آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 03:18 ص

كتابات واقلام


الجنوب.. وصراع التحالفات

الخميس - 28 ديسمبر 2017 - الساعة 10:40 م

علي محمد السليماني
بقلم: علي محمد السليماني - ارشيف الكاتب


يستطيع المراقب للمشهد السياسي في المنطقة ان يدرك دون عناء صراعات التحالفات والاطماع التوسعية التي فتح بابها على مصراعيه الغاء الاتفاقيات الوحدوية من جانب العربية اليمنية في حربها على الجنوب صيف 1994م تلك الحرب التي شنها على الجنوب حزب الاصلاح اليمني فرع الاخوان بجذريه الفارسي والتركي الدونمي والجنرال علي محسن الاحمر والمقتول عفاش وتحويل مشروع اعلان الوحدة اليمنية عام 1990م الى احتلال استيطاني توسعي استملاكي قاد برامجه الممنهجة العقيد محمد عبدالله اليدومي والاستاذ عبدالوهاب الانسي منذ انتخابات ابريل 1997م التي اجراها المنتصرون وسط مقاطعة شاملة من شعب الجنوب وقواه الوطنية .. لقد شكل تأييد الدول العربية للاحتلال بالقوة العسكرية* *واعتباره وحدة سابقة دولية خطيرة في العلاقات الدولية وفتح الباب على مصراعية للتسابق بين الدول لاعادة احياء امبراطورياتها القديمة على نفس النسق الذي استندت عليه العربية اليمنية وايدتها الدول العربية ومايسمى جامعتها العربية سيئة الصيت مع الاسف. لقد حذرنا في كتاباتنا كما حذر الكثير من الكتاب الجنوبيون والعرب من خطورة اعتماد دعاوي زائفة بحقوق تاريخية ليس لها سند غير رغبة التوسع والاحتلال بالقوة العسكرية كما حدث في حالة الجنوب العربي دولة ج.ي.د.ش ..وكما حدث في حالة دولة الكوبديت الشقيقة عام 1990م وكما يحاول البعض احداثه في حالة البحرين الشقيقة على سبيل المثال لا الحصر* *اليوم العرب توسع عليهم "الشعق" ويتعاظم يوميا واصبحوا يكتوون بنيران قوى الاطماع التوسعية لاستعادة الحقوق التاريخية في احياء امبراطوريات قديمة عفى عليها الزمن واعاد لها لامل احتلال اليمن للجنوب العربي وتاييد دول العرب لذلك باعتبار تلك الحالة وحدة او حقوق تاريخية حتى اصبح العرب بين نار اسرائيل ونار ايران ونار تركيا . ان حرب اليمن منذ عام 2015 م حرب تشكل عبئا واستنزافا لدول التحالف العربي منذ يوليو 2015م بعد طرد فلول القوات اليمنية الغازية او التي كانت تحتل الجنوب منذ عام1994م واصبح الجنوب محررا وبيد ابنائه غير ان اعتماد العرب على المجاملات في القضايا المصيرية او على حسابات خاطئة تم تجيير انتصارات شعب الجنوب وتوظيفها لصالح شرعية الجنرال علي الاحمر وحزب الاصلاح فرع الاخوان بجذرية التركي والفارسي وهكذا انطوت من السنيين ثلاث وبدا التحالف ينفرط عقده ولن يكون السودان اخر حبات المسبحة في التحالف العربي الهش والحائر .. *ان افضل الحلول ﻻنقاذ مايمكن انقاذه هو اغتنام تصحيح التاريخ والاخطاء وفرض حل عودة الدولتين السيادي المستقل لكل منهما الى ماقبل 22مايو 1990م واحتواهما في النطاق العربي واي طرف يرفض الحلول العادلة الموجودة على الارض في الواقع يعد معاديا للامة العربية وجزاءا من مشاكل العرب وليس جزءا من امنهم واستقرارهم.. فان مضى الوقت دون الاخذ بالاعتراف بهذا الواقع الذي يتجسد على ارض اليمن الشقيق وارض الجنوب العربي فان على العرب ان يستعدوا لماهو اكبر واخطر عبر البوابة اليمنية لالتهام العرب بنفس ماتم التهامهم صبيحة الخامس من يونيو حزيران 1967م .* الباحث: علي محمد السليماني. 28 ديسمبر 2017م