آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 12:49 ص

كتابات واقلام


أتحدى أحدا لم يبك على أمي اليمن؟

الإثنين - 21 أغسطس 2017 - الساعة 11:42 م

ياسر فيصل عبدالله
بقلم: ياسر فيصل عبدالله - ارشيف الكاتب


بعد شهرين من تحرير عدن..وتحديدا في 30 نوفمبر 2015..جمعني لقاء تلفزيوني بالرئيس هادي في قصر المعاشيق الذي كان شبه مدمر..وبعد دوران كاميرات التسجيل ..وبعد محموعة أسئلة وأجوبة..سألت الرئيس كم شخص من عائلتك فقدت في العدوان على مقر إقامتك في صنعاء..فذكر أن مجموعة من حراسه ومرافقيه..فضلا عن أسر شقيقه..واستشهاد أحفاد صغار له..لحظتها رأيت الدمع في عيني الرئيس..وشعرت بالإحراج..وظللت أمام خيارين..إما أن أضغط على الرئيس وأكسب سبق صحفي بدفع دموع الرئيس للتساقط أمام الكاميرا..أو أن أغير السؤال وأخرج الرئيس من تلك الحالة..لكني اخترت الخيار الثاني..لأن وجع الرئيس هو نفسه وجعي في تلك اللحظة..كان يقف آنذاك خلف كرسي الرئيس..مدير مكتبه السابق السفير بالقاهرة الآن( محمد مارم).. الذي تأثر معنا بالمشهد..وحارسه الشخصي وحارس إماراتي ومجموعة من المصورين بالإضافة إلى مصور الرئيس.. وعند تقليب صفحات ذكريات مأساة اليمن..أتذكر دموع رئيس الوزراء السابق (خالد بحاح) وهو يتجول في شوارع عدن..صحبة محافظها السابق ( نايف البكري)..حتى (علي صالح) دموعه وعبرته خانته في أول خطاب له بعد انطلاق عاصفة الحزم..لم يبقى أحد إلا وبكى على اليمن..باسندوه بكى.. والشهيد جعفر بكى..والمفلحي بكى..جلست مع الشيخ( هاني بن بريك)..وبكى بحرقة على رفقاء له استشهدوا في تحرير عدن.. في السعودية..بكى الملك سلمان..على أبنائه ممن استشهدوا في الجبهات اليمنية أثناء قصيدة مؤثرة خلال افتتاح مهرجان الجنادريه.. في الامارات..بكى الشيخ محمد بن زايد..وهو يحتضن إحدى بنات شهداء الإمارات في اليمن.. من تبقى لم يبكي ياترى؟..اليمن أبكت أهلها وجيرانها..بكى الشمالي وكذا الجنوبي..بكى الزيدي وقبله الشافعي وحتى السلفي..بكى الناصري وبكى المؤتمري..بكى الاشتراكي والبعثي ..بكى الرجال قهرا ..وبكت نسائنا ألما وكمدا..فمتى يكفكف دمعك يا أم العرب.. وكما قال الفنان اليمني الشاب الجميل.. وليد الجيلاني ..وبشجن..اليمن رغم الهموم عالية فوق الغيوم..وتحتوي كل الخصوم. بكى البعيد قبل القريب..لأن أم العرب بكت..فماذا لو ضحكت أمي اليمن. ياسر فيصل عبدالله..صحفي