آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 03:54 م

كتابات واقلام


الوقاية ولا العلاج

الثلاثاء - 18 أبريل 2017 - الساعة 02:12 ص

عبدالقادر زين بن جرادي
بقلم: عبدالقادر زين بن جرادي - ارشيف الكاتب


يقال درهم وقاية خير من قنطار علاج . أوضاع عدن الذي تبلغ أحياننا الحناجر من الخوف أن تنفجر وأحياننا تكون بردا وسلاما . أسبابها النت الملعون الذي تتسعر فيه نيران التصعيدات الفسفسية والوسوسية وأخواتهن . بسبب عدم وجود أجهزة أعلام رسمية إذاعة وتلفزة وصحف رسمية ووكالة أنباء رسمية . لهذا فعالم التخاطب مع أسماء مجهولة وصور مزورة وكتابات لا مسؤولة ناتج قرحة قات تدخل الكل في مناكفات سياسية وحزبية ومناطقية وقبائلية ومذهبية متنوعة لا مصادر لها رسمية موثوقة غير منقول نسخ ولصق وعاااااجل وخطير جدا وانتبهوا وتحذير وكل ذلك يدخل في قاموس مفردات وأحداث خريط ومريط يرهق الأعصاب ويثير الضجيج بقرباع الطبول الذي لا نغمة لها . نحن في غنى عن كل ذلك يا كل من تكتب أو تنقل وتنسخ وتلصق لتبدي لنا بأنك محذر ومنبه الكلام السيئ الذي يؤدي للتفرقة وشق الصف ويثير نعرات الجاهلية ضعة تحت قدميك وأدفنة في مقبرة شر الدواب . فهو أفضل وسيلة لخدمة أهلك ووطنك وقضيتك أيها اللبيب العاقل . المسؤولين لسنا بحاجة لتتقاذفوا بالتهم بينكم البين والتبريرات على كلام النت المنشور . المسؤول الحق هو من يعمل عمل يراه الناس بأعينهم ويلامس حياتهم ويحسن منها بقدر الأمكان والإمكانيات وأن لم تتوفر فعلى الأقل أنشروا الوعي والنصح وكونوا أول من يطبقه في أقوالهم وأعمالهم بشخصكم وأهلكم . لهذا فإن غياب الإعلام الرسمي الذي من خلاله يتم نشر الرسميات والوعي والنصح ويطمئن المواطن يعد من إخفاقات الحكومة التي لم تفكر أن تواصلهم مع رعيتهم مفقود وأن فقدان هذا الجهاز المهم عزلهم عن الناس مما أصبحت الظنون تسيطر على الشارع فهل سيتصفح الملايين صفحة الرئيس وكل وزير في الفيس بوك وهل سيقبل الرئيس والوزراء صداقة الأسماء المجهولة صعب القبول والتخاطب والرد . نشر الوعي بين أوساط الناس عبر الإعلام الرسمي وخطباء المساجد والصحف اليومية هو درهم الوقاية . في بلد يعيش فوق رماد جمر ملتهب إذا أشتدت عليه رياح الصيف العاصرة ينقشع الرماد عن الجمر اللهيب والنار تحرق كل رجل فلا تنفع بعد ذلك القناطير المقنطرة في علاج الغل الذي يسكن في النفوس فأما جراح الحروق فهو عقاقير طبية . ولكن الغل يحتاج إلى نزع من القلوب والقلوب تحتاج لأمد بعيد لكي ينتزع منها جرح كلمة فكيف إذا كان جرح القلوب معتجن بدماء وخراب وتيتم وتأرمل . خمسة عشر عاما قضاها خاتم الأنبياء والمرسلين ( صل الله عليه وسلم ) وهو يدعو لله ويألف بين القلوب والقوي العزيز يمحص القلوب حتى تمكن الإيمان في القلوب ونزع منها كل دعوات الجاهلية أنزل الله التشريعات وفرض الفرائض وحد الحدود وسن الشرائع وفصل الأعمال الصالحة وقنن العلاقات الإجتماعية في فترة ثمان سنوات فقط بنيت القاعدة الأساسية الراسخة رسوخ الرواسي فأنطلقت دولة لا إله إلا الله حتى بلغت مشارق الأرض ومغاربها . تلكم هي القاعدة الأساسية لبناء دولة مترابطة الأركان لا تؤثر فيها تقلبات الزمان وعواصف الأحداث . اللهم أني بلغت فأشهد ،