آخر تحديث :الأربعاء - 17 أبريل 2024 - 12:56 ص

كتابات واقلام


ما بعد هزيمة داعش !!

الخميس - 10 أغسطس 2017 - الساعة 10:33 م

محمد علي محسن
بقلم: محمد علي محسن - ارشيف الكاتب


قرابين مزهقة ، وفظائع مقترفة ، فيما الفاعل واحد هو الارهاب الحاصد لآلاف الضحايا، وبشكل يكاد يوميا ، ودونما توقف ومنذ سنوات خلت . اعتقد ، بل اجزم ، ان الارهاب وفصائله الدينية المذهبية المسلحة ،هما الان على وشك النهاية المحتمة ، ما يعني ان هذه العمليات العبثية الهمجية الحاصلة هنا او هناك ، ليست الا محاولات بائسة، اصحابها يعيشون حالة من التيه والاضطراب النفسي ، ما اضطرهم الى خوض معركة انتحار اخيرة هدفها تضليل الاتباع والبسطاء وايضا الدول المحاربة ، بكونهم مازالوا اقوياء ولديهم القوة الكافية لردع أي قوة داخلية او خارجية . الحقيقة ان هذه الفصائل تلفظ انفاسها الاخيرة ، وهي الان في خضم معركة خاسرة بكل المقاييس العسكرية والفقهية والسياسية ، وخسارتها للمعركة اظن انها باتت قريبة ، وعندما نقول بان القاعدة وفقاساتها داعش واخواتها على وشك الهزيمة الماحقة ، فذاك استنادا للمأزق النظري والعملي الذي وصلت اليه تلك الجماعات الجهادية . نعم ، دولة الخلافة الاسلامية ، كفكرة سياسية اقترنت بالتكفير والهجرة والجهاد العنيف ، اثبتت تجربة السنوات المنصرمة ، بفشلها الذريع ، ان لم نقل باستحالة إقامة تلك الدولة الدينية ولو على مساحة ضئيلة لا تتعدى مدن الموصل او الرقة او المكلا او زنجبار او كابول او قندهار او سواها من الامكنة ، التي قدر الاستيلاء عليها ، وتطبيق الشريعة الاسلامية ، النابعة من فهمها وتأويلها لنصوص القران والسنة النبوية . السؤال الوجيه المطروح الان : ماذا بعد تحرير المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا ؟ وبإيجاز اين ستكون وجهة عناصر القاعدة وبناتها التي اغلب المنضوين اليها هم في الأغلب من فئة الشباب ؟. حاليا ، تعد مسالة عودة الاف الشباب من سوريا والعراق تحديدا ، قضية شائكة يتم بحثها ومناقشتها وعلى مختلف المستويات السياسية والقضائية والإعلامية والفكرية والمجتمعية . جدل لا يتوقف محوره الاساس ،هذه العودة لآلاف المقاتلين المنهزمين عسكريا، فما من شك ان عودة الاف المقاتلين في القاعدة او تنظيم الدولة " داعش " الى فرنسا او بريطانيا او تونس او اسبانيا او امريكا ، امرا مخيفا ومفزعا ، لهذه الدول او غيرها من الدول التي يوجد لديها من يحمل جنسيتها ويحارب في صفوف التنظيمات الارهابية . فهؤلاء وعلى كثافة الجرائم المشاهدة وهول الانتهاكات للآدمية وطرق القتل البشعة التي يربأ الشيطان ذاته عن التفكير بها ؛ مازالوا في نظر دولهم ، مواطنين خطرين يصعب تجاهلهم او الغاء جنسيتهم مثلما تفعل دولنا العربية خاصة . هذه الدول استنفرت كافة امكانياتها المادية والبشرية ومن اجل غاية واحدة هي احتواء الشباب ، وتجريدهم من اسلحتهم الخطرة ، المتمثلة بالأفكار الخاطئة وكيفية اعادة تأهيلهم او ادماجهم في مجتمعاتهم . وعموما، اخشى من ان تكون وجهة الكثير من عناصر القاعدة او داعش او جفش او النصرة او انصار الشريعة وووالخ من المسميات ، هذه البلاد المنكوبة المفتوحة على مصراعيها ، ولا تحتمل المزيد من الجماعات المسلحة، فيكفينا محاربة انصار المعتوهين صالح وعبد الملك ، فضلا عن محاربة عناصر قاعدية او داعشية لطالما حاولت وبدعم من اجهزة امنية واستخبارية معروفة ، زعزعة امن واستقرار المحافظات المحررة ودون سواها . وعليه احذر الجميع من مغبة التساهل مع ما يحدث اليوم في العراق وسوريا ،فكل المؤشرات تؤكد ان نهاية تلك التنظيمات قاربت ، وكلما اشتد الخناق حولها ، يزيد معه القلق من انتقال جماعي وفردي الى هذه البلاد ، خاصة مع وجود اطراف داخلية وخارجية يمكنها استغلال الفوضى الحاصلة الان ، فتقوم باستقطاب اولئك الاكثر طرفا واجراما غير القادرين العودة لبلدانهم الاصلية ، فتكون اليمن مقصدهم ، وقد سبق وان كانت هذه البلاد موئلا فيما مضى للعائدين من افغانستان . محمد علي محسن