آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 02:51 م

كتابات واقلام


صالح رئيس مزروع دوليا وليس مخلوعا

الإثنين - 17 يوليه 2017 - الساعة 10:46 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


هناك العديد من القراءات لمجريات الاحداث في اليمن والمنطقة وخاصة بعد الحركة الزلزالية الشعوبية التي اطلق عليها بثورة الربيع العربي والتي اطاحت بمنظومة الحكم في المنطقة واحدثت انتفاضة في عروش الحكام الازليين امثال قدافي ليبيا ومبارك مصر وبن علي تونس وصالح اليمن وآخرون تفادوا هذه الانتفاضة بالنزول الى رغبة دعاتها والانحناء لعاصفتها تجنبا لاثرها في بلاده والبعض ممن قرأ في كتب الاباطرة والاكاسرة والقياصرة ليتعامل بسد منيع ضد هذه الانتفاضة وينتفض عليها بهجوم عكسي لازال حتى اللحظة يسحقها في ارضه وشعبه وتسحقه.بارضها وشعبها ، وفي قراءة بينت محاولة فاشلة لاسقاط بيدق من بيادق اللعبة الدولية الكبرى لما وراء البحار فأوشكت الحركة الشعبوية على الاطاحة بصالح اليمن فسرعان ماتحركت الخطوط والشبكات الارضية لانقاذه واعادة انعاش الاوردة الحيوية في الجسد الذي التهمته نار مسجد دار الرئاسة في صنعاء ، قد يكون البعض ساهم في محاولة انقاذ علي صالح من الموت المحقق بدافع عفوي انساني توافق بالصدفة مع الغاية الدولية لشبكة ماوراء البحار والتي استماتت في تحريك كل مايمكن تحريكه لانقاذ اهم رجالاتهم في المنطقة وبحركة مكوكية اسطورية خارقة وصل النعش الى ارض المملكة العربية السعودية على اكف الريح وبلمح البصر وكان باستقبال النعش طفرة نوعية لاكبر عملية انقاذ بشري في التاريخ ، طاقم كبير من الخبراء والاستشاريين في جميع التخصصات معتكف لانعاش الاوردة والشرايين لاحياء رجل المنطقة وعرابها علي صالح ، وبنشاط منقطع النظير استخدمت فيه عصارة الخبرات الطبية والتجارب العلمية العالمية تمكن الفريق الطبي الخارق للعادة من انعاش الوريد الحياتي للجثة واعادة دقات القلب فيها ليشعر بعدها صناع القرار الدوليين بالامل بعودة الرئيس اليمني علي صالح الى الحياة مرة اخرى في الوقت الذي كان خصومه ينشدون الاهازيج والافراح بافول نجمه وهم لا يعلمون حجم عملية الانقاذ الدولية لاعادة الحياة الى جسده. وبالفعل فاجأ الفريق الطبي المراقبين بتسريب تسجيل صوتي يؤكد حياة علي صالح ويكذب خبر وفاته والذي اصاب خصومه بالنكبة وخيبة الامل. بينما استمر اكبر واعظم فريق طبي في العالم في سمكرة وترقيع الجسد المهترئ المتآكل بفعل الحريق واعادته الى شكله الطبيعي في اعظم عملية تجميل بتاريخ الطب البشري ، وكانت المفاجئة الكبرى والمدهشة للعالم هي وصول الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الى مطار صنعاء ونزوله ماشيا على الاقدام مستعرضا وضعه الصحي الذي وصل اليه باعجوبة ليخبر خصومه في الداخل والخارج ان دوره كلاعب استراتيجي في المنطقة عاد من جديد وبطريقة مختلفة تم التعبير عنها من خلال الاهتمام بوضعه الصحي كضرورة سياسية وليست حاجة انسانية مالبثت ان مكنت علي عبدالله صالح من مسك خيوط اللعبة بيده من جديد واستعادة زمام المبادرة وصار يحرك الاحداث ويتلاعب بها كعادته فتمكن من جر جميع خصومه في الداخل مرغمين وبحضور اقليمي ودولي الى مبادرة صاغها وفصلها بحسب رغبته ضاربا بعرض الحائط احلام الطيش الشبابي. ان الدور الذي عاد علي صالح من اجله لاتقتصر حدود انشطته السياسية والعسكرية داخليا بل تتعدى المنطقة والاقليم فالمشروع الذي سيكون على عبدالله صالح لاعب فاعل فيه للمرحلة القادمة مرتبط باستراتيجية ماوراء البحار ولهذا بدأت اصابعة تعزف سمفونية المقدمة الساحرة للمرحلة القادمة من تحت قفاز اليد الذي لازمه تلك الفتره وتدحرجت كرة الثلج التي كان يدفعها من تحت القفاز وبغطاء مخفي من دول ماورء البحار لايرى بالعين المجردة تمكن من تغيير قواعد اللعبة وصار يحارب بيد غيره وسلاحه ويهاجم بمنبر ومنصة عقائدية متطرفة غير محسوبة عليه حتى جاء الوقت الذي افصح فيه جهارا نهارا عن شراكة في الحرب والسلم بين فريقين متشاكسين فبايعاز منه وبحركة افعوانية متلوية حرك الزحف الطائفي من قمم الجبال في صعدة مران الى سواحل الذهب في عدن شمسان وصار قاب قوسين او ادنى من احكام الطوق وخنق المنطقة من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها ، ومنه انطلقت الحلقة الاولى من مسلسل التوزيع الجديد للادوار في المنطقة والعالم وتوازن الاقطاب والذي يعتبر علي عبدالله صالح احد بيادق هذه اللعبة والاكبر دورا فيها ، ان الغربلة واعادة التوزيع للادوار مهمة شاقة ومكلفة ولهذا تحملت اعباء النفقات الخرافية لعلاج علي عبدالله صالح ، كما ان الحلقات التالية من هذا المسلسل ستكون ساحتها بعيدا عن الصراع الداخلي الزائف في اليمن والذي يعد الصراع الداخلي تدريبا قاسيا ومناورات للعبة الكبيرة لدول ماوراء البحار والتي يساهم فيها علي عبدالله صالح وبعض الناشئين الجدد ممن اشرف هو شخصيا على استدراجهم واستخدامهم وقدانطلت على اولئك السذج اوهام الرمزية بالقيادة والزعامة وهم عبارة عن حجارة دومينوا يرصها علي صالح في اتجاهات مدروسة بدقة ويعرف من خلال راسمي الخطة مماوراء البحار اين ستسقط هذه الحجارة واتجاهات سقوطها بحسب الرص الدقيق لها ، قد يتسائل البعض ما السر في عدم التعرض للرئيس المزروع علي صالح بالاذى طوال فترة الحرب الوهمية في الوقت الذي كان بامكان البعض جره ببساطة الى المستنقع واغراقه فيه ، نعم كان هذا بالامكان لكن مالا يتوقعه البعض هو ان علي صالح جزء من هذا السيناريو ومعده ولا نقول تحيطه العناية الالهية ولكن ما توكده مجريات الاحداث ان علي صالح تحيطه العناية والرعاية الدولية لما وراء البحار والتي تعهدت بحفظ ماله ودمه ولايهمها عرضه لان هذا المصطلح غير متداول في السياسة ، ليتأكد للداخل والخارج ان علي عبدالله صالح يتمتع بكل الصلاحيات وله دور بارز وكبير في الداخل والخارج ولقد تم زراعته في المنطقة مع كل شعره زرعت في جسده وكل خليه اونسيج في جلده لما له من أهمية في مسلسل اعادة توزيع الادوار وتوازن الاقطاب في العالم والمنطلقة ابجدياته الاولى من الصراع الخفي داخل المنطقة واختزلت حقيقة الصراعات فيها فقط لتمرير الوقت ولتبقى ارهاصات ومقدمات وتداعيات للعبة الكبيرة الاساسية والمحورية لحركة توازن الاقطاب في العالم التي زرعت علي عبدالله صالح في المنطقة زرعا وهو الذي يطلق عليه السذج بالرئيس المخلوع منزوع الصلاحيات بينما هو خبير استراتيجي مزروع مطلق الصلاحيات داخليا وخارجيا وهو اليد الطولى التي ترسل رسائلها بين الفينة والاخرى هنا وهناك مفادها قوة حضور وقدرة على المناورة والمباغثة وتغيير قواعد اللعبة واستباق الاحداث وترتيب ردات الفعل متجاهلا الوضع الداخلي ولايأبه بمصيره ساخرا من خصومه في الداخل مستهزئا بهم وهو يخرج لهم من حين لأخر بخطاب سريالي كحكايات الف ليلة وليلة بينما يمضي بخطى حثيثة في المشروع القادم مع الموجه العاثية التي تشهدها المنطقة شاغلا اهله وناسه وشعبه ووطنه بمسرحية هزلية من الشد والجذب بين التبة والاخرى حتى تكتمل الطبخة الدولية وتختمر التجهيزات اللوجستية ويتم الاعلان عنهاحينئذ بالصوت والصورة التي نرجوا الا تكون فيها ساعة الصفر تبدأ من الباب دون قرعه..