آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 05:04 م

كتابات واقلام


نازحون أم حصان طروادة

الأحد - 10 ديسمبر 2017 - الساعة 01:23 م

شهاب الحامد
بقلم: شهاب الحامد - ارشيف الكاتب


يتحدث البعض عن رد الجميل للأخوة النازحين من اليمن الى الجنوب بعد اغتيال عفاش وانهيار معسكره ، وانه مثلما حصل للجنوبيين من موجات نزوح سابقة وكانت لهم اليمن المأوى والملاذ فهذه بتلك .. الحقيقة ان نزوح الجنوبيين في تلك الفترة الى الشمال كان في وضع الدولتين وفي زمن السلم وهي عبارة عن حالات تسلل غير شرعي الى مناطق الحدود ثم تبدأ المعاناة الحقيقية من اليوم التالي للبحث عن التصاريح الرسمية او تزوير الوثائق هذا اذا لم يزج بهم في السجون بتهم التجسس للنظام الماركسي ...الخ. ماحدث في 86م او قبلها في 70 حتى 78م بعد الانقلاب على سالمين هو مايعمل به في كل العالم بين الدول المجاورة وهو مايحدث الان للنازحين من افريقيا او من سوريا وليبيا والعراق وقبلهم من فلسطين !.. الوضع اليوم في الجنوب مختلف تماما اذ لا هو في وضع الدولتين كما كان قبل الوحدة، ولا هو في وضع الدولة الواحدة الموحدة كما كان قبل الحرب . اي ان الذين ينادون (باستقبال النازحين) هم ممن يتعاطوا مع الامر بانه في وضع الدولتين ولو من حيث الشكل ،، بينما بن دغر ومن موقعه في الدولة يحاول استغلال لحظة الانكسار هذه بطريقة انتهازية لاحتواء كل المؤتمريين الهاربين من سفينة عفاش الغارقة بصفته الحزبية قبل الحكومية كامين عام مساعد للمؤتمر وبالتالي يكون هؤلاء المطاردون "كحصان طروادة" او فريق عمل محترف يعتمد عليهم بن دغر في (ادارة المرحلة) من عدن وهنا مكمن الخطورة ومبلغ الضرر !. انا مع استقبال النازحين أيّ كانوا في وضع ما انتجته الحرب الاخيرة اي في وضع الدولتين ( من حيث الشكل) كأمر واقع حتى الآن وبالتالي لابد من معرفة هوية النازحين والتصريح لهم وفقا واجراءات محددة ومعرفة وجهتهم واماكن سكنهم ، ولست مع دعوة بن دغر لا ستقبال المؤتمريين ( سياسيين وعسكريين واعلاميين ) خصوصا ومواقف بعضهم المتطرفة من القضية الجنوبية لاتخفى على احد ، لان هذا من شانه ان يعود بالضرر على مستقبل الجنوب وماتحقق من انتصارات حتى لا اقول ان وجودهم كما يتمنى بن دغر سيكون انقلابا ابيضا على الثورة الجنوبية ومن عقر دارها بالضرورة . ربما يرى البعض في هذا شطح او مبالغة لكنني اكرر القول والتذكير باننا في حالة صراع وجود وثورة تحرير لم تكتمل بعد وفي لحظة مفصلية خطيرة جدا تعاد فيها صياغة السياسات وترتيب الاوليات والبدائل وربما خلط الاوراق وقلب الطاولة والعودة الى المربع الاول ، ولهذا ينبغي علينا جميعا اليقظة والحذر عند التعامل مع الآخر حتى في الجوانب الانسانية او التي تبدو على هذا النحو 👌