آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:50 م

كتابات واقلام


عدن والعدالة متعثرة

الإثنين - 13 مارس 2017 - الساعة 11:04 ص

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


عدن المدينة المجروحة , و تلعق جراحها ,جرحا تشفى بالعدالة ,رغم الظروف والألم والمعانات والمعوقات والدمار والخراب , تحاول عدن أن تنهض , تحاول أن تبتسم وتزرع الأمل , وهم يدركون جيدا أن تعافي عدن وتطبيع الحياة فيها هو انتصار للقضية ولثورة والدولة الضامنة والمواطنة والديمقراطية ,هم يدركون جيدا أن عدن مهيأة لتكن نواة لدولة العدل والحرية والمساواة , عدن هي قيم وأخلاق ومبادئ بدونها لن تكون عدن ,عدن ترعب أعداء العدالة ,منها ذاقوا الهزيمة ومنها سينتصر الحق , وستسقط كل المشاريع الصغيرة طائفية كانت أو مناطقية أو أيدلوجية , عدن تلفظ السلالة والتمايز والعنصرية , عدن كبحرها متجانسان لا تقبل العفن , وتغتسل كل حين لتتطهر من نجس سياستهم وسمومهم وفتنهم , من يعيشون فيها يعرفون متغيراتها , تفرض مدنيتها وثقافتها وتعود تلك عدن بسماتها , وأهم من يعتقد انه استطاع أن يغير نمط الثقافة وحضرية السكان في عدن , في لحظة يكتشف أن محاولاته بآت بالفشل , لأنها تنفض عن كاهلها العفن وتعود تلك عدن التي عرفناها وعرفها العالم منذ زمن . عدن تطبع ذاتها بجهود أبنائها , وما أكثرهم , وشهدت مهرجانات ومعارض وندوات وحوارات , رغم كل التفاصيل وكثرة الماسي لكنها بدأت تستقيم وتتخلص ببط وتدريجيا ممن يعكر صفو حياتها , تحاول أن تنهض , ولم يبقى غير اليسير لكنه الأهم ,أدوات العدالة كالقضاء والنيابة التي لازالت مكبلة وتعمل بحدود المطلوب وليس المفروض,من يقف خلف إعاقة انطلاق عمل القضاء ليرسي العدل؟ , ليعيد لعدن حياتها الآمنة , سنشعر بالأمان بمجرد أن نجد جهود البحث عن المجرمين والقتلة والخارجين عن القانون أصحاب السوابق , الهاربين من السجون وأحكام قضائية صادر بحقهم , ليلة الغزو العفاشي الحوثي البربري على عدن ,لا أمان وهم لازالوا طلقاء يهددون السلم الاجتماعي وحياة غرمائهم والعامة , حينما نسمع عن تفعيل حركة القضاء والنظر بقضايا الناس العالقة لسنوات , اليوم لازال المظلومون في ظلمهم والمجرمون فارون من العدالة , ولازالت العدالة منقوصة . والسجون مكتظة بشباب بتهم اشتباه , دون تحقيق عادل ومن جهة رسمية ومتخصصة , ودون النظر لقضاياهم أمام النيابة القضاء ,وهذا الملف يشوبه الكثير , حيث يمكن أن تصبح هذه السجون معقل للاستقطاب والدعوة , ما لم يكن هناك برنامج لتنوير تلك العقول وإخراجها من ظلمتها , ما لم تكن الحياة في تلك السجون تليق بالبشر ليتحول السجن لإصلاحية , وتصنع منهم مهرة ومهنيين ورجال صالحون منتجون , أو العكس نزيدهم سوء وإساءة واذا بهم يزدادون تعصب وتزمت نخرجهم وحوشا ضارية لتتحول عدن لغابة والنتيجة معروفة . أي ثورة في العالم لم تحقق العدالة بحدها الأدنى لكل بقعه تصل إليها , لا معنى لها , لن تطبع الحياة دون عدالة اجتماعية دون إنصاف لكل مظلوم ومعاقبة كل مدان , وإعادة الحقوق لأصحابها , انه مضمار العدل ليشعر المواطن أن التغيير هو السمة الأساسية للقادم والتحول للأفضل . هل يعلم القائمون أن غياب أدوات الضبط والمحاسبة والعقاب ضاعف من المظالم , ترك فرصة سانحة للمجرمين يمارسون هويتهم بأريحية كاملة بل وبعضها تأخذ صفة رسمية وبأسماء مختلفة ومنها مقاومة , وغياب هذه الأدوات يخدم هولا ويهيئ لهم الفرص ليمارسوا ظلمهم وفسادهم كلصوص وقتله ومستبدين , ومستأجرين تحت الطلب من لوبي الفساد والإرهاب بأنواعهم , لازالت الانتهاكات في أعراض الناس وممتلكاتهم , لازال التصنيف والقذف هواية يمارسها البعض دون عقاب . ننتظر من القائمين خطوات سريعة وجريئة لتطبيع الحياة , لتساعدون عدن على النهوض , لاعتباركم قوى نهضة وتعافي عدن أو قوى معيقة للحياة في هذه المدينة المسالمة التي لا تطلب منكم غير أن تكونوا جزئا من نسيجها ومصدر خير لها , لا أن تكون نسيج غريبا دخيلا غير متوافق مع ثقافة وسلوك عدن فيسبب لها الغثيان ويعكر مزاج أبنائها , ستلفظون كما لفظ الآخرون لنفس السبب على مر التاريخ . احمد ناصر حميدان