيلة , لكل شغوف بالتغيير نحو الأفضل , لا طبقية ولا مناطقية ولا طائفية , بل تحررية عصرية تقدمية . ثورة نسائية , ثورة شعبية ديمقراطية سلمية ,ثورة شبابية طلابية كانت أكثر من ضرورية ,, ثورة اجتماعية نضالية سياسية حقوقية إنسانية , ثورة العمال والفلاحين والكادحين والمرأة والشباب الطامح النقي من صراعات الزمن العفن , ثورة شعب أراد الحياة , وقالها أبي قاسم ألشابي (إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر) لن يخذلنا القدر , ثورة لازالت تنبض وبقوة وصمود مستمرة أمام الأهوال , والتأمر , والمنافقين ,تعيش من ذاتها لذاتها يرويها الشهيد تلو الشهيد والدمعة إثر الدمعة , ثورة شعبية تحمل ثقل وهم الشعب ,فالشعب لا يموت هو قوتها وعنفوانها . لن تكون الإرادة صادقة دون حرية , وتنوع للرأي والفكر والثقافة , الحشود الشعبية من طرف واحد ليس إرادة بل فرض أمر واقع بالعنف , الإرادة هي الفرص المتكافئة في التعبير, هي الدفاع عن حرية الآخرين قبل حريتك , لا إرادة في واقع يرفض رأي الأخر ويمنع عنه الحق في التعبير , ويضعه تحت الوصاية . ثورة تشق طريقها في وحل الماضي العفن لتتجاوزه , هناك ممن تسلقها ويريد قتلها من الداخل , هذا ما يؤكده واقع الحال في المناطق المحررة ومنها عدن الباسلة منطلق الثورة , المدينة التي رفضت كيانهم العفن قبل اجتياحها في حرب ظالمة ب94م واعتقدوا أنهم انتصروا على الدولة والديمقراطية والحرية , فصبرت ونور الصبر ضياء , والحق باين والباطل باين , واليوم صبرها يثمر والحق منها ينتصر , ها هم رجالها ورجال الجنوب يحررون الأرض والإنسان من طواهيش الزمان وجهالة العقل ودناءة الوجدان . الأحرار لا يهزمون , والشرفاء لا يركعون , والمشاعر الثورية شعلة لا تنطفئ وتضئ طريق الحرية , مها قتلوا من الثوار والشرفاء لكنهم لا يستطيعون قتل الثورة , فالثورة فكرة متأصلة في الوجدان , تبث في كل جيل جديد يبعث على هذه الأرض , ليستأصل العفن وبقايا الماضي السيئ ليجدد الحياة وينطلق لمسار الدول المتقدمة ليواكب تطورات العصر والمرحلة يكسر القيود ويهد حيطان التخلف والجهل والتعصب والطائفة والمناطقية وكل بقايا أمراضهم الاجتماعية التي حقنوها في جسد هذا الوطن العريق اليمن السعيد بإذنه تعالى . احمد ناصر حميدان