آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 04:55 م

كتابات واقلام


عدن .. أصبحت بلا دُوْمان !

السبت - 15 أبريل 2017 - الساعة 07:38 م

أحمد محمود السلامي
بقلم: أحمد محمود السلامي - ارشيف الكاتب


عندما تغيب الدولة ، كل شيء يستباح .. ملكية الدولة تستباح .. وملكية الفرد تستباح وحقوقهُ تنتهك .. تتحكم بالمشهد عصابات وجماعات متخلفة ليس لها صلة بالوطنية مطلقاً ، مشروعها هو الفوضى والظلم والاستبداد ، وسلب حقوق المواطن في العيش بأمن وسلام وسكينة . ما حدث في عدن مؤخراً ، شيءٌ محزن ومؤسف للغاية ! نزاع حول كشك يتحول ويتطور إلى اشتباك مسلح وسقوط ضحايا بفضل التغذية الخاطئة والدعم المباشر لطرفي النزاع ، بل تبادل التهم المجافية للحقيقة والواقع .. ليست هذه أول مرة تحدث هذه الاشتباكات المروعة في مدينة عدن خاصة في خورمكسر و كريتر ، لكن إذا لم يُنزع الفتيل وتزول الأسباب ستتوسع لتشمل كل مديريات م/ عدن ، والضحية سيكون المواطن المدني البسيط الذي لا ينتمي إلى قبيلة أو قرية أو حتى عصابة مسلحة في حي شعبي . للأسف الحكومة الشرعية لا تتعامل مع هذه القضية بجدية وشجاعة ، بل تلجأ إلى التهدئة والتسويف من خلال تشكيل اللجان المختلفة ـ على طريقة عفاش ـ للنزول وعقد اللقاءات التي يجري فيها العتاب والمصالحة بعد وجبة غداء دسمة ومقيل فاخر يتم في نهايته الاتفاق على التعويض وإطلاق المساجين ومعالجة الجرحى ، ولا احد يتطرق إلى معاقبة المتسببين لمثل الحوادث الجسيمة بصرامة ! وكأنها حدثت في قرية نائية لا يوجد فيها حتى مجرد ظل للدولة . في عدن .. نعم يوجد ظل للدولة ، ولكنه يختفي عندما تلتهب بعض المناطق ، تخوفاً من الاحتكاك المباشر مع العابثين بحياة المواطن ، لأنها لا تستطيع حل أي نزاع حلاً جذرياً من دون تفعيل عمل المؤسسات القضائية و أقسام الشرطة والأمن وتنفيذ شعار الشرطة في خدمة الشعب . في عدن .. لا تستطيع الدولة حل اي مشكلة حلاً جذرياً في ظل وجود مسئولين وأفراد اعتبروا أنفسهم زعماء فوق القانون ، وليسُ موظفي دولة يعملون لخدم المواطن دون انحياز أو محاباة . ايضاً في عدن .. لا تستطيع الدولة ، حل اي مشكلة حلاً جذرياً إذا لم تحارب الفساد المالي والإداري في المرافق الحكومية المدنية والعسكرية ، فهو سبب كل التعثر والإخفاقات والفشل ، والتدني المستمر لخدمات الكهرباء والمياه وخدمات البريد والنظافة والخدمات الأخرى . كل شيء في عدن أصبح ملتهباً ، قابل للانفجار في اية لحظة دون مقدمات .. عدن أصبحت مثل سفينة كسر دُوْمانها (دفة القيادة) بسبب الصراع على القيادة ، بينما الأمواج تتقاذف بها في كل الاتجاهات . ياترى.. كيف ستنجو ؟!!